علي بعد 10 كيلو متر من ديوان عام محافظة أسيوط علي الطريق الدائري غرب المدينة تقع قرية " عرب المدابغ " والتي يعيش أهلها أمواتًا علي قيد الحياة، بسبب تلوث المياه وبوار أكثر من 190 فدان بسبب محطة الصرف الصحي التي أغرقت أراضيهم وجعلت منها منبعا للأوبئة والأمراض، ومياه الشرب المخلوطة بدماء الحيوانات النافقة التي تملئ مصرف " غرب البلد "، والذي أقيمت عليه محطة تحلية المياه التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط.
بلدنا اليوم " رصدت بالصور تلك الكارثة والتقت الأهالي للوقوف علي مشكلاتهم " يقول محمد عبد الرحيم " من أهالي عرب المدابغ " نعاني منذ سنوات من مشكلة الصرف الصحي التي أفسدت أراضينا وحولتها من مزارع خضراء إلي صحراء جرداء، حتى امتنعنا عن زراعة الخضروات والفواكه ولجأنا إلي زراعة الملوخية والتي فوجئنا بخروج ديدان صغيره عند تعرضها لحرارة النيران الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين أهالي القرية، والآن وصل بنا الحال إلي زراعة غذاء المواشي فقط حتى باتت أراضينا عرضة للبوار والتصحر.
وتابع " ليست مشكلة الأراضي الزراعية فقط التي تهددنا بل بسبب الصرف الصحي وفساد المحاصيل الزراعية التي كانت تنتجها أراضينا ظهر عددا من الحالات المرضية المصابة بالسرطان وتوفيت علي إثره، ورغم كمية الشكاوي الهائلة التي تقدمنا بها إلي المسئولين بالمحافظة لم نجد أدني استجابة منهم وكأننا " قرية منسية خارج حدود الدولة المصرية.
وأكد " عرندس الزهري " محطة الصرف الصحي هيكل خارجي فقط ومحطة تحلية مياه الشرب تأتي من مصرف " الزنار" المتكدس بالحيوانات النافقة التي تقوم الطلمبات بسحب دمائها نتيجة تواجدها بمياه الترعة لفترة طويلة والري رغم كل الشكاوي التي تقدمنا بها يطهرها في السنة مرة حتى أصيب جميعنا بالفشل الكلوي وأصبحنا مهددين بالانقراض، تنتابنا حالة من الذعر عند فتح " الحنفية " خشية أن ينسكب الدماء بدلا من الماء كما يحدث أحيانا حتى فشت فينا الأمراض المزمنة الخطيرة وأراضينا التي تشتكي حالها الي الله نظرا لكثرة التلوث بمياه الصرف الصحي التي تروي بها.
والمصيبة الطامة " مواسير محطة الصرف التي تصب مباشرة في مصرف الزنار الذي توجد به محطة مياه الشرب التي نشرب منها والذي يصب مباشرة في ترعة غرب البلد التي تصب في النيل " يعني مش إحنا بس اللي هنتأذي دي مصر كلها هتتأذي " وخاطبنا رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي والذي جاء في جولة تفقدية للمحطة وأخبرنا أن المحطة تعمل بالتحلية الثلاثية التي تخرج المياه " زي المياه المعدنيه " وفي الحقيقة أتحداه أن يقوم بتحليل عينه من تلك المحطة وسوف يجد فيها كوارث من دماء حيوانات نافقة وميكروبات وسم قاتل، " حتي الخضار اللي بيطلع من أرضنا التجار بطلوا يشتروه علشان الدود اللي فيه.
ومن جانبة " أكد محمود عيسي " تاجر خضروات " أن جميع التجار امتنعوا بالفعل عن شراء محاصيل عرب المدابغ والتي يوجد بها الكثير من الأمراض خاصة الخضروات التي اكتشفنا بها كثير من الدود الضار بعد شرائها بساعات بمجرد تعرضها لأشعة الشمس وعن مياه الشرب " أنا بقالي أكثر من 5 سنين لم أشرب مياه عرب المدابغ وقطعة الأرض التي أملكها تركتها للقمامة أفضل من الزرع المسرطن "
" ابني عنده السرطان وفي معهد الأورام بين يدي الله " بتلك الكلمات بدأ " عم أحمد " كلامه والدموع تتساقط من عينية لتبلل لحيته الكثيفة ووجهه المنهك وجسده الضعيف حزنا علي فلذة كبده الذي يطارده الموت كل لحظة في انتظار جرعة كيماوي إما أن تحقق له الشفاء وإما يلقي بها ربه، بسبب محطة تحلية مياه الشرب المملوكة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط والتي تسحب طلمباتها المياه من الترعة التي تقع علي بعد أمتار ويفصل بينها وبين المحطة شارع 5 متر أسفله مواسير الموت التي تنقل المياه من الترعة إلي بطون الأهالي.
وناشد " عم احمد " الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لحل تلك المشكلات بعد أن طرقنا جميع الأبواب ولما يبقي لنا سوي بابكم آملين تلبية النداء والنظر إلينا بعين الرحمة لرفع تلك المعاناة عن كاهلنا بعد عذاب دام لسنوات طويلة خسرنا فيها الغالي والنفيس من صحتنا وفلذة أكبادنا
شحاته السيد
مدحت عرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق