(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً
كَبِيراً)
وأوضح "مرزوق" لـ"فيتو" أن كيفية الضرب تكون بضربة خفيفة على سبيل العتاب والإنكار بحيث لا يترك الضرب أثرًا، كالضرب بالسواك ونحوه مما ليس أداة فعلية للضرب، وهذا أخرجه ابن جرير عن ابن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قلت لابن عباس ما الضرب؟ فقال: "بالسواك ونحوه"، لافتا إلى وجود فرق شاسع بين ما ورد عن ابن عباس وما يفعله الناس اليوم من الضرب الشديد وما إلى ذلك؛ موضحا أنه لا يكون الضرب الشديد بالعصا أو ما في مثلها.. وإنما يكون بالسواك فقط تعبيرا عن اللوم وإظهارا للعتاب ولا يجوز أن يكون بقصد الانتقام، وأن يبتعد عن الأماكن الحساسة كالوجه والرأس والقفا وما إلى ذلك.
وأكد أستاذ التفسير وعلوم القرآن، أنه من خلال ما تقدم نفهم أن إباحة الضرب الواردة في الآية الكريمة "وَاضْرِبُوهُنَّ" ليست على سبيل الإطلاق في كل الأحوال فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ضرب النساء فقال: لا تضربوا إماء الله، فجاء سيدنا عمر إلى النبي عليه السلام فشكى إليه تمرد النساء على أزواجهن في ذلك الوقت فرخص النبي بالضرب الذي هو على هيئة العتاب.. ففهم بعض الصحابة خطأ أن هذا ترخيص لمطلق الضرب فذهبت بعض الزوجات واشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عنف الأزواج فعندئذ غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكين أزواجهن ليس أولئك بخياركم.
ولخص ما سبق قائلا: هذا يشير بأن الضرب ليس مباحا على جهة الإطلاق بل هو ممنوع مطلقا على جهة الإهانة أو الإساءة أو الإيذاء وهو المعني في منع النبي بأول الأمر ثم رخص فيه على جهة العتاب.
وتابع "مرزوق" أن المبادئ العامة في معاملة الزوج مع زوجته تتمثل في ما يلي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائما على حسن المعاملة، وحض الشرع الشريف على الرفق في معالجة الأخطاء ودعى النبي إلى الرفق في الأمر كله فقال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
ونبه على أن النبي لم يضرب أحدا من زوجاته أبدا فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "ما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله..."، ولذلك يجب على الرجال الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق