الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

بالصور "أم أحمد" ست بـ100 راجل وزوجها "الحاضر الغائب".. سيدة أسيوط عملت فى بيع البرسيم والخياطة والكوافير لتنفق على 6 أبناء.. وتؤكد: بذلت الكثير حتى كبروا ومصر فيها 20 مليون "نحمدو"



"أم أحمد" قصة جديدة من أسيوط تضاف إلى جدراية كفاح نساء مصر من أجل تربية الأبناء بعدما تخلى الأب عن دوره ورضى لنفسه بأن يكون حاضرا وغائبا فى الوقت نفسه، تقول فى بداية حديثها لـ"اليوم السابع": "مصر فيها 20 مليون نحمده يا ريس، فيها 20 مليون ست شقيانة وتعبانة وبتربى ولادها وبتنفق عليهم وبتفنى عليهم عمرها سواء كان ذلك فى وجود الأب أو غيابه فالحياة صعبة وطلبات الأبناء لا تنهتى".

أم أحمد، مثلها مثل كثيرات من الأمهات والزوجات فمنهن من توفى زوجها، فتحملت مسئولية تربية أطفالها، أو منهن من انفصلت عن زوجها وأصبح كل منهما فى طريقه أو أنه على قيد الحياة ولكن يمثل دور الحاضر الغائب فى الحياة فوجوده لا يختلف عن غيابه، تاركا لها "الجمل بما حمل".

القصة بدأت مع "أم أحمد" منذ 22 عام، حينما تزوجت، وعاشت مع زوجها "زرق اليوم بيومه"، ومع الأيام رزقت "أم أحمد" بمولدتها الأولى "أسماء"، والتى أصبحت عبئا جديدًا على أسرة صغيرة تكاد تكمل عشائها نوما.

وقفت "أم أحمد" عاجزة أمام مصاريف الأسرة الصغيرة، والمكونة من 3 أفراد ومتطلبات الرضيعة وما كادت تدبر أمورها فى النفقات اليومية والضرورية كالطعام والشراب حتى رزقت بمولودتها الثانية "حسناء"، فاشتد الحمل عليها، ومن هنا قررت أن تخرج تشق طريق الكفاح فعملت فى جز البرسيم، والذى يتمثل فى ذهابها الأراضى الزراعية، وقطع البرسيم وترتيبه فى رباطات وبيعه بالربطة الواحدة، وبعدها كتب لها أن ترزق بـ"أحمد" فكانت تعين الأبناء على الذهاب للمدرسة وأثناء تواجدهم بالمدرسة تقوم بجمع البرسيم وتربيطه وعقده فى رباطات وبعد عودتهم من المدرسة يأخذون رباطات البرسيم ويقومون ببيعيها فى أنحاء القرية والمركز، ومن ثم يعودون مرة أخرى لمراجعة دروسهم وحل الواجبات المدرسية، وعلى الرغم من عملهم اليومى ومساعدة والدتهم فى العمل إلا أنهم استطاعوا أن يقطعوا شوطا فى التعليم.

وقبل أن تصل أكبر أبنائها إلى المرحلة الإعدادية، كانت قد أنجبت "يوسف" و"على" و"مايا"، ليزداد الحمل أضعافا مضاعفة عليها، الأمر الذى دفعها للبحث عن مجالات أخرى تساعدها فى توفير متطلبات الحياة، فاتجهت للعمل فى إحدى محلات الكوافير النسائى، ولما وجدت أن الأمر لم يأت ثماره فى الإنفاق، اتجهت لتعلم الخياطة، وبذلت مجهودا حتى ابنتها أنهت الأولى دبلوم التجارة، وأنهت الثانية تعليمها بالحصول على نفس المؤهل.

وعلى الرغم من أن الحمل قد أصبح أخف إلا أن الإنفاق على الصغار ازداد فلجأت "أم أحمد" إلى الاستعانة بابنتيها فى العمل، وأصبحن يدا واحدة حتى استطعن تعويض ما مر من تعب وشقاء طوال فترة السنوات السابقة، والتى كانت لهم فيهم بمثابة الأم والأب والأخت والصديقة فمنذ عدة سنوات أصبحت "أم أحمد" هى المسئول الوحيد عن الأسرة ونفقاتها والعائل الوحيد لأبنائها بعد أن تركها زوجها وأبنائه يواجهون مشاق الحياة ومصاعبها بمفردهم وهو بعيد ربما على حد قولهم وعلى الرغم أنها لا تزال زوجته يراقبهم من بعيد، إلا أنه تخلى عن دوره كأب أو كزوج.



تقول "أم أحمد" إن مصر بها المئات بل والآلاف مثل "السيدة نحمده" التى تعمل وتكافح، وأكثر من سيدة تعيش وسط المجتمع تعانى من القهر والذل، من أجل الحصول على لقمة العيش وتوفير حياة أقل ما يمكن أن تكون كريمة، فحتى فى الصعيد المجتمع الذى لا يخلو من نعرة الرجال والذكورة أصبح هناك العديد من الأسر تعانى من غياب الرجل، لتقوم المرأة بالدور المزدوج.

ضحا صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...