38 منطقة أثرية منتشرة في محافظة أسيوط تعتبر من أهم المزارات بعاصمة الصعيد، وإلي جانب الزيارات تكثر محاولات التنقيب عن القطع الأثرية التي تعد الطريق الأسرع والأسهل للثراء.
يقول إبراهيم عبد الله فلاح، أحد سكان قرية العتمانية،- التي يوجد بها الكثير من الآثار-: «إن كل إنسان يولد وله رزق واذا جاء أحد الشيوخ ووصف ورصد مكان الكنز ولم يكن من نصيب صاحبه فإنها يتحرك من مكانه ويختفى حتى وان تم تنفيذ طلبات الجن التي يطلبها بالكامل.. فذات مرة جاء أحد الشيوخ ورصد الكنز أسفل باب المنزل، وبعدها بيومين تحركت التماثيل إلى أسفل حائط جانبى بنهاية المنزل ووقتها وصف الشخص أن هذ الكنز اما أن يترك أو يتطلب الكثير من الدماء التي تنجم عن التشاجر بين أفراد الاسرة ليميل الجنى الحارث لها ويترك الرصد».
تتعد طلبات الشيوخ والدجالين التي يدعون أنها هامة لاستخراج القطع الذهبية أو الآثار من باطن الأرض، التي تبدأ بتحديد المكان ثم متطلبات الجن، ويزعم البعض أنها تتحول إلى جبس وتراب إذا تم مخالفة طلبات الحارس (الجن).
وقال على بيومى، مقيم مركز أبو تيج:- «إنها عملية يقودها الخارجين على القانون من المنقبين والمتاجرين في الآثار والدجالين الذين يغالون في الطلبات التي تصل إلى التضحية بطفل صغير على باب المقبرة.. ويكون له بعض المواصفات زاعمين أن المقبرة مرصوده لهذا الاسم والسن حتى وان كان وحيد والديه.. وهو ما يرفضه الكثيرين من الصعايدة ويحاولون استبداله بأى ضحية أخرى أو البحث بانفسهم عن المقبرة».
ويضيف شعبان البحيرى مدرس، وأحد سكان مركز البدارى:- «أن بعض الدجالين والمستغلين لجهل وفقر المواطنين يطلبون الكثير من الطلبات الوهمية أو ربما لكثرة من يتعاملون بالأعمال السفلية لارضاء الجن الحارث على حد قولهم فتصل طلباتهم في بعض الاحيان إلى اختيار سيدة حسناء والتعامل مع جسدها ليرضخ الجنى لتمتمات شيخه، ويوافق على فتح المقبرة بعد تحديد مكانها أو جلب شئ من رائحة فتاة عذراء واذا وافق الجن تستخدم جسدها في فتح المقبرة والاهم أن تكون المقبرة فرعونية حيث أن الآثار يمكن أن تكون رومانية أو مقابر عبيد وهى باخثة الثمن لا يشتريها الاجانب».
وفى مركز القوصية الغنى بالاثار الفرعونية والقبطية، يقول عوض سليمان،:- «أن بعض الشيوخ يغالوا في الطلبات والتضحيات التي تتسم باسالة الدماء أو نثر قطع بشرية وخاصة من الشباب الذين لقوا مصرعهم تحت عجلات القطار أو شعر ابط سيدة باسم معين وهي شعوذة رغم وجود الكثيرين ممن ينفذوها أو أكثر منها في سبيل الثراء السريع».
ويضيف محمد التهامى من سكان مركز الغنايم،:- «أن أبرز متطلبات الشيوخ هي البخور والتي يشعلونها أثناء التعزيم على مكان المقبرة لتحديد باب فتحها وتكون عادة تلك البخور اما مغربية أو تشادية مثل الطقش المشهور أو الشيح والمسك الأبيض وهو ذات تأثير أكبر من المسك الأحمر والعنبر فضلآ عن بعض الزيوت التي يتم جلبها من السودان ودول أفريقيا التي تشتهر بالسحر وأعماله ويكون ذلك عن طريق الاتصال بين المعزم والجنى، وبعض الشيوخ تشترط أن تأخد ثلث ما يستخرج من المقبرة من تماثيل وعرائس أو يأخذ نصيبه أموال محددة من قبل الفتح ويتم قراءة الفاتحة على تلك الاتفاقات».
يقضى الكثيرين من سكان محافظة أسيوط سنوات من عمرهم في التنقيب عن الآثار، وقد تنتهي رحلة البحث بوفاة قائدها قبل الوصول إلى مبتغاه.
ففى عام 2010 شهدت منطقة القيسارية انهيار منزل فوق طارق أحمد موظف والذي لقي مصرعه أسفل انقاضه أثناء تنقيبه عن الآثار بعدما تبين من الفحص قيامه بعمل حفرة كبيرة بمساعدة اخرين عمقها 10 أمتار وبنهايتها سرداب ممتد من أسفل منزل غير مأهول بالسكان ومبني بالطوب اللبن انهار فوقه مما أدى إلى وفاته.
وفى ديسمبر من العام الماضى تلقى مدير أمن أسيوط، اللواء عبدالباسط دنقل، إخطارا من مأمور مركز شرطة أبوتيج يفيد بوصول بلاغ من الأهالي بانهيار أحد أجزاء حوائط مصنع للبلاستك بالمدينة الصناعية بمركز أبوتيج، ووجود حفرة داخل المصنع وبداخلها أحد الأشخاص ويدعى "محمد.أ - 34 عام متوفيآ بعدما لفظ انفاسه الأخيرة في سبيل تنقيبه عن الآثار بمشاركة ابن صاحب المصنع.
كما كشفت مباحث مديرية أمن أسيوط منذ اقل من أسبوع أن السبب الحقيقى وراء العثور على 4 جثث منها 3 بالقرب من المطار ورابعة بمنطقة المعلمين هو التنقيب عن الآثار وانهيار الحفرة وسقوط الردم على رؤسهم اودت بحياتهم بعدما اختنقوا وماتوا على الفور وقام مشاركوهم الـ5 بإلقاء جثثهم بعيدآ عن المكان لطمس معالم الجريمة خشية من المسئولية رغم أن ملابسهم أوضحت ذلك حيث كان يظهر عليها آثار الردم وتمكنت قوات الأمن من القبض على شركائهم لتنتهى عملية التنقيب نهاية مآساوية شكلت عدة عائلات.
واخيرآ اليوم كشف ضباط مباحث مركز شرطة البدارى أن وراء مقتل رجل مسن والعثور على جثته بمقابر البدارى أنه لقي مصرعه على يد نجل اخته بمساعدة صديقه بعدما اختلفوا على أموال الاتجار في الآثار من خلال النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم في مقابل قطع اثرية مقلدة، فضلآ عن عمليات التنقيب عن الآثار التي يتم ضبطها تنتهى بحبس أصحاب المنازل والمنقيبن أو وقوع عشرات الضحايا.
ايمان عمار
على بيومى ده من قرية شطب مركز اسيوط وقد استخرج اثار وباعها وكان بيضارب فى البورصة بحصيلة الاثار وخسر كل فلوسه
ردحذف