بعد إنشاء 4 قرى جديدة بمحافظة أسيوط بمركزي ديروط والقوصية وهي «مير الجديدة 1، مير الجديدة 2، ودشلوط الجديدة، وادي الشيخ» بهدف خفض الكثافة السكانية داخل المحافظة، وتوزيعها في المناطق الصحراوية القريبة من التجمعات العمرانية، ودعم الشباب بأسيوط، قام المستفيدون من تلك الأراضي بتسقيعها لحين ارتفاع سعرها بعد تكاليف باهظة كبدت الدولة ملايين الجنيهات.
تقع قرية مير الجديدة «1» بمركز القوصية، على الظهير الصحراوي الغربي، وعلى بعد نحو 6 كيلو مترات من مدينة القوصية، التي أقيمت على مساحة 500 فدان في عام 2011، مكونة من 100 منزل، مكتملة المرافق من مسجد ومخبز ومجمع إداري تابع للوحدة المحلية ووحدة صحية ومدرسة.
ويقول محمد خالد أحمد: القرية الجديدة بميرتحولت إلى منطقة استثمارية من قِبَل الشباب الحاصلين عليها، وقام العديد منهم بعرضها للبيع طمعًا في الحصول على فارق السعر،حيث اشتروا الأرض والمنزل بخمسة آلاف جنيه، وسعرها الآن 70 ألف جنيه، في حين أن هناك شريحة أخرى هجرت الأرض بحجة عدم توافر الأمان، لكن السبب الحقيقي هو «تسقيع الأراضي» لحين ارتفاع الأسعار وبيعها بسعر أعلى، مطالبًا الدولة بتوفير الأمن لهذه المنطقة لإزالة الحجة المشترين وإجبارهم على السكن هناك لتعمير الصحراء التي يستفيد منها الجميع.
وأضاف محمد عمر، أحد المستفدين من قرية مير الجديدة «1»، بُعد المسافة يعد عائقًا كبيرًا أمام الشباب المستفدين، بجانب انقطاع الكهرباء عن الآبار المنشأة لري الأرض، البالغ عددها 4 آبار، بحجة أن الآبار غير مرخصة، وبعد تدخل المسؤولين أوصلت شركة الكهرباء التيار، رغم أن خط المياه الرئيس تكلف 600 ألف جنيه، ودفعها شباب الخريجين بواقع 6 آلاف جنيه لكل منزل لتوصيل المياه من الآبار، كما يدفع الخريجون قسطًا شهريًّا يقدر بنحو 150 جنيهًا.
دشلوط الجديدة.. تقع على الظهير الصحراوي الغربي على بعد 7 كيلو مترات من قرية دشلوط، وبنيت على مساحة 200 فدان بتكلفة 26 مليون جنيه، ومن المفترض أن تشمل وحدات سكنية ومحطة ترشيح لمياه الشرب ومدرسة وملاعب مفتوحة ووحدة بريد وسنترال ووحدة صحية ومخبز للقرية ومسجد، وفي عام2008 تم توزيع 10 منازل لشباب القرية بمساحة 100 متر للمنزل الريفي دور أرضي، وتلاها في عام 2009 توزيع 90 منزلًا وتم افتتاح القرية للأهالي مع وعد شباب القرية بتسليمهم أراضي لزراعتها بمساحة 3 أفدنة للفرد، إلَّا أن المشروع أُهمل؛ بسبب عدم توافر مياه جوفية لري الأراضي وأصبحت المنشآت غير مستغلة.
كما شكا العديد من سكان قرية دشلوط من عدم وجود مصدر للمياه، حتى بعد بناء الوحدات الخدمية، حيث أنشأوا محطة مياه الشرب شرقي القرية على بعد 7 كيلو مترات، ومدوا لها مواسير لرفع مياه من النيل لتلك المسافة، دون عمل خزان يستقبل المياه من محطة الرفع، وتركوا المياه تضخ في المواسير، وبالتالي فشلت التجربة، مما يعد إهدارًا للمال العام.
وتابع منصور مصطفى، أحد المستفيدين: موقع قرية دشلوط الجديدة جيد، لكن الأزمة التي يعاني منها الجميع هنا عدم وجود المياه، وكيف لقرية كلفت الدولة ملايين الجنيهات دراسة جدوى حية، حتى لا يتوقف المشروع بسبب عدم إنشاء محطة مياه للشرب.
من جانبه قال أيمن محروس، رئيس مدينة ديروط: محافظ أسيوط درس ملف المشكلات والمعوقات التي تحول دون الانتهاء من تسليم باقي قرى الظهير الصحراوي بالمحافظة، وفي ملف قرية دشلوط الجديدة تقرر مخاطبة معهد بحوث المياه الجوفية لدراسة وجود المياه في مساحة 500 فدان بمنطقة قرية دشلوط الجديدة؛ لدراسة إمكانية توزيعها على شباب الخريجين المستفيد من القرية، كما كلف مديرية الإسكان بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لحفر بئر مياه للقرية لتوفير مياه الشرب.
وأضاف محمد عبد الحميد الشريف، رئيس الوحدة المحلية بقرية مير، أنه جاري تنشيط المنطقة حاليًا، وتوفير العديد من الخدمات بالمنطقة من خلال استكمال العمارات السكنية بمنطقة مير الجديدة «2» التي قاربت على الانتهاء، وكذلك تخصيص قطعة أرض تابعة لمديرية التموين بأسيوط لنقل بعض أعمالها، بالإضافة إلى نقل المرور بالقرب من قرى مير الجديدة.
أحمد الأنصارى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق