- التعديات على الأراضي ومخالفات البناء تنذر بكارثة
- أطالب بتطبيق عقوبة الحبس في مخالفات البناء
- المرأة الصعيدية تستطيع أن تؤدي كل الأدوار مثل الرجل
سيدة تتميز بالقوة والكفاءة والتواجد المستمر، وتعد مثالا مشرفا لسيدات الصعيد جميعا؛ لكونها من أوائل السيدات اللاتي تولين رئاسة حي، حيث تخرجت في كلية الزراعة، وحصلت على ماجستير العلوم السياسية من جامعة أسيوط، وعملت إخصائية بتنمية القرية بمركز الفتح، ثم مدير مركز معلومات الفتح إلى أن تولت نائب رئيس حي شرق لمدة 11 عاما منذ 2004 حتى 2015 وأخيرًا هى أول سيدة تترأس حي غرب التابع لمحافظة أسيوط، إنها السيدة هويدا شافعي، والتي كان لنا معها هذا الحوار:
بالصور.. هويدا شافعي
*** كيف تلقيتي خبر تعيينك رئيسا لحي غرب؟
فرحت كثيرا بهذا الخبر وكنت قلقة لأنني أصبحت في المواجهة وليس في الصف الثاني من العمل، خاصة وأن من يتولي منصبا بشكل مباشر تتوالي عليه أوجه الاتهام بالتقصير وأنا كسيدة تخوفت من تقبل المواطنين خاصة الذكور أن تكون مسؤولة الحي امرأة.
*** وكيف تقبل الأهالي وجودك في هذا المنصب؟
مع الأيام الأولى كان الأمر بالنسبة للمواطنين غير عادي، وتم تداول كلمات انتقاد وتوقعات بالفشل لكوني سيدة مثل "جايبيلنا ست من قلة الرجالة"، "أكيد آخرها أسبوعين ويشلوها،"ومثل هذه الكلمات كثيرا مما زادت الحافز لديّ للنجاح، وهذا ما حدث بعد مرور شهرين، حيث إن تواجدي بشكل مستمر جعل المواطنين يغيرون رأيهم وأصبحوا يشجعونني على العمل، ويوجهون عبارات شكر، ويرددون عبارة تسعدني كثيرا وهى: "بتفكريني بأيام العزبي"؛ لأنه يعد من أكثر الشخصيات التي تعلمت منه، وهو شخصية أعطت الكثير لأسيوط وعملت معه ما يقرب من 10 سنوات.
بالصور.. هويدا شافعي
*** وماذا كان أول الملفات التي بدأت العمل عليها؟
أزمة تراكم القمامة في الشارع كانت أول ملف أتناوله، ففي أول صباح عمل لي، توجهت إلى موقف الشادر لوجود مقلب قمامة كبير جدا كان يضايقني ولم نتحرك من هناك إلا بعد أن تم تنظيف المكان بأكمله، ومن خلال ممارستي لاحظت أن السلوكيات الخاطئة هي السبب في مشكلة القمامة التي تؤرق جميع المواطنين، ورغم أنه يتم جمعها بشكل مستمر ولكن الشوارع لا تظل خالية منها لمدة ساعه واحدةـ، ولذلك بدأنا تطبيق استبدال صناديق القمامة بحاويات كبيرة تتواجد على مدى اليوم حتى يتم السيطرة على الأزمة ونظافة المدينة.
*** وهل استطعت القضاء على الأزمة؟
بالفعل سيطرنا على المشكلة، ولكن فشلت منظومة النظافة في بعض الأماكن بسبب عدم تقبل الأهالي للاشتراكات، مفضلين إلقاء القمامة بشكل عشوائي في الشوارع.
*** وماذا عن مشكلة التعدي على المباني المخالفة؟
مشكلة التعدي على الأراضي الزراعية والمخالفات في البناء مشكلة أصبحت ظاهرة مجتمعية، تهدد بالقضاء على الرقعه الزراعية، وما يجعل اعتقاد المواطنين بأن المحاضر حبر على ورق، والإجراءات الأمنية الطويلة التي تأخذها الدراسات، فمثلا يتم تحرير محضر للمخالفة وتحديد رقم غرامة لحين انتهاء إجراءات المحضر وصدور قرار الإزالة يكون المتعدّي أو المخالف قد وصل اإلي الدور العاشر وَأيا كان المبلغ المالي الذي يحدده الحي وتحدد المحكمة فإنه لا يمثل شيئا في ظل أسعار تصل بها الوحدة السكنية لقرابة المليون جنيه.
*** وما الحل لهذه المشكلة من وجهة نظرك؟
الحل الجذري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو عقوبة السجن أو الحبس لمن يقوم بالبناء المخالف؛ لأن الغرامات أصبحت غير مؤثرة مع المواطنين في ظل ارتفاع أسعار العقارات.
بالصور.. هويدا شافعي
*** وهل هناك إحصائيات عن حجم التعدي على الأراضي الزراعية والمخالفات؟
الإحصائيات والأرقام صادمة للأسف، فعلي سبيل المثال المخالفات خلال شهرين من 9/5 إلى 11/17 وصلت إلى 315 مخالفة داخل الحيّز العمراني، و١٢٥ حالة تعد على الأرض الزراعية فيكون الإجمالي 430 خلال شهرين في حي من الأحياء، فماذا يكون قد حدث خلال 4 سنوات ماضية إنها كارثة.
ولماذا تستمر مشكلات الصرف الصحي في ظل شكوى الأهالي؟!
ما يتسبب في ذلك إدارة المنظومة، فيتم إسناد المشروع إلى شركة من الشركات وتقوم بتنفيذ عملها وشركة المياه لا توافق على اعتماد هذه المشروعات؛ لأنها غير مطابقة للمواصفات الاشتراطية ويتوقف المشروع، وحينما تحدث مشاكل بالصرف أو على سبيل المثال انفجار ماسورة يتم تبادل الاتهامات والخاسر هنا هو المواطن، وهو ما نسعى إلى حله خلال الفترة القادمة.
*** والمشروعات المستقبلية التي يتم العمل عليها حاليا؟
تم البدء في حملة تطوير تشمل اضاءة نفق الزهراء وتشجير وتركيب بلدورات خاصة بمنطقة الجامعه وبمختلف الأماكن واستبدال صناديق القمامة بحاويات كبيرة لجمع القمامة وإصلاح الأسلاك التي تتسبب في انتشار الظلام بمختلف أنحاء الحي.
ما تتمنين تحقيقه خلال تواجدك في الحي؟
تغيير وجهة الحي والمناطق الفقيرة، تقديم خدمات للمواطنين يشعرون بها، تزويد الوعي لدى المواطنين بالتنسيق مع كل الأجهزة، استكمال الرصف بالأماكن المتكسرة والشوارع المعدمة.
*** من وجهة نظرك هل تستطيع المراة الصعيدية أن تؤدي في المناصب التنفيذية؟
المرأة الصعيدية تستطيع أن تفعل الكثير إذا ارادت، فقد نجحت في مختلف الأماكن وهى لها قدرة على التوفيق في العمل ما بين منزلها وحياتها العملية، وتجد الفتاة دائمًا متفوقة في دراستها عن الذكور، وذلك بالنسبة للإحصائيات وهذا لا يقلل من شأن الرجل ولكنها تستطيع العمل تحت ضغوط وتحقق الإنجاز فالمرأة المصرية غير أي سيدة فهي الام والزوجة والعاملة وهى شريك في كل شيء.
*** في الختام هل من رسالة تودين توجيهها للمواطنين بأسيوط؟
أريد أن نساعد بَعضُنَا البعض، فبلدنا جميلة نحتاج اليها وتحتاج منا لنحافظ عليها، وأن نعمل بضمير كما نحتاج إلى تغيير بعض سلوكيات البعض لأنها تفقدنا إحساس التغيير في الشارع، وعلي الأقل علينا الحفاظ على الموارد القليلة المتاحة لنري ثمرة عملنا ولنكون أفضل، ومن جانبي فإنني أرحب بكل أفكار جديدة تساعد في العمل والتطوير بالحي إذا كان من الممكن تنفيذها، فجميع أهالي الحي والمحافظة شركاء في المسؤولية من أجل الارتقاء ببلدنا وتطويرها.
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق