على غرار المثل الشعبى الدارج «الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا» كانت تدار الأمور داخل مشروع الثروة الحيوانية بأسيوط الذى ظل يمثل عبئا على ميزانية المحافظة طيلة السنوات السابقة بسبب سوء إدارة القائمين على المشروع وتلاعبهم فى الانتاج سواء رءوس الماشية أو حتى كميات الألبان المنتجة التى تضاعفت بشكل مثير للدهشة حتى إن العناية الألهية تدخلت لانقاذ 120 عجلاً حديث الولادة من النفوق فى سجلات الحكومة على يد مسئولى المشروع وذلك عقب تدخل اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط والمهندس نبيل الطيبى السكرتير العام المساعد لإنقاذ المشروع من الانهيار تماما.
البداية كانت مع جولة مفاجئة للمهندس نبيل الطيبى عقب توليه مسئولية الإشراف على مشروع الثروة الحيوانية كشفت عن حجم الفساد الذى يعانيه المشروع حيث بادر الطيبى بالتوجه نحو الدفاتر والأوراق التى ترصد حال المشروع طيلة السنوات الخمس الماضية وتبين له ان عدد رءوس الماشية لا تزيد ولا تنقص رغم طول هذه المدة وحينما استفسر عن الماشية التى تولد حديثا كانت المفاجأة فى رد أحد المسئولين عن المشروع بأنها تنفق وتبين ذلك من خلال الدفاتر المثبت بها ذلك رسميا وأكتشف الطيبى أن إدارة المشروع هى اللجنة التى تقرر نفوق الماشية من عدمه وهى من تنهى الإجراءات وتقرر نفوق المواليد عمدا فى سجلات الحكومة وعلى الفور تم عمل سيستم جديد وملف لكل رأس ماشية بالمشروع برقم مسلسل مدون على قطعة بلاستيكية توضع على أذن كل رأس ماشية وتم حصر الأبقار ورعايتها إلى أن وضعت جميعها وأنجبت 120 عجلا صغيرا حديثى الولادة لتتضاعف عدد رءوس الماشية فى خلال ثلاثة اشهر فقط إلى 820 رأساً فى حين لم تكن تتجاوز الـ 700 رأس ماشية بجميع المزارع طوال السنوات الخمس الماضية.
اما ثانى أغرب الوقائع داخل المشروع فكانت تتمثل فى كميات الألبان المنتجة من المشروع بالكامل التى كانت تقدر بكمية 300 لتر فى اليوم وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بعدد الأبقار الموجودة بالمشروع وبعد حصر الأعداد وصل اجمالى ما ينتج من ألبان داخل المشروع إلى 1500 لتر يوميا يتم طرحها فى الأسواق للمواطنين، أى نحو 45 ألف لتر شهريا ما يعنى ان الفاسدين كانوا ينهبون 36 ألف لتر شهريا. وأضاف اللواء جمال نور الدين اننا نستهدف خلال المرحلة المقبلة إعادة هيكلة مشروع الثروة الحيوانية وتحويله إلى مشروع إنتاجى ضخم لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمحافظة من اللحوم والألبان.
حمادة السعيد
وائل سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق