على مسافة تبتعد عن القاهرة بحوالي 375 كم، تمتد مبنى سينما أسيوط، تحديدا في الجاب الغربي من المحافظة التي تنتمي لجنوب مصر، السينما منذ أسبوعين أغلقت أبوابها أمام الجمهور، تركت على واجهتها بعض أفيشات لأفلام انتهى عرضها، ونية المشتريين لتحويل المبنى إلى مول تجاري، لتصبح المحافظة بعد قرار البيع بلا أي دور سينمائية، "مصراوي" يرصد قصة السينما التي تنتظر الهدم.
وقفة احتجاجية ترفض الهدم
عدد من الفنانيين والمثقفين كانوا قد نظموا وقفة احتجاجية اعتراضا على البدء في تحويلها إلى مول تجاري، منهم هشام عبد الحميد المخرج المسرحى، وأحمد الجناينى فنان تشكيلى، والشاعر ماجد يوسف والفنانة وفاء الحكيم، والدكتورة إيمان مهران الباحثة فى التراث وعدد من المثقفين والصحفيين، احتجاجا على القرار، قائلين إن منارة الفن في المحافظة لا تقل أهميتها عن جامعة أسيوط، خاصة بعد هدم سينما أسيوط الصيفى وخشبة الصيفى، لتبقى السينما آخر أمل لمحبي الفن في المحافظة.
أحزاب ترفض الهدم
غلق السينما كان مثار غضب لبعض الساسة، حيث حذر الحزب المصري الديمقراطي اﻻجتماعى في أسيوط، من محاولات هدم سينما "رينسانس" على أيدي من أسماهم بسماسرة الأراضي لتحويلها لأبراج سكنية.
وقد قال الحزب، في بيان صحفي له، إن هذه السينما هي الوحيدة الباقية في المحافظة، واستنكرت تحويلها إلى أبراج او مول تجاري، على حساب المبنى المعماري ودور السينما الوحيدة في المحافظة، وأن الهدم من أجل جني المليارات، بحسب رأي الحزب.
المحافظة تبحث عن بديل
من جانبه، قال المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط لـ"مصراوي" إن أرض السينما والمبنى ملكية خاصة لأحد الشركات، ولا يحق للمحافظة التدخل في الأمر، حتى وإن كان المبنى تحفة معمارية بجانب كونه مكان ثقافي للسينما والفن لسكان المدينة.
وأضاف الدسوقي إن المحافظة تعمل في الوقت الحالي على توفير بديل عن "رينسانس" بالتنسيق مع وزارة الثقافة، قائلا "نعمل على البديل، لكن الآن لدينا مشكلات أهم تواجه المحافظة"، بحسب قوله.
ريسنساس: المبنى ملكية خاصة
وقال عبد الجليل حسن، المتحدث الإعلامي باسم مجموعة سينمات رينيساس إن دار السينما ملكية خاصة، ولأصحابها الحق في التصرف فيها، مشيرا إلى أن السينما تتعرض لخسائر مادية في الفترة الأخيرة،لا يتناسب مع ما توفره السينما من أرباح، وسط حالة من الركود في السينما.
وتابع حسن لـ"مصراوي" إن المعترضين على الأمر عليهم المطالبة من الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة بتحسين دور السينما، سواء قصور الثقافة أو غيرها، لإنه ليس دور الشركات الخاصة، حسب وصفه، وأن الوقفات الاحتجاجية يجب أن تحدث أمام قصور الثقافة، وليس أمام المبنى.
قصر سينما.. بديل مؤقت
السينما التي تحمل فوق مبناها اسم "سينما أسيوط"، قريبة لمنزل "فؤاد عماد"، أحد المهتمين بالسينما في المحافظة، والذي يعمل في قصر ثقافة السينما، يقول "فؤاد" إن السينما ليست أزمتها في إغلاقها، لكن الأفلام التي تعرض بها ليست على المستوى، ولا تلقى إقبالا إلا في الأعياد والمناسبات، ورغم ذلك فإن عدد من جمهور السينما عزف عنها بعد أن علم بخبر إغلاقها والنية لهدمها.
ويتابع "فؤاد" الذي دخل السينما آخر مرة في ديسمبر الماضي، أن الاهتمام بالثقافة والفن في المحافظة قليل جدا، خاص في ظل وضع اقتصادي متدهور للمحافظة الفقيرة، والتي لا تهتم كثيرا بالسينما، ورغم ذلك أقبل عدد كبير من رواد السينما على قصر الثقافة بعد غلق رينسانس، والذي يعد الآن من الأماكن القليلة التي تعرض أفلاما سينمائية بالمحافظة، قائلا "الاهتمام بالثقافة والفن بالصعيد قليل، ليس كما في القاهرة".
يسرا سلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق