أحد أبناء قرية شحاتة: المدرسة على بعد 8 كيلو مترات.. والآباء يمنعون أولادهم ممن التعليم خشية الموت بسبب الخلافات العائلية
طالب: سأترك التعليم لأنني تعبت من المشوار يوميا إلى المدرسة
رئيس الوحدة المحلية: لا توجد أراضي مخصصة للدولة بالقرية
يعاني أهالي قرية الشيخ شحاتة بمركز ساحل سليم - 30 كيلو مترا جنوب مدينة أسيوط - من ارتفاع نسبة الفقر وتدني الأحوال المعيشية بها لكنهم ما يزال الأمل يلوح لهم في انتشال أبنائهم من ظلمات الجهل، غير أن القرية التي يبلغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة وتتبع الوحدة المحلية لقرية الشامية لا تجد لنور العلم سبيلا، فكل ما تمتلكه من منشآت تعليمية "مدرسة واحدة مؤجرة".
يقول محمد باسط أحد أبناء القرية إن المدرسة الوحيدة بالقرية مؤجرة ويتلقى فيها التلاميذ تعليمهم حتى الصف الخامس فقط ويضطرون للحصول على الصف السادس الابتدائي إلى الذهاب مدرسة بقرية الشامية على بعد 2 كيلو متر وسط طريق وعر يشتهر بحوادث السيارات ومحاط بالزراعات حيث كثافة إطلاق النار بين العائلات المتخاصمة وهو ما لا يأمن فيه الأب على أبنائه مما يدفعه لمنع أطفاله من استكمال تعليمهم خشية موتهم في الطريق.
مسعد شحاتة مزارع يضيف لـ"التحرير" أن أبناء القرية يضطرون أيضا إلى الذهاب لقرية الشامية في المرحلة الإعدادية على نفس الطريق وفي الثانوية ينتقلون إلى مدرسة المركز التي تبعد أكثر من 4 كيلو مترات في مدينة ساحل سليم، متابعا: "المشكلة هنا تكمن في عدم وجود وسائل مواصلات وهو ما يضطر الطلاب إلى السير يوميا 8 كيلو مترات ذهابا وإيابا من المدرسة مما يتسبب في التسرب من التعليم أو نقص المستوى العلمي بسبب المجهود الشاق الذي يبذله الطالب.
ويؤكد محمد ياسين 15 عاما: "تركت المدرسة وعمري 12 سنة علشان كنت تعبت من المشوار يوميا ووالدي كان يحتاج لأكون بجانبه في الزراعة فبدلا من التعليم تعلمت حرفة الزراعة وأيضا أعمل حاليا في المعمار مع أولاد عمي بمدينة 6 أكتوبر".
ويعلل محمد جمال الطالب بالثانوي العام بمدرسة ساحل سليم نيته في ترك التعليم قائلا: "تم فصلي بسبب كثرة الغياب فأنا أتحمل مشقة الذهاب إلى المدرسة يوميا حوالي 8 كيلو مترات ولا توجد مواصلات إلا نادرا وسوف أترك الدراسة".
وأوضح حسن صالح رئيس الوحدة المحلية لقرية الشامية أن القرية لا يوجد بها أراضي أملاك دولة لكي تخصص لبناء مدرسة ونجد صعوبة في إقناع الأهالي بالتبرع لبناء مدرسة جديدة بدلا من المؤجرة، لافتا إلى أنه يعمل حاليا على تشغيل سيارات أجرة بين القرية وبين قرية الشامية وربطهما بمدينة ساحل سليم.
طارق عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق