تعتبر ترعة قرية نجع الجزيرة بمركز البداري بأسيوط نموذجًا صارخًا لإهمال المسئولين والتي تشهد تجاهلًا تامًا من الري والوحدة المحلية، والطامة الكبرى أن الترعة تمر مباشرة من أمام مستشفى صحة الأسرة بالقرية، حيث تحولت إلى مقالب للقمامة والحيوانات النافقة داخل المجرى المائي ذاته وعلى الجانبين، فضلًا عن الرائحة الكريهة لعدم وجود مياه على الإطلاق في الترعة بعد انسداد المجرى بالمخلفات.
في البداية يقول السنوسي حلمي، أحد سكان القرية، إن الترعة تعاني من قلة منسوب المياه بعدما لقيت إهمالًا من المسئولين رغم المطالبة المستمرة بأعمال التطهير، إلا أن الترعة أصبحت مصدر للأوبئة والأمراض على طول ثلاثة أمتار لا تجد بها سوى المخلفات والحيوانات والطيور النافقة وانبعاث الرائحة الكريهة منها طول الوقت، ولا نستطيع أن نجد حلًّا لهذه الكارثة، فلقد مللنا المطالبة بالتطهير أو الردم وتغطيتها لأن لا فائدة منها ولا جدوى بدون مياه.
وأضاف محمد كمال، مواطن بالقرية "نحن نعيش في مأساة حقيقية بسبب التلوث والأمراض الناجمة عن الترعة والتي تتخلل الكتلة السكنية وتواجه مباشرة مستشفى صحة الأسرة لا يفصل بينهما سوى مترين هما عرض الطريق؛ مما جعلها مصدرًا للتلوث وأسراب الفئران التي تهاجم المرضى والأهالي في المنازل، بالإضافة إلى الحشرات والبعوض الناقلة للأمراض، ورغم قيام السكان بطَرْق كل الأبواب من أجل ردمها، ولكن ما زالت المشكلة مستمرة، ونحن نتخوف كثيرًا من انتشار فيروس «زيكا» عن طريقها لوجود الكثير من البعوض والقوارض بها.
وأشار "كمال" إلى أن الترعة لا يوجد بها قطرة ماء واحدة وليس لها أي استخدام بعدما تحولت منذ سنوات لبرك ومستنقعات ومقلب قمامة، ولن يتم استغلالها نهائيًا، وتهدد حياة الآلاف في القرية؛ مما يستلزم ردمها وتغطيتها فهي لا تسقي زرعًا ولا تروي منازل.
أما صلاح عبدالله، رئيس الوحدة المحلية بقرية النواورة والتي تتبعها قرية نجع الجزيرة، فقد قال إن الوحدة المحلية خاطبت الري أكثر من مرة لما تشهده الترعة من أزمة وامتلائها عن آخرها بالقمامة، ومن جهتنا على استعداد تام لإرسال المعدات لتنظيف وتطهير الترعة ولكن بعد أن يرسل الري الكراكات اللازمة لأعمال التطهير، ولكن الردم يحتاج دراسات أخرى ليتم تغطيتها ووضعها في الخطة القادمة إذا وافق الأهالي مؤكدًا أن السبب في تفاقم الأزمة هو إلقاء المواطنين القمامة والحيوانات بالترعة، وتركها دون نظافة.
ومن جانبنا قمنا بالاتصال بالمهندس أبو بكر مدير إدارة الري بالبداري للرد على مشكلة الأهالي ومطالبتهم بالحل السريع، وقال أبو بكر إنه تم إرسال الكراكات والمعدات لتطهير الترعة وإزالة ما بها من مخلفات وإلقائها بالمكان المخصص لها تحت سفوح الجبال، مشيرًا إلى أن تلك الترعة تتطهر أكثر من ثلاث مرات سنويًّا، ولكن الأهالي تصر على إلقاء القمامة والمخلفات بها، وتتحول من جديد لمصدر للأمراض والأوبئة.
وبالنسبة لتغطية الترعة أوضح أبو بكر أن التغطية تستلزم دفع تكاليف كبيرة من الوزارة لأن المتر الواحد يحتاج من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف ليتم تغطيته مما يجعل أمامنا عائقًا في التنفيذ إذا تم الموافقة عليه نظرًا لما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية، ولكن علينا فقط توعية الأهالي بعدم تكرار إلقاء القمامة وإزالة المخلفات والتطهير أولًا بأول.
ايمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق