من القضايا التى يئن منها قطاع عريض من الفتيات الصغيرات اللواتى لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، مشكلة «الختان» للإناث، حيث يجرى ما يزيد على ٨٨٪ من شعب أسيوط تلك الجراحة سواء لدى أطباء فى الخفاء أو عبر الدايات المنتشرات فى القرى ومراكز المحافظة - فقد أخذت الحكومة تتجه عبر الإعلام وقنوات الدولة للتوعية وبيان حقيقة الشريعة الإسلامية فى الأمر عقب إثارة نظام الإخوان السابق البلبلة فى هذا الشأن بزعمه أنها من الشرع وأنها عادات سليمة.
«البوابة»، رصدت آراء المواطنين بأسيوط، حيث تعد من أكثر المحافظات بالصعيد إجراءً لعمليات الختان ولهذه القضية الشائكة اجتماعيًا.
تقول أمانى (٢١ سنة): «عندما أتذكر هذه العملية أكره نفسى، لقد كانت امتهانا لمشاعرى فقد كنت ألعب مع صديقاتى من البنات وقام والدى بأخذى ورأيت العذاب وأحسست به فكرهت كونى أنثى وما زلت لا أستطيع نسيان تلك العملية وما زالت الدايات بالقرية التى أقيم بها «قرية بنى محمديات» وأشهرن الخالة «فهيمة» والخالة «أم محروس» هما من يؤديان هذه العملية وما زال الموس هو أداة إجراء العملية.
وتعلق «أم هناء» على الكلام قائلة: «إن ما يقال عن منع الطهارة كما هو معروف لنا وعادات توارثناها كلام فارغ، ولأننى أخاف على بناتى من الانحراف لا أجرؤ على فعل ذلك، فقد لا يتزوجن فقد أصبحت العنوسة أزمة العصر، وأذكر أن زوجًا فى بلدتى، العقال القبلى بالبدارى، أرجع زوجته لبيت أبيها لعدم ختانها، فكيف أفعل ذلك ببناتى؟».
وعلى الوجه الآخر يؤكد طبيب نساء، رفض ذكر اسمه، أن «هناك مضاعفات تحدث نتيجة ختان البنات أولاها حدوث نزيف قد يودى بحياة الفتاة، وهناك حالات كثيرة حدثت فيها الوفاة نتيجة لذلك النزيف، وقد تعرضت أكثر من ٢٥ حالة وفاة لأطفال إناث خلال عام ٢٠١٦ ببعض قرى ونجوع أسيوط بسبب الخوف من العملية ذاتها، والنزيف أحيانًا، وعدم إجرائها على أيدى متخصصين من جهة أخرى».
ويواصل الطبيب: ثانيتها ما ينتاب الفتاة من صدمة نفسية وعصبية تؤثر تأثيرا مباشرا على تقبلها للعلاقة الزوجية بعد الزواج. وثالثتها: أن حرمان الفتاة من الأجزاء الحساسة من أعضائها التناسلية يضعف من قدرتها على الاستجابة لمتطلبات العلاقة الزوجية».
أما «سناء محمد حمادة»، مديرة مشروعات الشباب والرجل التابعة للجمعية المصرية لتنظيم الأسرة فتقول: «ختان الإنثى ظلم، فهذه العملية تؤدى فى أغلب الأحيان إلى حدوث تشوهات تؤثر على حياة البنت أو الفتاة الأسرية، ويحدث بها جور فى عملية الختان يؤدى ذلك إلى وجود حالات كثيرة من البرود الجنسى لدى المرأة مما يخلق المشاكل الزوجية فى بيوت كثيرة فى مجتمعنا، وتؤدى إلى الزواج الثانى، كما أن الختان ليس هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على البنت، فإن التربية السليمة والوازع الدينى عاملان أساسيان للحفاظ على البنت».
أما الدكتور «موريس أسعد» مدير مجلس الكنائس بأسيوط سابقا فيقول: «ليس لعادة ختان الإناث أى أساس دينى على الإطلاق فى المسيحية فهى عملية غير إنسانية يتم فيها استئصال لبعض الأجزاء التناسلية من الفتاة فقد تكون جزءًا أو كل الأجزاء الحساسة، وذلك ما يحدث غالبا فى عموم مصر وليس الصعيد فقط، ولكنه يكثر بصفة خاصة بالقرى والنجوع بالصعيد ومنها أسيوط، وهذه العملية لم يرد لها أى ذكر فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، فذلك فيه تغيير لما خلقه الله، أما ختان الذكور فهو إزالة لغشاء سطحى دون المساس بالعضو التناسلى للذكر. فلماذا نمتهن البنت على افتراض أنه للحفاظ على الفضيلة والعفاف؟ فحياة الفضيلة لا تكتسب بالقمع الجسدى المفروض على الإنسان وإنما بالتمسك بمبادئ الدين وتنشئة البنت فى بيئة فاضلة».
الشيخ قاسم أبوستيت «مدير سابق بأوقاف أسيوط» يقول: «فى كل كتب السنة لم نجد سوى حديث واحد وهو حديث «أم أيمن» وهو حديث ضعيف لا يمكننا الاعتماد عليه. أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأم هانئ «أشمى ولا تجورى أو لا تنهكى» فلم نجد فى كل كتب السنة مثل هذا الحديث فلا توجد امرأة تسمى أم هانئ لها صلة بحديث الختان.
حسنى دويدار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق