"كلمات لا تخلو من شكوى الحال مقترنة بدعوات للرئيس، الذي لولاه ما كان هذا المعاش الذى أنقذهم من الضياع"، هذا هو محور قصص وحكايات المستفيدين من مشروع "تكافل وكرامة"، وفي المقابل هناك شكاوى من الذين وصلتهم إنذارات برد المبالغ التي صرفوها عقب التأكد من عدم أحقيتهم لصرف هذه المبالغ متهمين الحكومة بأنها تتلاعب بهم وستكون سببا في تشريدهم.
في طابور يمتد لعشرات الأمتار، تقف "نورا "، ربة منزل، وتقول "لسه والده قيصري من 4 أيام فقط ولكني تحاملت على نفسى كي أحضر لأصرف المعاش"، مشيرة إلى أنها اقترضت مالا لإجراء جراحة الولادة القيصرية من أحد أقاربها وعلقت آمالها على معاش "تكافل وكرامة"، منوهة إلى أنه "لولا هذا المعاش ما استطاعت أن تلد في عيادة" وأضافت أنها تنتظر "فلوس المعاش كل 3 شهور لتحضر كل ما يحتاجه المنزل بجزء منه وبالجزء الآخر تسدد ما عليها من ديون".
بدورها قالت سناء، "زوجى تزوج بأخرى منذ 5 سنوات وأهملنى أنا والبنات ولا نراه إلا في المناسبات ولولا معاش تكافل وكرامه كنا عملنا إيه، ربنا يخلى السيسي هو اللي متكفل بعيشتى أنا والبنات دلوقتي".
وبجوار الطابور، وعلى الرصيف تجلس سيدة حامل، تنتظر دورها، في صبر، وهمست بعد سؤالها: "اسمى سيدة، ربة منزل وزوجى عامل على باب الله، مضيفة: "منتظرة من الساعة السادسة والنصف لإني عامله حسابي على أني أولد بيهم"
وفي المقابل، تقول فايزة، ربة منزل، "أنا أرملة وأصرف معاش السادات 440جنيه وقالوا لى تقدمى في تكافل وكرامة وتقدمت وصرفولى وفرحت جدا وعند صرفى هذا الشهر لقينا الكارت فاضى وقالوا لى ما ليكيش قبض تانى وهتردى اللي قبضتيه"، وقالت "طيب أجيب منين، ولما احنا نستحقش صرفولنا من الأول ليه؟".
كما سادت حالة من الإستياء والذعر، بين أهالي قرى ومراكز محافظة أسيوط، عقب وصولهم، خطابات إنذار من وزارة التضامن الاجتماعي، تتضمن مطالبات برد المبالغ التي تم صرفها من مشروع تكافل وكرامة والذين تبين عدم أحقيتهم لصرف المبالغ المالية، خلال الأشهر السابقة، الأمر الذى جعل الأهالي يعتبرون أن الحكومة تتلاعب بهم، وتتسبب في تشريدهم، مطالبين الرئيس السيسي بالتدخل وحل المشكلة وإصدار قرار بعدم رد المبالغ.
من جانبه أوضح محمد فؤاد الشندويلى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بأسيوط، أنه بفحص حالات المستفيدين من مشروع تكافل وكرامة بأسيوط تبين وجود 1400حالة، ممن يصرفون المعاش دون وجه حق حيث تبين بالفحص أن من بينهم حائزي أراضي زراعية ومستفيدين من مشروع السادات وموظفين بمصالح حكومية ومؤمن عليهم بشركات ومصالح وهيئات القطاع العام والأعمال، مشيرا إلى إن الوزارة أرسلت خطابات إنذارات مسجلة إليهم تطالبهم بسرعة رد المبالغ التي تم صرفها من المشروع لعدم أحقيتهم في الصرف.
وأضاف الشندويلي، أن الوزارة تواصل فحص جميع الحالات التي تقدمت وصرفت المبالغ المالية، ومن لا يستحق سوف يقوم برد المبالغ التي صرفت مع إيقاف الصرف عنه في الأشهر القادمة.
وفى سياق آخر تمكنت وحدة المباحث إدارة شرطة البريد من ضبط "ثابت م ث" 56 سنه وكيل مكتب بريد نزلة باقور التابع لمنطقة بريد أسيوط لإستيلائه على مبلغ 6281 جنية الخاصة بمعاشات تكافل وكرامة دون علم أصحابها.
وبمواجهته بما أسفر عنه الضبط، اعترف بارتكابه الواقعة مشيرا إلى أنه قام بتسليم تلك الكروت لموظف الشئون الاجتماعية بأبوتيج وهو الذى قام بالصرف.
بالعرض على اللواء محمد يوسف مساعد الوزير، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، أمر باتخاذ كافة الاجراءات القانونية وتم تحرير المحضر رقم 4 ح إدارة شرطة البريد وأرسل بالمتهم لمركز شرطة أبو تيج لقيده وعرضه على النيابة لاستكمال الإجراءات القانونية واستصدار إذن من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم الثاني.
سعاد احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق