الأحد، 8 مايو 2016

من داخل جامعة «أسيوط».. نورهان تدافع عن حقوق المرأة وتنتصر لـ«هن»




من داخل أسوار جامعة أسيوط، حملت لهيب الثورة على التقاليد التى تودى بحقوق الفتيات، بملامحها المصرية المتأصلة في روح شخصيتها الثائرة وقفت تحارب كل أشكال العنف الواقع على المرأة في بلادنا وخاصة محافاظات الصعيد التي ما زالت تحمل الكثير من التميز ضدها، فقررت ورفيقاتها حمل لواء المدافعة عن حقوق المرأة، ومن تلك المساحة التي وجدن منها المكان الآمن داخل الجامعة دشن فريق «هن».

حادث أليم تأثرت به وعايشت لحظاته القاسية واضعةً نفسها مكان شهيدة التحرش، التي لقت مصرعها على يد من اغتصبها، وقرر التخلص منها لمجرد أنها حاولت الدفاع عن نفسها، واقعة تتكرر كثيرًا فى الآونة الأخيرة. البعض لم يتحرك له ساكن، وآخرون هلعوا على العرض، لكن نورهان اتخذت من تلك الحادثة وسيلةً تنير بها العقول، وتوقظ الساكتين عن حقوق المرأة، ودشنت وغيرها ضغطًا إعلاميًا على الواقعة، وانتصرت روح الشهيدة بـ25 سنة سجنًا للجاني، على الرغم من أن الوضع الطبيعي يستوجب إعدامه، لكن ما حدث كان انتصارًا لفتيات الصعيد، وردعًا لكل من تسوّل له نفسه القيام بذلك.

«بعد واقعة شهيدة التحرش قررت أشتغل على التوعية» قالتها نورهان، التي ما زالت  تتحسس خطاها في عقدها الثاني، متحملة مسؤولية توعية مجتمعها بقضايا المرأة وحقوقها، وبدأت العمل من داخل مجتمعها الصغير بالجامعة، واجتمعت هي ورفيقاتها على محاربة التقاليد والانتصار لحقوق المرأة المهدرة، وخاصة في محافظات الصعيد، فكانت الندوات التعريفية هي الخطوة الأولى التي اتخذتها.

كان التحرش من أهم القضايا، التى أولت لها نورهان، عضوة المبادرة ومسؤولة قضايا المرأة بها، فدشنت حملات ضخمة لتوعية الفتيات بالتحرش وأهمية الدفاع عن أنفسهن، ولم تكتف بذلك فقط، بل دشنت ورشًا للدفاع عن النفس بكل الأشكال الشق البدني والنفسي والقانوني، «شعرت بالألم النفسي الذي قد ينتاب ضحايا التحرش، اللاتى وقعن فريسة لمن استباحوا كسر المساحة والحدود الشخصية، فقررت تنظيم ورش تقدم دعم نفسي للمعنفات وضحايا التحرش والاغتصاب».

«في بنات أصلًا مش عارفين حقوقهم»، قالتها نورهان، مشيرة إلى أن هناك العديد من فتيات ونساء الصعيد لا يعرفن حقوقهن فى أشياء كثيرة، كالميراث والتعليم والصحة والزواج وكل القضايا التي تتعلق بالمرأة، خاصة في المجتمعات الصعيدية، التي ما زالت قابضة على عادات وتقاليد تهين المرأة، وتزدري حقوقها الطبيعية التي منحتها الدولة إياها كموطن له الكثير من الحقوق التي يكفلها القانون، وينظمها العرف.

اخترن العمل داخل حدود الجامعة الآمن نسبيًا ومتفتحًا بالنسبة للشارع، لكن ثمة مشكلات واجهت نورهان ورفيقاتها الـ6 اللاتى قررن مساعدتها والمحاربة من أجل مجتمع آمن يحفظ حقوق الفتيات، ويقدم لهن الدعم المناسب، فلاقت إحدى فاعلياتهن الخاصة بالتوعية ضد التحرش داخل كلية التجارة هجومًا من قبل شباب رافضين وجودهن، وتعرضن لمضايقات، لكن عزيمتهن لم تخف، وقررن الاستمرار ومناقشة المعترضين بشكل سلسل مدافعين عن مبادرتهن وأفكارهن.

عدم الدعم ومحاربة أفكار نورهان ورفيقاتها كان أكبر المشكلات التي تواجههن، «في البيت بيخافوا عليا لو ساعدت بنت معنفة حد من أهلها يتعرضلي»، هكذا قالت، موضحةً أن خوف أهلها عليها لم يمنعها من مواصلة ما تؤمن به، مشاكل عدة تحاول أن تعيق طريقها الذي اختارته بنفسها إلا أنها تصر على مواصلة العمل في توعية مجتمعها ومساعدة الفتيات في التغلب على التقاليد التي تودي بحقوقهن وحرياتهن.

أحلام كثيرة تقبض نورهان عليها بين راحتيها، تحارب وتقاتل من أجل أفكار آمنت بها، وعزمت على المحاربة من أجلها حتى لو كلفها ذلك المزيد من المتاعب، تستكمل سيرها في دراسة «الهندسة»، فنجاحها الشخصي لم يكن كل مسعاها، لكن دائمًا ما كانت تنشغل لمشكلات «هن».    


«هن» في أسيوط يقدن التغيير ويفتحن نوافذ الصعيد المغلقة أمام نسائم الحرية
ندى سامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...