قررت نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية، تحت إشراف المستشار المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، حبس عامل لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات فى التهمة المنسوبة إليه بذبح عجوز لسرقتها فى منطقة إمبابة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
وحسب ما جاء فى تحقيقات ومعاينة النيابة أن المتهم قتل الضحية بسكين وسدد لها 13 طعنة فى الرقبة والصدر والبطن، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة واستولى على مبلغ مالى 750 جنيهاً، وخاتمين وقرطها الذهبى، وترك صندوقاً خشبياً بداخله 33 ألف جنيه، وفر هارباً إلى قريته أبوتيج بمحافظة أسيوط، حتى ألقى القبض عليه.
التحقيقات: متهم «إمبابة» استولى على 750 جنيهاً من الضحية وترك 33 ألفاً
وأفادت تحريات مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن المتهم قتل الضحية لسرقتها لمروره بضائقة مالية وفشله فى دفع قيمة إيجار شقة كان يستأجرها بالعقار الذى تملكه الضحية.
بداية الواقعة كانت بتلقى اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغاً بالعثور على ربة منزل، 66 سنة، مقتولة داخل منزلها بإمبابة ملفوفة بسجادة داخل شقة بالطابق الرابع.
جرى تشكيل فريق بحث وتحر قاده اللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، والعميد إيهاب شلبى، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والمقدم محمد ربيع، رئيس مباحث قسم إمبابة، وتم فحص قاطنى العقار والمترددين على الضحية، وتوصلت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة عاملاً كان يستأجر شقة مملوكة للضحية، وفر هارباً بعد أن قتلها إلى محافظة أسيوط، مسقط رأسه، وتم ضبطه.
محمود الجارحى
جيهان عبد العزيز
---------------------------------------
اختار «أحمد.م»، بائع الروبابيكيا، الشاب الثلاثيني، الإثنين الماضي، موعدًا لقتل مالكة العقار الذي يقطنه، بعدما طالبته السيدة العجوز بسداد شهرين إيجار، فعاجلها بـ13 طعنة نافذة بأنحاء جسدها، قبل أن يسرق مشغولاتها الذهبية، ويفر هاربًا لمحاولة سداد ديونه، ويتأكد من موت «العجوز» قبل آذان المغرب وقبيل استعدادها للإفطار حيث كانت تصوم الاثنين والخميس كل أسبوع، وفقًا لروايات الشهود والجيران بمنطقة الإمام الغزالى في إمبابة بالجيزة.
حضر «أحمد»، قبل 8 أشهر من أسيوط، إلى منطقة إمبابة، باحثُا عن سكن يأويه وزوجته وأبنائهما الـ4، واستقر به الحال بمنزل المجني عليها (كريمة.ع)، 70 عامًا، وكتبا عقد إيجار شهري 350 جنيها.
وتقول أم بشرى، إحدى الجيران، إن المتهم بعد أيام من سكنه اضطر لإرجاع اثنين من أولاده إلى بلدته أبوتيج «ظروفه المادية ساءت، وأحيانًا كان يشتغل سباكًا، وبدأ في الاستدانة من الصنايعية، حتى كانوا ينادونه شبه يوميًا للمطالبة بمستحقاتهم».
سرعان ما دبت الخلافات بين مالكة العقار والمستأجر الجديد، والذي كان يماطل في دفع الـ350 جنيه مستغلاً كبر سن الحاجة «كريمة»، وبسكنها دون رفيق، كما تؤكد أم بشرى، أن المجني عليها زوجها توفي قبل 18 عامًا، ولم ينجبا، وترك لها عقارًا مكونًا من 4 طوابق، وأصبحت تعيش العجوز على إيجار شقتين من المنزل، ومعاشًا شهريًا من جهة عمل الزوج بوزارة الكهرباء، بخلاف مبلغ ماليًا كان وديعة باسمها في البنك (زوجها الله يرحمه سافر السعودية وكان جايب لها دهب كتير وسايب لها فلوس في البوسطة).
يوم الإثنين الماضى، هدّدت «كريمة» بائع الروبابيكيا:«هغير كالون الشقة لو مدفعتش الإيجار»، وفقًا لشهادة أحمد كمال، أحد الجيران، فاستعطف المستأجر مالكة العقار بالشارع: «يا ست حرام عليكٍ، حتى مراتي وباقي العيال روحوا البلد علشان معيش فلوس، آخر النهار إيجار الشهرين يكونوا جاهزين».
أطلقت «كريمة» وعيدها، وذهبت لأداء صلاة الظهر في مسجد النصر القريب من منزلها: «كل الصلوت كانت تؤديها في المسجد فيما عدا الفجر»، كما يروي «كمال»، حيث ألفت المجني عليها حياة الوحدة خصوصًا بعد وفاة والدتها أيضًا التي كانت تعيش معها بذات العقار محل الجريمة «يومها أصبح ما بين الصلاة في الجامع والجلوس أحيانًا في الشارع مع كبار السن».
بعد الصلاة جلست السيدة العجوز مع صديقتها المُقربة «أم كحيل»، روت لها خلافاتها مع المستأجر الجديد، هدأت الصديقة من روع العجوز: «الناس حالها صعب، وأبقى غيّري الكالون لو مدفعش»، استمعت «كريمة» إلى النصيحة، قبل أن تستأذن (المغرب قرب يؤذن، وأنا صائمة)، بحسب «أم كحيل»، فإن صديقتها المجني عليها كانت محل طمع (كانت ترتدي ذهبًا ولا تنفق من معاشها شئ ووحيدة).
تقابلت «كريمة» مع عامل تركيب دش، وطالبته بالصعود معها لتركيب طبق اشترته قبل أيام:«يا ابني تعال معاي ركب الدش، وأفطر معاي«، تروى أم كمال، إحدى الجيران، أن العامل رفض لارتباطه بعمل آخر (هبقى أعدى بعد ما تفطري).
فوجئت العجوز أثناء صعودها إلى شقتها بالطابق الثالث، بالمتهم «أحمد»، والذي أكد لها «أنا خلاص حضرت الفلوس»، ومع صعود المجني عليها إلى شقتها باغتها المتهم بخنقها بـ«إيشارب»، وتسديد 13 طعنة نافذة بسكين مطبخ، يقول «أحمد»، في تحقيقات نيابة إمبابة، إنه سرق (3 غواويش وخاتمين وعقد) كانت تريديهم الحاجة كريمة.
عقب الجريمة صعد المتهم بجثمان «كريمة» إلى الطابق الرابع الخالي من السكان، وغطى الجثمان ببطانية، واشتم الجيران بعد يوميين رائحة كريهة، فأبلغوا عدد من أقرباء مالكة العقار الذين أبلغوا الشرطة، يقول سيد رزق، أحد الجيران، إن الشرطة كسرت باب شقة المجني عليها فعثرت على صندوق داخله 30 ألف جنيه، ووجدوا الجثة بالدور الرابع (بس الدهب مش لابساه)
اشتبهت الشرطة في «مصطفى.أ»، أحد قاطني العقار، والذي كان متواجدًا وقت حضور الأمن، وأخلى سبيله عقب تأكيد الجيران بحضور المتهم، الأربعاء الماضي، وقال لهم (صاحبة البيت غيرت الكالون)، كما حكي «رزق»، وأن المتهم اشتبه به أكثر عندما وعد أصدقائه بسداد ديونه بعد أيام، كما أنه غفل عن سرقة أموال «العجوز».
محمد القماش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق