غضب بين السكان واتهامات للمحافظة بالسلبية
المحافظ: المبنى ملكية خاصة.. ومستثمر: المكان غير مصنف كأثر
تسود حالة من الاستياء والغضب الشديد بين سكان أسيوط بسبب موقف المحافظة بعدم رفض هدم مبنى سينما «رينسانس أسيوط»، وإنشاء مجمع سكنى، بعد بيع المبنى، وموافقتها على الخطوة شرط دفع الرسوم المستحقة.
ورغم تنظيم وقفات احتجاجية من بعض المثقفين وسكان أسيوط لإجبار المحافظة على التراجع عن موقفها، باعتبارها دار السينما الوحيدة، التى ما زالت قائمة، بعد غلق سينما مصر الصيفى منذ أكثر من 7 سنوات، لكن أعمال الهدم بدأت بالفعل.
وقال المهندس ياسرالدسوقى، محافظ أسيوط، إن أرض وعقار سينما «رينسانس أسيوط» هى ملكية خاصة لإحدى الشركات ولا يحق للمحافظة التدخل فى الأمر بمنع البيع حتى وإن كان المبنى تحفة معمارية أو مكانا ثقافيا للسينما، موضحا أن المحافظة لا توافق على قرار الهدم إلا بعد دفع المشترى المبالغ المالية والرسوم المقررة على رخصتى الهدم والمبانى طبقا للقانون.
وأشار محافظ أسيوط إلى أنه كشف فى أكثر من لقاء تعهد المشترى لمبنى السينما بتجهيز بديل عن سينما أسيوط المغلقة من خلال التنسيق مع وزارة الثقافة نظرا لأهمية العرض السينمائى كنشاط ترفيهى وثقافى للأهالى.
وكشفت مصادر بديوان عام المحافظة أن ملاك الأرض عرضوا 10 ملايين جنيه كتبرع لمحافظة أسيوط وتجميل ميدان المجذوب وشارع 23 يوليو، الذى يقع فيه دار العرض، مقابل الموافقة على هدم العقار، إلا أن المحافظة رفضت مطالبة بمبلغ أكبر، ورغم ذلك بدأ ملاك دار العرض فى أعمال الهدم.
وقال الشاعر سعد عبدالرحمن، رئيس مجلس إدارة جمعية رواد قصر ثقافة أسيوط، إن هدم سينما أسيوط جاء من أجل البيزنس، مشيرا إلى أن الواقعة تكرار لما حدث قبل سنوات عندما توقفت سينما «خشبة الصيفى»، التى أنشأت فى الأربعينيات من القرن الماضى، وارتفع بدلا منها الآن مشروع مول تجارى.
كما توقفت قبلها بسنوات «سينما أبو تيج» و«سينما قرشى» بديروط وسينما القوصية، وتحولت إلى أبراج سكنية، مضيفا أنه بهدم «سينما رينيسانس» تكون أسيوط قد فقدت آخر دار عرض.
وقال عبدالعال زهران، مدير فرع ثقافة أسيوط، إن جميع دور السينما التى أغلقت بأسيوط لا تمت للهيئة العامة لقصور الثقافة بصلة ولا يحق لأى مؤسسة الاعتراض على بيعها أو هدمها أو غلقها.
وأضاف أن قصر ثقافة أسيوط أعلن عن مبادرة باستقبال جمهور السينما نظرا لوجود سينما شتوية وأخرى صيفية والأخيرة تتسع لـ297 فردا كونها مفتوحة، أما المسرح الشتوى فيستقبل 441 ويقام عادة به الحفلات ويمكن أن تعملا معا بالتوازى فى الوقت نفسه ولكن ينقصها شاشات العرض والأجهزة مناشدا وزارة الثقافة والمحافظ لدعم دار العرض السينمائى بقصر الثقافة.
وقالت د. فوزية أبو النجا، وكيل وزارة الثقافة لإقليم وسط الصعيد، إن قرار هدم السينما أو وقفه يخص المحافظة وجهازها التنفيذى، معتبرة أن هدم سينما أسيوط خسارة ثقافية كبيرة حيث أنشئت ما بين ١٨٩٩و ١٩٠٠.
وأضافت أن الشركة التى ستقوم بهدم السينما وبناء أبراج سكنية ومول تجارى أبلغتنا من قبل أن المحافظة اشترطت توفير مكان بديل للسينما بقصر ثقافة أسيوط وتجهيزها بالمعدات الفنية وقلنا لهم إننا سندعمهم فنيا من خلال كتابة تقرير مفصل بالأجهزة المطلوبة ولكن سرعان ما توقف الموضوع ولم يأت إلينا أحد ولا نعرف إلى أين وصلت المفاوضات بين المحافظة والمالكين.
وأوضح ثروت عكاشة، رئيس نادى الأدب المركزى بأسيوط، أن هدم دور السينما يعد هدما لدور ثقافى هام تؤديه السينما نحو المجتمع عموما.
وقال المخرج المسرحى خالد أبو ضيف إن ما يحدث فى دور السينما فى أسيوط خطة محكمة لحرمان الجمهور من مشاهدة الفن السابع فى أسيوط بدأت بسينما دولف ثم سينما خشبة وأخيرا سينما ريسانس.
من جانبه قال حسام المهدى، أحد المستثمرين المشاركين بالجزء الأكبر فى شراء المبنى، إن العقار الموجود به السينما غير أثرى ولم يتم حصره فى المبانى التاريخية ذات التراث المعمارى وأنه تم تعديل فى رسوماته الهندسية سنة 1998 ولا يوجد به أى رسومات أو زخارف يمكن الخوف عليها.
وأشار إلى أنه جار حاليا إنهاء إجرءات تراخيص الهدم والبناء بالتنسيق مع الجهات الإدارية والوزارات والهيئات المختلفة، مضيفا أنه تم عرض الموضوع على اللواء ابراهيم حماد محافظ أسيوط السابق ووافق على هدم عقار السينما وإعادة بنائه كمبنى سكنى مع الالتزام بتخصيص دور كامل على مساحة المبنى لإقامة مجمع سينمات بشكل حديث وقاعات لملاهى الأطفال.
وأوضح أنه بعد مغادرة اللواء ابراهيم حماد منصبه وتكليف المهندس ياسر الدسوقى بالمسئولية توقفت المفاوضات لحين العرض مرة أخرى بعد استيفاء الملاك الأوراق المطلوبة.
يونس درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق