من خلال منشور على "فيسبوك"، علم مينا عاطف، بالبحث عن قبطي، كان اختفى بمياه النيل بأسيوط، بعد أن ضرب السيل دير الأمير تادرس الشاطبي، وهدم سوره المطل على النهر، فأراد الغواص أن يتطوع بمهمة العثور على جثمانه.
عصر الأربعاء الماضي، ضربت سيول وأمطار غزيرة، قرى محافظة أسيوط، مما أدى إلى سقوط سور دير الأمير تادرس الشطبي بقرية بنى شقير التابع لإيبارشية منفلوط في أسيوط، وفقدان مينا رفعت، أحد خدام الدير داخل مياه النيل.
منذ 14 عامًا، يعمل عاطف غواصًا، وحاصل على شهادات رسمية بذلك، لذا عندما علم بالبحث عن المفقود، أراد أن يشارك في فعل "خير"، كتب رقمه على "فيسبوك" مساء الخميس الماضي، وطلب بأن يساعده أحد في الوصول إلى أقارب الضحية، ليتواصل معه عمّ الخادم، ويدله على الطريق.
من الغردقة، استقل عاطف "سوبر جيت"، ليصل القاهرة في الثامنة صباح الجمعة، ومنها إلى أسيوط، إلى دير الأمير تادرس الشطبي، ليطلب من العميد أحمد حجازي، مدير إدارة الحماية المدنية بأسيوط، والذي أشرف على ثماني غواصين في موقع الحادث، أن يمنحه أدوات غطس، ويسمح له بالغطس رفقة رجاله، لكن العميد رفض ذلك كون عاطف ليس عضوًا في الحماية المدنية، موضحًا له أن الأمر لا يتعلق بكفاءته من عدمها.
لكن عاطف أراد المشاركة في تلك المهمة، لذا قرر البحث عن أدوات للغطس، لينفذ المهمة بمفرده، في مواعيد ليلية، لا يتوافر لقوات الحماية المدنية التواجد فيها، وكل ما همه أن يعطر على الخادم المفقود، قبل أن تعثر الحماية المدنية على جثمانه ظهر أمس السبت.
وتوفى مينا الأربعاء الماضي، بعد أن تدفقت المياه بغزارة من أعلى الجبل الشرقي إلى صحن دير الأمير تادرس الشطبي، وارتفعت عن سطح الأرض لأكثر من متر ونصف، لتغرق غرف الصلاة، فجرى مينا ومعه خادم آخر حاملين أدوات طرق ثقيلة، ضربوا بها في السور القبطي، في محاولة لفتح مكان تخرج منه المياه، بينما فشلت خطتهما، ونجحت المياه في اختراق سور الكنيسة المقابل للنيل، فهدمته السيول بشكل شبه كامل، وجرفت معها الخادمين، الذين عاما وسط المياه، وحاولا ألّا ينزلقا نحو النيل، نجح أحدهما في العوم، صعد فوق أفرع شجرة، فيما فشل مينا رفعت في الأمر، اختفى وسط المياه، قبل أن يتم العثور على جثته طافيًا أعلى المياه، ظهر أمس السبت.
احمد شعبان
محمد زكريا
اسلام فاروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق