محمد ضحية جديدة للتفكك الأسري بمحافظة أسيوط، انفصل والديه عن بعضهما وتركا الطفل يواجه صعوبات الحياة، دون حضن أم أو نصيحة أب، تولت جدته المسنة رعايته بعد أن نزع والديه يديهما عنه، وظل الضحية يدفع ثمن أخطاء لم يرتكبها، حرم من التعليم، وعاش الخوف من المجهول، وعانى من ضيق العيش، حتى أصيب بمرض نفسي قهره.
وفي عام 2017 بدأ محمد رحلة العلاج بعيادة طبيب مخ وأعصاب، لكن وحدته وعزلته، كانت أقوى من المواد الفعالة الموجودة بالعقاقير، وحتى من جدته صاحبة الـ 81 ربيعًا، والتي أصبحت عبئا اخر لحاجتها لمعيل.
وهنا قرر محمد الهروب من الضغوط التي يواجهها، وأعد حبلًا وذهب به لمنزل قديم مخصص لتربية المواشي، وصنع مشنقة، وأقدم على الانتحار، لينهي حياته التعيسة التي بدأت فصولها بقرية دير شو التابعة لمركز أبنوب بأسيوط، وانتهت بمشرحة مستشفى المركز، ولم تكن قرية دير يوما ما حديثا للإعلام، لكنها ظلت قرية فقيرة، غاية ما يتمناه قاطنيها هو لقمة العيش وحياة مستورة.
تلقى اللواء جمال شكر، مساعد وزير الداخلية لأمن أسيوط، إخطارًا من المقدم عبد المجيد مختار، رئيس مباحث مركز أبنوب، يفيد انتحار "محمد.ث.ع"، 23 عامًا، فلاح، من قرية دير شو، دائرة المركز، لمروره بمرض نفسي، تحرر محضر بالواقعة، رقم 48 أحوال، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى أبنوب المركزي، وتولت النيابة التحقيق.
وأشارت تحريات المباحث، إلى أن الشاب المنتحر يمر بمرض نفسي منذ فترة طويلة، وأن والديه منفصلين، ووالده متزوج من سيدة أخرى، وأن جدته لأبيه، 81 سنة، هي من قامت بتربيته، وبسبب وحدة الشاب وغياب والديه عنه، تعرض لمرض نفسي، وبدأ في رحلة علاج منذ عام 2017، لدى طبيب أخصائي مخ وأعصاب، إلا أنه لم يستطيع تحمل مرضه فقرر التخلص من حياته، وأن الشاب أتى بحبل وأعد مشنقة في منزل مهجور لتربية المواشي وشنق نفسه.
وأكد مصدر أمني أن نتيجة التحريات الأولية أفادت بعدم وجود شبهة جنائية في وفاته، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة لتباشر التحقيقات، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
سحر فاروق الحمدانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق