يعاني الكثير من أهالي محافظة أسيوط من الفقر والذي وصل في بعض الحالات للحرمان من المأكل والملبس والعيش في ظروف آدمية، خاصة عندما يجتمع الفقر باليتم والمرض.
رصدت عدسة «فيتو» إحدى الحالات التي تعاني الأمرين بعد وفاة والدها والعيش على مساعدة الآخرين، ولكن انهيار منزلها كان الطامة الكبرى التي شردت فتاة وأخيها ووالدتهما المريضة.
بأعين دامعة وأيدٍ مرتعشة تمسك ياسمين سيد حامد، في العقد الثاني من عمرها، بحزمة أوراق قائلة: "توفي والدي وأنا صغيرة في الصف الثالث الابتدائي، وكان أخي رضيعًا، فاعتمدت على نفسي، وكنت أذهب للمدرسة، ولكني تركتها لضيق اليد، وأتكفل بمصاريفي ومصاريف أخي من خلال العمل عند الجيران، وأمي سيدة مريضة وقعيدة الفراش".
وأضافت والدموع تنهمر من عينيها: «سبت المدرسة وحاولت إني اشتغل ملقتش حاجة كويسة أشتغلها وبيتنا كان قديم ووقع ومفيش مكان نعيش فيه وقاعدين في الشارع بنصرف من معاش أبويا 300 جنيه، وكل ده مثبوت في الورق».
وتابعت: "الأهالي نصحوني أروح للمحافظة، ورحت هناك عشان طلب لبيت أعيش فيه، وكتبوا لي الشكوى عشان نوجهها لمؤسسة «مصر الخير» عشان يساعدونا ويبنولنا بيت نعيش فيه، والموظفة هناك طلبت أجيب أوراق باسم القبض بتاع أمي، ولحد دلوقت من أكثر من 8 شهور واسمنا هناك متسجل باسم والدتي راوية حسن إبراهيم، والورق طالع من هناك في المحافظة، ورحت الجمعية تاني، ووريتهم الحالة، والجمعية قبلت الحالة، وقالوا هنيجي نشوف الحالة، ولحد دلوقت محدش نزل خالص ولا رد علينا".
وأردفت ياسمين: "أنا مش عايزة جواز ولا فلوس، بس عايزة بيت يسترني أنا وأخويا وأمي، ومرتب نصرف منه على علاجها وعلى دراسة أخويا في الإعدادي"، متسائلة: "فين دور اليتيم ده أهم حاجة اللي أبوه متوفي وسايبه صغير ومفيش حد بيساعد، لا خال ولا عم ولا أهل، واحنا مصدر دخلنا 300 جنيه معاش نقضي منهم إيه واحنا 3 وأمي مريضة وعلاجها بيتكلف كتير للفشل الكلوي، ووالله العظيم ما في غيرهم، ولا فيه محافظ يبص علينا ولا فيه جمعية تساعد ولا فيه شغل نشتغل، ياريت الناس في رمضان الشهر الكريم تبص لأم أرملة مريضة معاها أيتام، وياريت المحافظ ياخد باله من حالنا".
إيمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق