أحيانًا يصدمنا عمل درامي من وحي خيال أحد المؤلفين بتفاصيل خيالية تقشعر لها أبداننا، ولكننا ما نلبس إلا أن نستفيق من تبعاتها معللين بأنها مجرد خيال، ولكننا أحيانًا أخرى نصطدم بتفاصيل اخرى أشد قسوة وأكثر تعقيدًا من تلك التى خلقها خيال المؤلف، ولا نستطيع أن نتخلص منها، لأنها ببساطة من واقع حياتنا اليومية.
«لسنا سوى أرواح تقبض في أي لحظة.. فيارب نسألك حسن الخاتمة»،، بتلك الكلمات يستقبلك الحساب الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بآخر ما كتبه سائق شركة بترول أسيوط، المتهم بقتل زوجته وجنينها وأبنائه الأربعة، بطريقة بشعة ووحشية.
لعل موقع الحادث في صعيد مصر، وبالتحديد ما بين محافظتي أسيوط التي يعمل بها الأب المتهم، وسوهاج التي تحمل له أصوله وعائلته، بالإضافة إلى التفاصيل الدرامية والغموض الذي غلف القضية منذ اللحظة الأولى لها، لا يمهلان عقلك فرصة قبل أن يحيلاه إلى واحد من أعظم الإنتاجات الفنية في تاريخ السينما المصرية، حين جسد الراحل "أحمد زكي" شخصية "منتصر" في لوحة عاطف الطيب بفيلم "الهروب"، وحينما تجد أن التشابه بين قصة الفيلم والمجزرة التي شهدتها محافظة "أسيوط"، تعدى المكان والغموض ووصل حتى أن الأب المتهم مازال هاربا حتى كتابة تلك السطور!!، بل وبعد هرويه بيومين فقط عثر على نجلة خالته جثة هامدة في إحدى الترع بمركز "طما" بمحافظة سوهاج.
فلاش باك..
«موتّهم روحوا شفوهم.. مش أنتِ رفضتي تجوزيني بنتك علشان ولادي؟؟!!.. أنا قتلتهم!! روحي الشقة هاتلاقيهم ميتين!! أنا قتلتهم!!».
هكذا وبتلك البساطة أتصل المتهم بخالته، ليبلغها بأرتكابه الجريمة، ولتفيق محافظتي "أسيوط وسوهاج" على مجزرة بشعة حصيلتها 5 جثث لأم وجنينها، وأربعة أبناء، قتلهم الأب وغادر دون أن يطرف له جفن.
البعض يعتقد أن الأب والزوج القاتل ربما أصابه الجنون، قبل إرتكاب جريمته، لكن معاينة النيابة لمسرح الجريمة والتحقيقات مع أهله كشفت غير ذلك، وهو ما دفعنا للبحث عن الجانب الآخر من الحقيقة، خاصة بعد العثور على نجلة خالته، جثة هامدة في إحدى ترع قرى مركز "طما" بمحافظة سوهاج بعد الحادث بيومين أثنين فقط.
المجزرة
قتل سائق معدات ثقيلة بشركة "بترول أسيوط"، مقيم بالمدينة السكنية للشركة، أولاده الأربعة وزوجته الحامل في شهرها التاسع، فجرًا، وفر هاربًا دون أن يترك خلفه أثر، وبعد مايقرب من 12 ساعة من الواقعة أتصل بخالته التي يرغب في الزواج من ابنتها، وطلب منها الذهاب للشقة لتري جثث عائلته التي رفضت تزويج، نجلتها له بسببهم، قائلا لها: «موتهم روحوا شفوهم.. »، وكان هذا أخر اتصال قام به السائق بعد جريمته البشعة، وفي نفس الوقت أختفت أبنة خالته، وتحرر محضرًا بغيابها رقم "337 إداري طما"، وعُثر عليها غارقة بعد ثلاثة أيام بترعة نجع حمادي في طما.
وقالت مصادر أمنية، إن الضحية قد تكون قتلت قبل إلقاء جثتها بالترعة، فيما جاء التقرير الطبي بأنها لقت مصرعها نتيجة "اسفكسيا الغرق".
رجل و 5 نساء..
