سادت حالة من الاستياء بين أهالي محافظة أسيوط وخاصة حى غرب؛ بسبب بعض قرارات مديرية الأوقاف بالمحافظة بهدم أحد المساجد الشهيرة والأثرية وإعادة بنائه رغم كونه بحالة جيدة ولا يعانى أي تصدعات، في حين توقف بناء مسجد المجاهدين وإغلاقه لكثرة التصدعات بسبب ضعف الميزانية.
ويعد مسجد وجامع اليوسفى، أحد المساجد الشهيرة والعريقة التي تقع بنطاق المحافظة، والذي يمتد عمره لأكثر من 4 قرون ماضية، حسب أهالي المنطقة، ويقع الجامع بمنطقة العتبة الزرقاء بحى غرب مطلا على شارع كوم الغزاة.
ويقول الشيخ خالد جاد الله، أحد رواد المسجد، مقيم الشعائر به، إن المسجد حسب بعض الحجج تم إنشاؤه في رمضان من عام 1027هـ / 1618م في نفس عام إنشاء مسجد اليوسفى بملوى بمحافظة المنيا، والذي يقام على نفس التصميم وطريقة الإنشاء والتخطيط وأسلوب البناء المعمارى ويتخذ نفس الاسم، مشيرا إلى أن كليهما تم إنشاؤه على يد الأمير يوسف بك القيطاس، بداية القرن السابع عشر الميلادى.
ويتميز جامع اليوسفي بتصميمه المعمارى المتين كمسجد جامع يقع على مساحة تزيد على 1000 متر ويتكون مسقطه الأفقي من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة، التي تتكون من باكيتين من العقود المنكسرة تسير موازية لجدار القبلة وترتكز العقود على أعمدة ضخمة من الجرانيت يعد أحدها أثريًا في تصميمه.
ويتكون الجامع من محرابين المحراب الأول وهو الرئيسي يجاوره منبر الجامع الذي يجاوره محراب آخر صغير، وللجامع مدخلان الأول وهو المدخل الرئيسي ويفتح على شارع كوم الغزاة، أما المدخل الثاني فيفتح على درب العطارين بمنطقة غرب.
المسجد لا يعاني تصدعات
ويؤكد الشيخ خالد أن المسجد في حالة جيدة ولا يعانى من أي تصدعات، مشيرا إلى أن أعمدته وحوائطه تزيد في سمكها عن المتر ونصف المتر، كما أنه لا يجاوره أي مبنى من جميع الجهات مما لا يؤثر فيه وينبئ بسقوطه.
ويقول إن العقود المقامة بسطحه يتخطى عددها الـ1500 عقد من العقود المتينة المتماسكة والتي تباع حاليا بملايين الجنيهات وتم التقدم بعدة طلبات بوقف قرار هدم المسجد وإعادة بنائه كون ذلك يدرج تحت بند إهدار المال العام، حيث إن المسجد بحالة جيدة ولا يحوي أي شروخ.
ميزانية لا تكفى
ويشير محمد عبد العزيز، موظف بالمجلس المحلى بالمحافظة، إلى أن الأوقاف أكدت أن المسجد يدخل في خطة التطوير من خلال هدمه وإعادة بنائه بـ3 ملايين جنيه وهذا رقم زهيد للغاية كتكلفة بناء مسجد جامع تزيد مساحته على 1000 متر، مما يدخل الريب والشك في قلوبنا، خاصة أن هدم المسجد يخرج مواد تباع على الأقل بمليون جنيه.
ويؤكد أنه على مقربة منه يوجد مسجد المجاهدين الذي تم وقف بنائه بسبب قلة الموارد المالية ونقص الميزانية فإن كان الأمر يتعلق بخطة إعادة بناء 28 مسجدا حسب تصريحات الأوقاف فلماذا لم يتم بناء مسجد المجاهدين أولا الذي تم غلقه بسبب التصدعات والشقوق فيه عقب الأمطار والسيول الأخيرة منذ أكثر من 8 شهور ثم إعادة النظر في هدم مسجد اليوسفى الذي لا يعانى أي تصدعات على الإطلاق فهو فقط يحتاج لترميم أو أعمال تجديد إلا أن كانت تلك الأعمال «سبوبة للبعض».
ويضيف عبد العزيز أن المسجد يحوى عدة محال تجارية يمتلكها بعض التجار الذين لا يعرفون مصيرهم بعد هدم المسجد، كما أن الأهالي يتخوفون أن يتم هدمه وينتقص من مساحته عند إعادة بنائه أو يتم هدمه ويتوقف البناء لعدة سنوات بسبب نقص الميزانية التي لا تكفي حتى لتشييد قواعد 1000 متر، كما حدث في مساجد أخرى، وهذا المسجد يخدم جميع أهالي منطقة العتبة الزرقاء وما حولها.
أثرية المسجد
ويؤكد الحاج ناصر رشدى، أحد المالكين لمحل تجارى بجوار المسجد، أن المسجد يعود لـ4 قرون ماضية مما يجعله مسجدا أثريا، كما أنه يحتوى بمنتصفه على عمود من الجرانيت والرخام الأثرى المنقوش.
ويضيف أن المحافظة كانت تقيم جراج للسيارات بجانب المسجد وعندما تم الحفر عثروا على أعمدة أثرية بالأسفل من نفس نوع الأعمدة الجرانيتية بالمسجد، إلا أن هيئة الآثار لم تعلن عنها وتم إيقاف البناء للجراج، وجاءت هيئة الآثار للمسجد، ولكن لم تدرجه ضمن المناطق الأثرية بالمحافظة مما يثير الشكوك حول هدمه وإعادة بنائه من خلال المزادات والمعاملات وبعض المقاولين.
ايمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق