انتقد عددٌ من المثقفين مظاهر الإهمال التى أصابت أشهر نصب تذكارى بمحافظة أسيوط، عقب نقله من مكانه الأول، بقلب أسيوط، أمام مجمع محاكم أسيوط، وإخفائه بمخازن شركة المقاولون العرب، على أيدى اللواء أحمد همام عطية، محافظ أسيوط الأسبق، ثم إعادته من جديد على أيدى اللواء نبيل العزبى، المحافظ السابق.
إنه تمثال «أم البطل»، بالمدخل الجنوبى لمحافظة أسيوط، والكائن بجوار الكوبرى العلوى بأسيوط، والتابع لحى غرب أسيوط، الذى يرجع تصميمه لما بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣، وهو عبارة عن أم لشهيد (أم وابنها الجندي)، وجاء تصميمه تعبيرًا عن تكريم الكثير من الأمهات، اللاتى قدمن أبطالًا شهداء للوطن، وظل لمدة تزيد على ٣٠ عامًا، بمدخل شارع الجمهورية، بقلب أسيوط، ليكون قيمة حضارية وتاريخية، ومع خطة التطوير فى عهد «همام»، تم نقله، وسط استياء وغضب المواطنين، ليحل محله «تمثال الحرب والسلام».
مظاهر العبث بالنصب التذكارى لم تقتصر على إلقائه بمخازن شركة المقاولون العرب، فى عهد «همام»، أو «نفيه» فى عهد «العزبي» فقط، وإنما فيما يتعرض له النصب حاليًا، من عمليات مقننة وممنهجة، لسرقة المصابيح الكهربائية الخاصة بالنصب التذكارى، وعدم العناية بحديقة النصب، حتى أصبحت كصحراء قاحلة جرداء لا زرع فيها ولا ماء، وما أصابه من خدوش فى الفترة الراهنة.
فقد استاء أسامة عبد الرؤوف، مخرج مسرحى، من تعرض تمثال «أم البطل»، لعمليات مقننة من سرقة مصابيحه الكهربائية، وذلك منذ نقله لهذا الموقع، فى الخلاء، وبلا حراسة عليه، أو حتى وضع «خفير نظامي»، أو إحاطته بسور حديدى، أو سلكى، يمنع اللصوص من النيل منه، كما أن ارتفاع درجات الحرارة هناك يؤدى لتآكل التمثال، حتى قيل إن التمثال تغير لونه من الأخضر إلى الأصفر بموقعه الحالى من شدة الحرارة.
وقال صليب زاخر صليب، ٤٦ سنة، وعضو بيت العائلة المصرية بالمحافظة، إن الحديقة بالنصب التذكارى «أم البطل»، أصبحت قاحلة جرداء، وكأننا فى صحراء، والحى لا يتابع نظافته، أو إرسال عمال لرى حديقته وزرعها بالورود أو الزهور، ويكتفون فقط بإحضار ورود صناعية، عند حلول أى ذكرى للشهداء، وانتقد حرق القمامة بمدخل النصب التذكارى، وحدوث خدوش فى جسم التمثال نفسه، دون أدنى رعاية من الأجهزة التنفيذية، وطالب الحى بتكليف عامل، لرش حديقة النصب الموجودة حوله، وحراسته عقب سرقة الإنارة التى تم إعدادها له، وتمت سرقتها، وقطع الوصلات وسرقة الأسلاك.
فيما أكد الدكتور منصور المنسى، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، أن التمثال عبارة عن جندى وامرأة تمثل أمه، ويمثل رمزا لأم البطل الذى حارب وانتصر، وتم نقله من شارع الجمهورية، بقلب المحافظة، أمام مجمع محاكم أسيوط، وشارع المحافظة، لحدودها الجنوبية ناحية الطريق السريع، المؤدى لمحافظة سوهاج.
وأضاف «المنسي»، أنه أحد التماثيل التى توسطت مدينة أسيوط، وتم إعداد هذا التمثال لمدرس يُدعى محمود يسرى، تخصص تربية فنية، وتم وضعه عام ١٩٧٥ تقريبًا، وظل بالمحافظة حتى بعد عام ٢٠٠٣، إلا أن «همام» أزاله من مكانه، بدعوى تطوير المحافظة، وتم وضع التمثال فى مخازن شركة المقاولون العرب، إلا أن «العزبي» أعاد اكتشاف التمثال مرة أخرى، وأعد له مكانًا على المدخل الجنوبى للمحافظة.
حسنى دويدار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق