الأربعاء، 29 يونيو 2016

صحافة المواطن .. قبل دخول مستشفى اسيوط الجامعى يستوقفك عاملان لقطع تذكرة دخول بقيمة ١٠ جنيهات، مدون عليها ختم إدارة الجامعة تحت شعار «زيادة خاصة» وفى حال الدخول بسيارة تتضاعف التذكرة الى 20 .. حضر الأطباء وغاب الدواء


قبل أن تطأ قدمك بوابات مستشفى أسيوط الجامعى سوف يستوقفك عاملان لقطع تذكرة دخول بقيمة ١٠ جنيهات، مدون عليها ختم إدارة الجامعة تحت شعار «زيادة خاصة».

وفى حال الدخول بسيارة تتضاعف التذكرة، دون أى استثناءات، حيث يعتبرها المستشفى أول «غيث» التبرعات للمستشفى الجامعى الذى يعد قبلة المرضى من أبناء الصعيد، والذى ينقصه توفير بعض الأجهزة واللوازم الطبية والعلاج، وعلى جدران المبانى الرئيسية للمستشفى تنتشر ملصقات ورقية تدعو المواطنين للتبرع لصالح حساب بنكى مكتوب أرقامه داخل الإعلان،

يبرر «أحمد غريب»، العامل الثلاثينى العمر، إجراءات التشديد على الزوار بدفع قيمة التذكرة قائلاً: «المستشفى هنا وضعه مُختلف، لأنه يحتاج كُل مليم فى سبيل سد احتياجاته من اللوازم الطبية التى لا تكفى الميزانية المُخصصة لها لسد هذه الاحتياجات».

ويُعتبر «أسيوط الجامعى» المستشفى الذى يستوعب أكبر عدد من المرضى داخل محافظات الصعيد، حيث يضم المبنى الرئيسى، ومستشفيات الأطفال، وصحة المرأة، والمسالك البولية، والمخ والأعصاب، والراجحى للكبد، والقلب، ويتضمن ٤٢٠٠ سرير، منها ٣ آلاف سرير بالمستشفى الرئيسى، والباقى موزعة على المستشفيات التخصصية الأخرى.

«المصرى اليوم» تجوّلت داخل المبانى الرئيسية للمستشفى، ورصدت نقصاً فى المستلزمات الطبية بعدد من الأقسام، بالرغم من تواجد جميع الأطباء وفقاً لوردياتهم، ولأول مرة تغيب شكوى المرضى من عدم وجود أطباء، وانحصارها فى عدم وجود أجهزة كافية لفحص ذويهم، بجانب طول مدة صرف العلاج على نفقة الدولة، خصوصاً فى العمليات الكُبرى التى تحتاج لإجرائها الموافقة على صرف العلاج فورياً.

يوسف عبدالودود، «٦٥ سنة»، قطع مسافة طويلة من قريته «المعابدة» التى تبعد عن مدينة أسيوط أكثر من ساعة، كى يتمكن من علاج أخيه الأصغر الذى يتعرض لجلسات مُخ وأعصاب بعد إصابته بتشنجات عصبية منذ أكثر من عام، يقول: «لا توجد مستشفيات تجاور قريتنا أو منطقة الصعيد على كفاءة جيدة سوى (أسيوط الجامعى)، والمستشفى الموجود بمركزنا مُعطل ولا يعمل، بجانب عدم وجود طبيب فى الوحدة الريفية».

«عبدالودود» الذى اعتاد الحضو رفقة أخيه أسبوعياً، يتعرض فى بعض الجلسات لعدد ساعات انتظار تمتد لثمانى ساعات، لوجود جهاز واحد مسؤول عن علاج هذه الحالات.

أما «عزة جرجس»، فتتكبّد مشقة السفر لمدة ٤ ساعات كاملة من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، وتضطر للانتظار نفس الفترة الزمنية التى قطعتها فى السفر، أمام قسم الأورام والطب النووى بالمستشفى فى طابور طويل يمتد لنهاية الدور، راجية أن يأتى دور ابنتها الصغرى فى جلسة العلاج الكيماوى التى تتعرض لها بشكل دورى منذ ٦ أشهر.

ويقول الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، إن المبلغ المالى المُخصص لمستشفى أسيوط الجامعى من وزارة التعليم العالى، يتراوح بين ٣٥٠ و٤٠٠ مليون جنيه، وهو لا يكفى، والمسؤول عن ذلك وزارة المالية، لأنها المخوّل الأول بتحديد أولويات مستشفيات الجمهورية، حسب نسب التشغيل فيها وعدد المرضى الذين تستقبلهم يومياً».

ويتابع: «وزارة التعليم العالى تُحاول تخفيف عبء محدودية المبلغ المخصص له من جانب وزارة المالية، بزيادة المُخصصات الجانبية كتوفير ٢٢ مليون جنيه خلال الشهر الماضى خارج الميزانية المُخصصة للمستشفى، وموافقة الوزير على شراء جهاز تفتيت الحصوات، وجهاز المعجل الخطى للأورام»، مشيراً إلى أنه يعمل بالمستشفى ١١ ألف موظف، وبند أجور الموظفين والمكافآت التى يتقاضونها هى التى تأخذ الجزء الأكبر من الميزانية المُخصصة للمستشفى من جانب «التعليم العالى».

وعن حجم التبرعات الخارجية للمستشفى من الخارج، يشير «جعيص» إلى أن المستشفى يتواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى بشكل مستمر، كمؤسسة الأورمان التى وفرت أحد الأجهزة بمعهد القلب بالمستشفى بقيمة ٥٠ مليون جنيه.

ومن جهته، يقول الدكتور علاء غنام، خبير السياسات الصحية ومدير برنامج الحق فى الصحة، إن المستشفيات الجامعية التى تأتى مخصصاتها من وزارة التعليم العالى هى انعكاس لأزمة تراجع دور مستشفيات الصحة التى تتبع وزارة الصحة، وتراجع مُخصصات الموازنة لها، مرجحاً استمرار أزمة المستشفيات الجامعية على مدار السنوات المُقبلة، على خلفية انخفاض مُخصصات وزارة الصحة من ٨١.٥ مليار جنيه إلى ٤٧.٨ مليار جنيه، الذى ترتب عليه عجزاً مالياً يصل لنحو ٣٠ مليارًا عن المنصوص عليه فى الدستور.

عمرو التهامى

هناك تعليق واحد:

  1. ان ذلك المستشفى هى لخدمة الاطباء الكبار فقط فاذا احتجت حضانة لطفل وليد لابد من كشف خارجى واذا دخلت غرفة الولادة لابد من كيلو دم +مبلغ 300جنيهاواذا كانت قيصرية 500 جنيهاكما تؤجر غرف العمليات للسادة الاطباء ام للفقراء فليس لهم مكان ويقوم النواب بتوقيع الكشف والنعلم فى الناس دون رقيب والشافى هو الله

    ردحذف

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...