يعانى أكثر من 30 ألف نسمة من سكان قرية عرب المطير التابعة لمركز الفتح والواقعة شرق محافظة أسيوط من العطش بسبب انقطاع المياه الدائم عن القرية، وملوحة المياه الشديدة التى تتبلور فى طعم المياه بعد عودتها، حيث يدوم انقطاع المياه عن القرية لأكثر من 72 ساعة يضطر خلالها الأهالى إلى اللجوء إلى الطلمبات الحبشية لسد عطشهم وإرواء مواشيهم. لم ينته الأمر عند العطش فقط بل امتد أيضا إلى انتهاء الرقعة الزراعية وبدء اختفاء الأراضى المنزرعة بسبب عدم قدرة الفلاحين على الحصول على المياه، بسبب ضعف مياه الرى، الأمر الذى أدى إلى جفاف الأرض وقيام الأهالى بالبناء عليها، فضلا عن اندثار المحاصيل التى تحتاج إلى مياه وفيرة لتتصدر مشكلة نقص مياه الرى والشرب المشهد بقرية عرب مطير العطشانة. يقول عرفة عبد الهادى "فلاح"، إن المياه تنقطع بقرية عرب مطير لأكثر من 3 أيام ويضطرهم ذلك إلى اللجوء إلى الطلمبات الحبشية لقضاء الحاجات اليومية من استخدام المياه سواء كان استحمام أو إعداد طعام أو إرواء المواشى، مضيفًا: تقدمنا بشكاوى عشرات المرات إلى شركة المياه والمحافظة ولكن دون جدوى. وأضاف عمران سيد أحد أهالى القرية، أن انقطاع المياه لأيام يتسبب فى العديد من المشكلات بالقرية منها أن المياه عند عودتها تكون شديدة الملوحة ولا تصلح للشرب، وبها شوائب ولون اصفر ورائحة كريهة ورغم ذلك نضطر إلى استخدامها وتعبئتها فى جراكن لاستخدامها وقت الانقطاع. ويضيف محمد خلف أحد المزارعين، أن قلة مياه الرى بالقرية تسببت فى تراجع زراعة بعض المحاصيل التى تحتاج إلى وفرة المياه مثل القمح وتم استبدال تلك الزراعات بزراعات أخرى عشبية مثل البرسيم، والحشائش، وأدى نقص المياه إلى بوار الأراضى الزراعية، والتى تحولت من أراض زراعية إلى منازل مخالفة بسبب بنائها على رقعة زراعية، حيث حول ضعف مياه الرى الأرض الخضراء إلى أرض جدباء جافة. وأشارت منى الأمير أحد سكان القرية، إلى أن الأهالى يضطرون لشراء المياه النظيفة بالجراكن ويضطرون إلى شراء المياه المعدنية بسبب الجفاف والعطش الشديد أما احتياجاتهم المنزلية فيستخدمون المياه التى قاموا بتخزينها سابقا أو يستخدمون الطلمبات الحبشية، مضيفة أن سيارات المياه حينما تصل إلى القرية ينتج عنها العديد من الإصابات بين الأهالى بسبب التزاحم والتناحر بين الأهالى على تعبئة ما يستطيعون الحصول عليه من المياه. وقال يوسف على أحد الأهالى، إننا فى فصل الصيف وهو المتعارف عليه لدينا بأنه فصل الحرائق والعطش، حيث تزداد خلاله الحرائق بشكل كبير، وحينما تحدث واقعة حريق تمتد لعدد من المنازل بسبب عدم سيطرة الأهالى على الحريق لعدم وجود مياه وقلة المخزون للحاجات اليومية، مشيرا إلى أن الأهالى يعتبرون فصل الصيف هو أسوأ فصول السنة بسبب انقطاع المياه الذى يدوم لأسبوع، وازدياد الحرائق بسبب حرارة الجو . ومن جهته، قال المهندس محمد صلاح رئيس شركة المياه والشرب والصرف الصحى بأسيوط، إنه سيرسل لجنة خاصة لتقصى الأمر حول انقطاع المياه بشكل متكرر بالقرية، ومعرفة الأسباب والوقوف على حلها، مضيفا أن الشركة لم تتلق أى شكاوى عن انقطاع المياه بالقرية والذى يستمر لأيام، مشيرا إلى استحالة استمرار الحياة بالقرية فى حالة انقطاع المياه لهذه المدة عن قرية بأكملها.
ضحا صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق