لم يكن يعلم وحيد برهام، أقصر أقزام أسيوط، أن إرادة الله بألا يكون من مكتملي النمو ستجعل منه أضحوكة بين ذويه ورفاقه، كما أن إرادة المسئولين جرت بتجاهل تلك الفئة، فوجدوا أنفسهم ليسوا سوى أداة للتسلية والسخرية في بعض الأعمال المسرحية لتساعدهم في العيش في مجتمع ينظر لقصر قامتهم بشفقة أو تهكم.
الأقزام ومعاناتهم، كثيرآ ما تكون مادة صحفية وإعلامية شيقة، ولكن المحصلة النهائية بالنسبة لفئتهم «صفر»، وحيد برهام، الذي يقيم في منزل والده بمركز أبوتيج بمنطقة قلعة البلح، تجاوز طوله المتر بـ5 سم، روى لـ«فيتو» معاناته مع الحياة، وفى الحصول على لقمة العيش.
يبدأ "وحيد إبراهيم محمد أحمد" الشهير بـ"وحيد برهام"، والذي تخطى عمره 35 عاما حديثه بقوله: «أريد العمل وإن كنت سأضحي بما تبقى داخلي من بقايا إنسان ولكني منذ ولدت وأصابني التقزم ونقص النمو في الأطراف عانيت العديد من المشكلات النفسية والصحية والاجتماعية من السخرية في الطفولة والتهكم من البعض في الكبر وخاصة أن طولي لا يتعدى المتر، كما أن قدماي لا تصل للأرض وأنا أجلس على الكرسي وحتى العصاة تتفوق عنى في الطول ما يعرضني للكثير من المضايقات، ولكنى اعتدت عليها ولكن المعاناة الأكثر وجعا منها انعدام الدخل المادي ولم يكن لدى أي طريقة سوى أن أقوم ببعض الأدوار المسرحية الكوميدية بقصور الثقافة والتي لا تأتي بدخل مادي فدخلها لم يتخطى 250 جنيها في المسرحية الواحدة وأنا لاأقوم سوى بواحدة كل عام».
ويضيف برهام: "أنا رجل أعول أسرتين منها أسرتي المكونة من زوجتي وطولها يقترب طولي و3 أبناء معافين من القزامة منهم نور ومريم في المرحلة الابتدائية وأحمد رضيع وأسرة والدي المكونة من 5 أخوات بنات وشاب واحد لأنه الابن الأكبر لهم، ولأن والدي مصاب بجلطة بسبب عمله سابقا كقفاص فأتحمل مصروفات أبنائه وأخواته من بعض الجنيهات التي كنت أتحصل عليها من عملي في أحد المطاعم، ولكن الطامة الكبرى أنى أصبت بجلطة في الأوتار والشرايين جعلتنى لا أستطيع حمل الأشياء مما جعل الكومسيون الطبي يحدد لي نسبة عجز بجميع الأطراف حتى اليدين.
ويشير القزم إلى أنه ورغم عمله في قصر ثقافة أبوتيج منذ 20 عاما كممثل كوميديان وشارك في بعض المسرحيات بالقاهرة كعضو فرقة الأقزام مثل مسرحية عالم الأقزام على مسرح مترو بول بالعتبة إخراج عزة لبيب ومسرحية الفاضي يعمل قاضي على مسرح السيدة زينب إخراج همام تمام وأخرى ولكن لم يحالفه الحظ لعدم وجود عائد مادي ولظروف أسرته في الصعيد، إلا أنه قدم العديد من طلبات التعيين في الهيئة العامة لقصور الثقافة وخاصة للدكتورة فوزية أبو النجا ولكن جميع الطلبات قوبلت بالرفض مشيرًا أنه أخذ موافقة قبل الثورة بأيام للتعيين من وزير الثقافة ولكن لم يفعل القرار لظروف البلاد.
وفى نهاية حديثه، طالب «برهام» من المحافظة والجهات المعنية النظر لظروف عائلته وسوء حالته المادية التي وصفها بأنها تحت الصفر، وتعيينه ضمن نسبة الـ5% لذوي الإعاقة، حتى ولو كان عامل نظافة رغم أنه حاصل على دبلوم الصنايع قسم زخرفة ولديه موهبة فنية إلا أن مستقبل أولاده يجعله يتحمل أن يعمل أي شيء.
إيمان عمار
وحيد برهام احد اصدقائى المحترمين طول عمرة بيعانى ومحدش فى المسئولين يهتم بقضيتة
ردحذف