سادت حالة من الغضب والاستياء بين سكان مشروع "ابنى بيتك" بمدينة أسيوط الجديدة بمراحلها المختلفة ، والذى كان حلمًا يتنظره الشباب بسبب تآكل البنية التحتية للمنازل والتي تسببت فيها المياه وتحولت إلى مدينة تسكنها الأشباح.
ولم يتم الانتهاء من توصيل المرافق في جميع المراحل ، من مياه شرب وكهرباء وصرف صحى ورصف طرق وغياب للأمن ، لكى يستطيع أكثر من 100 ألف نسمة المعيشة داخل منازلهم التى قاموا بتشييدها بعد عذاب ودفعوا فيها تحويشة العمر.
يقول زين العابدين محمد الدرنكي أحد المستفيدين بالمرحلة الثانية إننى رأيت العذاب منذ بداية مشروع ابنى بيتك، فعندما وجدت اسمى بكشوف المستحقين لقطعة أرض مساحتها 150 مترًا طرت من الفرحة ولكنها لم تدم طويلاً فكان نصيبى فى المرحلة الثانية ، والتى تبعد أكثر من 25كيلو مترًا عن مدينة أسيوط ، وليس لها أية مواصلات على الإطلاق وكنت استقل تاكسى بمبلغ 50 جنيهًا لكى أصل إلى قطعتى .
وأضاف أنه بعد الانتهاء من عملية البناء، والتى استغرقت عامًا تقريبًا كنت أشترى خلالها فنطاس المياه بمبلغ 250 جنيهًا وأدفع شهرية للخفير ووصلت التكلفة النهائية للقطعة إلى 150 ألف جنيه ، وبعد الانتهاء من تشييد القطعة لم نستطع العيش بها أنا وأولادى، لأن المرافق لم تصل إليها والشركات المنفذة تركتها.
وتابع : أنه بعد فترة لاحظنا شروخ وتشققات فى أغلب المنازل وتقدما بشكاوى للجهاز ، ولكن لا حياة لمن تنادى وما زلت أخشى على أسرتى من انهيار المنزل فى أى وقت ولا يوجد بديل بعدما أنفقت تحويشة عمرى واقترضت حتى استكمل البناء.
وأشار إلي أن جميع المبانى يشرف عليه مهندسو بالجهاز وإشراف من كلية الهندسة جامعة أسيوط ، وعندما تقدمنا بشكاوى لجهاز مدينة أسيوط الجديدة ألقوا بالمشكلة مرة على الشركة المنفذة ومرة اخرى على شركة مياة الشرب والصرف الصحى بسبب مواسير المياة الرئيسية الغير مطابقة للمواصفات والتى تنفجر كل يوم وتغمر المنازل بالمياه.
--------------------------------------------
تحوّلت تصريحات المسؤولين في محافظة أسيوط إلي قرارات مع إيقاف التنفيذ ، فمنذ بدء التخطيط لهذه المدن " مدينة أسيوط الجديدة " شعر الأهالي أنها المتنفس الوحيد بعد أن ضاق الخناق داخل مدينة أسيوط ولكن سرعان ما تحطمت تلك الأحلام بسبب اختفاء الخدمات سواء الصحية أو التعليمية.
كاميرا "المصريون" كشفت أثناء جولة مطولة داخل المدينة الجديدة ، والتي أسفرت عن وجود مباني شاهقة كلفت الدولة ملايين الجنيهات ، ولكنها سرعان ما تم رفض توصيل الخدمات إليها.
وتساءل الأهالي كيف تكون مباني صرف عليها ملايين الجنيهات وفي نفس الوقت لم تدخل الخدمة.
وأضاف محمود سيد والمقيم بالمدينة منذ عام 2000 أن مبني طب الأسرة موجود منذ إقامتهم ولكن مسئولو الصحة رفضوا استلامه لعدم سلامة المبني ، مرجحين أن المقاولين لم تؤسس تلك المباني واهتموا بالرخام والسيراميك والوجه الآخر دون أساس ولكن سرعان ما ظهرت العيوب وجعلت الصحة ترفض الاستلام وأصبح المبني عرضه لسرقة محتوياته .
وأوضح أننا نتكلف أكثر من مائة جنيه للذهاب للقصر العيني لتوقيع الكشف الطبي علي الأولاد لعدم وجود وحدات مجهزة داخل المدينة مشيرا إلي أن هذه الواقعة تعد إهدار مال عام صارخ والفاعل مجهول فالجهاز تسلمها من المقاولين ولكن الصحة رفضت الاستلام .
وأكد ناصر فكري من أهالي المدينة أن هناك مبني تم تجهيزه علي أعلي مستوي ليكون حضانة ومكتبة ، ولكن سرعان ما أصبح مأوي للأشباح فالمبني كله رخام وسيراميك وحديد وكله معرض للسرقة في غياب تام لمسئولي الجهاز ولا أحد يعلم إلي الآن لماذا لا يتم تشغيل هذا المبني والذي كلف الدولة ملايين الجنيهات.
حسين عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق