الأربعاء، 10 فبراير 2016

«الشيخ الجرجاوي» أم «القديس أبو جورج».. الضريح الحائر بين المسلمين والأقباط في أسيوط




قبة بيضاوية الشكل وسط الزراعات بمنطقة البيسرى الجديدة، مغلقة الأبواب بعد سلسلة طويلة من الخلافات بين مسلمى وأقباط المنطقة حول ملكية الضريح، فالمسلمون يقولون إنه مقام للشيخ #حسن الجرجاوى، بينما يؤكد المسيحيون أنه قبة القديس الشهيد أبو جورج.

حكاية القبة
يملك زمام الأراضى المحيطة بالقبة أو المقام عائلة أبو حشيش، وهى إحدى العائلات العريقة أصحاب الحيازات الزراعية الكبيرة بالمنطقة، وكان يستأجرها أحد الأشخاص ويدعى فرغلى سلطان إلا أن أرض المقام مملوكة للمطرانية ثم بيعت 5 قراريط من الأرض المحيطة بالمقام للكنيسة، التى اشترت الأرض المحيطة بالقبة ثم تبرع أصحاب الأرض بقيراط ونصف لإنشاء مسجد حول الضريح المختلف عليه، وهنا بدأت المشكلة فى الظهور.

يقول جرجس صليب، 65 عامًا، من مدينة أسيوط، إن القبة تعود إلى الشهيد القديس جورج، ومنذ أن كنا صغارًا كنا نزور المكان، ويقوم المشرفون عليه بدهنه بالزيت والحنة، ويقومون برسم الصلبان عليه، وكانت هناك بئر ملاصقة للقبة، وكان للقبة حارس اسمه عم تعلب، ورأيت سيدة كانت تقوم بتفصيل كسوة للبئر تدعى أم ناجى.

ويضيف حامد عبد العظيم، 49 عامًا، أن جده روى له نفس القصة، وأضاف أنه قبل حدوث أية مشكلات حول القبة كنا نعرف المكان باسم القديس جورج، ولم يكن هناك وجود لضريح أو أى شخص يدعى ذلك.

قصة الشهيد أبو جورج
تقول الروايات الكنسية إن القديس الشهيد جورج عاش فى أواخر القرن الـ12، وكان من أبناء القديس الأنبا مقار، ودخل الرهبنة فى سن صغيرة، وأرسل إلى بعثة تبشيرية فى بلاد الغال -فرنسا حاليا- وبعد عودته اختاره البابا ورسمه أسقفا على مدينة أسيوط، وكان رجلا غنيا كريمًا يسدد الضرائب التى تفرضها الدولة على الأقباط، وكان شخصا محبوبا، وعند الغزو الصليبى لمصر أيام شيركوه وشاور جاءت الحملة الصليبية الثانية إلى أسيوط بهدف هدم الكنائس وتحطيمها، وعندما وصلوا إلى مكان دير الشهيد جورج أحاطوا بالدير، وتم هدمه، واستشهد 5 آلاف شخص من مدينة أسيوط، ومعهم القديس جورج، الذى تم قطع رقبته وفصلها عن جسده ودفن داخل جذع نخلة مطلى بالقار تحت القبة البيضاء، وسمى هذا اليوم بأحد أبو جورج، ومنذ ذلك الحين يقام له احتفال سنوى.

قصة الشيخ الجرجاوى
بينما يؤكد عطية محمود من سكان المنطقة أن الضريح للشيخ الجرجاوى الشهير بأبو جرج، وكنا نزور الضريح ونحن صغار ونحفظ بجانبه القرآن ونضىء له الشموع ونختم القرآن بجواره، وكان فرغلى سلطان يزرع الأرض المحيطة بالضريح، حتى استعادها أولاد أبو حشيش، واشترت الكنيسة جزءًا منها، وتبرعت عائلة أبوحشيش بجزء من الأرض لبناء مسجد وقفا لمقام الجرجاوى والخرائط المساحية منذ عام 1505م تثبت أن المقام للشيخ محمد الجرجاوى، وآخر خريطة سياحية لمحافظة أسيوط عام 2008 مثبت فيها ذلك.

القبة التى تجمع الأديان
لا تزال القبة أو الضريح تجمع المسيحيين والمسلمين فى يومى الأحد والجمعة، وما زال الخلاف قائمًا ربما يعتبره البعض أنه خلافًا قد يؤدى إلى نزاع، لكن البعض الآخر يعتبر القبة أو المقام دليلًا على التسامح بين المصريين قديمًا، حيث يصلى حول الضريح المسلم والمسيحى. 


طارق عبد الجليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...