وأكدت التحريات التي قادها العميد منتصر عويضة، وأشرف عليها اللواء أسعد الذكير، وقام بها المقدم خالد شريت، رئيس وحدة مباحث مركز منفلوط ومعاونيه؛ بأن المتهم من محافظة سوهاج وبالتحديد مركز طما ومقيم داخل المدينة السكنية لشركة بترول أسيوط منذ 9 سنوات، وقام بالزواج 5 مرات غير الزوجة القتيلة، وأن أول زوجة كانت أبنة عمه وطلقها بعد أن أنجب منها 3 أطفال هم يثرب 14 سنة، وشهاب 13 سنة، وجهاد 10 سنوات، وتزوج مرة ثانية من سيدة وطلقها بعد عامين؛ وتزوج مرة أخرى سيدة من قرية أخرى وأنجب منها أبنته تقي 6 سنوات، ثم تزوج بعدها سيدة وطلقها دون أن ينجب، ومنذ حوالى العام تزوج من السيدة هدى علي زهري والتي قتلها مع أولاده، فيما كانت في الشهر التاسع من الحمل ويفصلها عن الولادة أسبوع.
وأكدت التحريات أنه في وفي نفس التوقيت قبل الحادث بفترة طلب خطبة أبنة خالته التي تصغره بأكثر من 20 عامًا للزواج.
البداية في «طما»..
بلد الأب القاتل وجميع زوجاته المطلقات والزوجة القتيلة، حاولنا أن نعرف شيئا ربما يكون دافع لإرتكاب فعلته الشنيعة.
وعند وصولنا أتضح أن المتهم القاتل من عائلة كبري في مدينة طما ومعروفة بقوتها وتعداد أفرادها، ففي قلب مدينة طما تقع منطقة المعابدة التي تضم جميع أفراد عائلة المتهم، والذى يخشاهم الجميع، وكانوا يستعدون لاستقبال عزاء جديد في وفاة أبنة خالته، التي كان يتمني الزواج منها بعد أن أكتشفت جثتها غارقة في ترعة نجع حمادي، أمام قرية السلامون بعد إختفائها بأربع أيام، أي لقت مصرعها في اليوم الثاني من وقوع المجزرة.
مريض نفسي..
في ديوان كبير لعائلة المعابدة يجلس عم المتهم وأبن خالته منتظرين استقبال العزاء في أبنة خالته.
«حاتم عبدالكريم» عم المتهم، قال: «أننا لانعرف عنه شيئا وليس لنا أي علاقة به حاليًا، ولا يريد أحد من أبناء العائلة الوقوف إلى جواره بعد أن قتل أولاده من لحمة ودمه»، مضيفا، «من المؤكد أصابه الجنون، من يستطيع قتل أبنه؟، من هذا الشخص الذى يتحول قلبه لحجر ليقوم بقتل أولاده؟! ومن هو المجنون الذى يقف بجواره لمساعدته؟!».
وتابع «عبدالكريم»، قائلًا: «بدأت قصة محمد أحمد صادق منذ 9 سنوات، عندما انتقل للعمل بشركة أسيوط لتكرير البترول، كسائق "جرار معدات ثقيلة"، وكان متزوجًا من أبنة عمه، وأنجب منها 3 أبناء، وكان يعامل أولاده أفضل معاملة، إلا كان حاد الطباع مع زوجته الأولى أبنة عمه برغم أنه استمر معها نحو 10 سنوات زواج، وأنتهى الأمر بالانفصال ثم تزوج بأخرى ليست قريبته، ولم ينجب منها أطفال، ثم تزوج من سيدة أخرى من قرية الروانا التابعة لمركز "طما" أنجب منها طفلة صغيرة، وكان يشترط على كل واحدة يتزوجها، تربية أولاده، وخدمة والدته التي تعيش معه في نفس الشقة مساكن الشركة.
وأوضح عمه، أن قبل الحادث بأربع أو خمسة أيام، طلب من والدته العودة إلى "طما"، ثم صمت قليلا قبل أن يقول: «كان يعامل أولاده أفضل معاملة، وكانوا في أفضل مدارس أسيوط، وأمهاتهم تطمئن عليهم معه لأنهن يعلمن مدى حبه لهم».
وأضاف، يوم الحادث فوجئنا باتصال من المباحث يطلب حضور شقيقه وشقيقته لإخبارهم بالجريمة.
لم يكن مجنون..
أما أبن خالته فقال: «هو لم يكن يومًا مجنون ولا مريض نفسي، بل سليم ومعافي ولابد أنه كان يخطط لشيء ويعرف كل شئ وفعل ذلك متعمدًا» مضيفا، أن "صادق" تزوج 5 مرات تقريبًا وكان الزواج عنده سهل والطلاق أسهل، ويفعل ما يحلو له، يهتم بأولاده ولا يتأخر عنهم أبدًا يحبهم ويتمني من جميع زوجاته أن يربين أولاده بشكل جيد، وكانت هذه نقطة خلاف مع زوجاته كلهن، وكان دائمًا يحل المسألة بالطلاق، ولو لم يقوم بهذه الجريمة البشعة كان سيقوم بالطلاق مرة أخرى وسيتزوج، وكان بالفعل يبحث عن زوجة جديدة، ولا أختلاف عن أنه كان يريد الزواج رغم أنه لم يكمل العام مع الزوجة القتيلة.
وتابع، أما عن حادثة غرق أبنة خالته، فهو ليس له أي علاقة بالأمر، ونحن لانريد التحدث عن هذا، ولن يخبرك أحد بغير ذلك، ولكن أغرب ما في الأمر، أنه كان يحب أولاده جدًا ويعيش من أجلهم، لكنه قتلهم دون رحمة.
السكساكة..
على بعد نحو 6 كيلو من مدينة "طما"، تقع قرية "السكساكة"، عندما تدخل إليها تتوقع أنه عاد بك الزمان إلى ستينيات القرن الماضي، قرية صعيدية ريفية، أهلها ينامون من الثامنة مساءً، لايزال سرادق العزاء موجود أمام منزل "على زهرى" والد الضحية زوجة "صادق"، هو رجل في سن السبعين وفلاح على فطرته.
«حسبنا الله ونعم الوكيل.. فوضت أمري إلى الله.. إن الله بصيرًا بالعباد»، قالها حين أبلغناه تعازينا في وفاة أبنته، وتابع، أنا أقيم في القاهرة، في "صفط اللبن" وجاءني اتصال مساء الأحد أخبرني أن أبنتي توفت وفي المستشفي، في البداية ظننت أنها ماتت أثناء الولادة، وعندما وصلنا إلى مركز "منفلوط" أخبرونا أن نذهب إلى مستشفي الإيمان للتعرف عليها، وكان معي أبني الكبير، وهو يعمل مفتش قانوني في وزارة الاقتصاد، على الضريبة والجمارك، ذهبنا إلى المستشفي وجدناها مصابه في رأسها بآلة حادة أدت إلى الوفاة، وبعد معاينة الطبيب الشرعي لها، قال بأنها قتلت منذ أكثر من 12 ساعة مما تسبب في موت الجنين في بطنها.
وتابع والد الزوجة الضحية، «صادق» زوجها، لم يخبرنا أنه تزوج قبلها عندما جاء لخطبتها وتزوجها في 6 أيام، ولم يكن بينهم أي خلافات، بنتي لم تخبرني بأنه كان بينهم خلافات أبدًا، وقبل الوفاة بأسبوع اتصلت بي لتخبرني أنها ستأتي لتلد في منزلنا في "طما"، وكلمني هو شخصيًا حتى نستعد لقدوم أول مولزد لها ونحتفل، ولم تشتكي منه طوال الفترة الماضية، وإذا كان هناك خلافات، فالبتأكيد لم تخبرني حتى تستمر الحياة بينهما.
وأوضح "زهري"، أنه بسبب حياته في القاهرة، لم يهتم بالسؤال عنه كثيرًا، فهو من عائلة محترمة وكبيرة ولها ثقلها وهو موظف بوظيفة محترمة، وأراد أن يتزوج بالحلال، فلم نتقصي عنه كثيرًا وزوجناه بنتنا، والنتيجة أننا تسلمناها في نعش، ولا نملك إلا الدعاء إلى الله ان يتغمدها برحمته وأن يجازيه بفعله.
حبيبة من زمن فات...
وأضاف ابن عم والدها: «نكن نعرف خلافاته مع زوجاته الأخريات، أو كم مرة تزوج، ولم نرد أن نفتح أبواب لمنع الزواج، وكانت النتيجة قتل بنتنا، وبنت خالته الذى وصل إلى علمنا أنه يريد أن يتزوجها، ووجدوها غارقة في "ترعة"، وكثير من الناس تمتنع عن الإدلاء بما لديها من أسباب للجريمة، مدام حرًا طليق، بالإضافة إلى قوة عائلته التي تتمتع بالكثير من العصبية والقبلية في المركز».
وتابع قائلًا: «هل من السهل على أي أم ترك أبنها يتربي بعيدًا عنها؟، هذا الرجل كلما طلق سيدة أخذ أبنه ومنع أمه من رؤيته، لأنها تعرف قوة عائلته جيدًا، ولا يرغب الكثير في الدخول بصراعات معها»، وأضاف، أن كل ما نتمناه أن يأخذ الجزاء الذي يستحقه على ما فعله، ونحن كلنا ثقة في الله أن كل من يفعل جريمة لابد أن يأخذ الجزاء المناسب عنها، كل ما نستطيع فعله الآن هو تقبل العزاء في ضحيتنا، والدعاء إلى الله أن يخلص لنا حقنا.
وأوضح خال القتيله، أنه أثناء معاينة الجثث في المستشفي وجدنا أن أبنته الكبرى "يثرب" وأبنه "شهاب" بهم عدد كبير من الكدمات، ومن الواضح أنهما قاوماه ودار بينهم عراك، أما أبنتنا "الزوجة" فلم تتلقي إلا ضربة واحدة قاتله على الرأس.
وأشار خال الزوجة الضحية، إلى أنه لم يقطعهم كما ذكر الكثير، بل دار عراك بين الأب وأبنته وأبنه الكبار وقاوم الأبن كثيرًا وأدي ذلك إلى وفاته بعد إصابته بضربات من ساطور، ويبدوا أنه عرض عليهم أمرًا لم يعجبهم جميعًا، فاعترضوا عليه ودخلوا معه في جدال وصل لعراك، أو أن الأبنين الكبار رأوه يقتل أخواتهم الصغار فاقموا بمقاومته، وهو ما أثبته الطبيب الشرعي والمعاينة المبدائية والتي أثبتت أن الأبن والأبنة الكبار قاوموه قبل وفاتهم.
سائق شركة البترول....
وقال مصدر بشركة أسيوط لتكرير البترول، إنه من الواضح أن المتهم كان يخطط لشيء مسبقا، لأنه منذ حوالى 20 يومًا حصل على قرض من الشركة يصل لحدود 100 ألف جنيه، كما أن والدته غادرت المنزل قبل الحادث بأسبوع كامل تقريبًا، كما عثرت المباحث على سيارته في الجيزة بعد غرق بنت خالته، والتى كان تقريبًا يخطط لإصطحابها معه للزواج منها بالرغم أنها تصغره يحوالي 20 عامًا.
وأضاف المصدر، أنه قبل يوم الحادث مباشرة قام بسحب مبلغ مالي من الفيزا البنكية الخاصة وصل إلى حوالي 10 آلاف جنيه، ولا يعرف أي من زملائه عنه حاليًا أي شئ ولا نريد أن نعرف عنه شئ بعد أن تجرد من إنسانيته.
ابن الخالة المفقود...
وأفاد مركز شرطة "طما" في واقعة تغيب "منال عبد الرحمن علي عبد العظيم" 17 سنة، طالبة، وأبنة خالة المتهم "صادق"، وتقيم شارع سعد زغلول بندر "طما" والمبلغ بغيابها فـي المحضر رقم 337 إداري المركز لسنة 2016، طافية بترعة نجع حمادي بناحية سلامون، وبعد أنتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وبمتابعة الصفة التشريحية لجثة المتوفاة أفاد الطبيب الشرعي "شفاهةً" بأن سبب الوفاة "اسفكسيا الغرق" ولا توجد شبهة جنائية في الوفاة.
تحقيقات النيابة...
عم الجاني صلاح صادق، قال في تحقيقات النيابة، إنه اتصل به بعد وقوع الجريمة وأبلغه بقتل جميع أفراد عائلته ونفى علمه بمكان اختبائه، مشيرًا إلى أنه كان دائم الخلاف مع زوجته وكان يريد أن يطلقها لكن أهلها طلبوا ١٥٠ ألف موخر الصداق والقايمة، وقال أنه كلما تزوج سيده تعامل أبنائه بطريقة سيئة يطلقها حتى أصبحت حالته النفسية سيئة.
وقال شقيقه محمود، أمام المستشار أحمد العوامري، في تحقيقات النيابة، أنه اتصل به بعد الحادث وأخبره أنه أعد له توكيل باسمه للتصرف في كل ما يملك.
فيما قال شقيق الزوجة القتيلة، عبد الرؤوف علي زهري، أنها كانت حامل في الشهر الأخير ويفصلها عن ولادة أول طفل لها أسبوع، ومتزوجه منذ سنة تقريبا وكان دائم الخلاف معها، ومع ذلك استمرت في العيش معه حتى لاتخرب بيتها بيدها.
على الطبيعة....
وأشارت معاينة النيابة التي أجراها المستشار أحمد العوامري، والمستشار هشام ابراهيم وكيلي نيابة منفلوط بإشراف المستشار مجدي البكري، المحام العام لنيابات شمال أسيوط، أن الأبناء الأربعة الذين قتلهم الأب وهم "جهاد، وخالد، ويثرب، وتقى" من زوجتين مطلقتين وسابقتين للزوجة القتيلة، وأن الزوجة القتيلة هي هدى علي زهري، وكانت حامل ومتزوجة حديثًا منذ ما يقرب من عام.
وأوضحت المعاينة أن أجساد الضحايا بها إصابات بطلقات نارية، وأن الأب والزوج القاتل أعتدي عليهم بالساطور، وأن أكثرهم عنفا كان في جثة الزوجة، حيث هشم رأسها بشكل كبير.
وعثرت النيابة في الشقة محل الواقعة على 7 فوارغ طلقات لسلاح 9 ملي، كما عثرت على ساطور به آثار دماء في دورة المياة.
وأفادت معاينة النيابة أن الطفلة تقى كانت نائمة على كنبة في صالة الشقة وبها طلقة في الرقبة ورأسها مهشم بالساطور وكانت مغطاة ببطانية.
وأن "جهاد وخالد ويثرب" كانوا أيضا على سرير واحد في إحدى الغرف في وضع النوم وبهم آثار طلقات ورؤوسهم مهشمة بالساطور، وعليهم بطانية كأنهم نيام، كما أن الزوجة هدى كانت على سرير غرفة النوم الرئيسية، وبها أيضًا آثار طلقات نارية ورأسها مهشمة تمامًا وعليها بطانية.
خلافات زوجية...
وأشارت التحقيقات إلى أن الزوج المتهم متزوج من 6 سيدات من قري مختلفة من مركز طما طلق منهن 5 والسادسة كانت الزوجة الضحية وتدعي هدي علي زهرى 35 سنة وتقيم معه بالمسكن داخل مدينة العاملين بالبترول.
وأمرت النيابة بضبط وإحضار المتهم وتحريات المباحث وسؤال جميع جيران المتهم والتحفظ علي الوحدة السكنية مقر الحادث.
كان اللواء عبدالباسط دنقل، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا من العميد منتصر عويضه، رئيس المباحث الجنائية بالمديرية، يفيد ورود بلاغ من شركة أسيوط لتكرير البترول بقيام " محمد أحمد صادق " 44 سنة سائق بالأمن الصناعي بقتل زوجته الحامل هدى علي وأبنائه الأربعة "جهاد، وخالد، ويثرب، وتقى "وفر هاربا، وتكثف قوات الأمن جهودها للقبض على المتهم الهارب.
الخاتمة...
وفي النهاية لا نستطيع الفكاك من تلك الحلقة المفرغة التي لم نعد نستطيع فيها أن نفرق بين الواقع والخيال في زمن أصبحت فيه تفاصيل حياتنا اليومية أقسى وأشد من تلك التى مسجها خيال مؤلف بارع في إحدى الليالي التى هبط عليه فيها وحي إبداع بلا قلب.
سحر فاروق الحمدانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق