نظم مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط تحت رعاية الدكتور مصطفى كمال رئيس الجامعة ندوة بعنوان " رؤية لمستقبل مصر بعد ثورة 25يناير " وأدارها الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير المركز .واستنكر السفير محمد رفاعة الطهطاوى مساعد وزير الخارجية الأسبق فى بداية الندوة حالة البطء ونقص الشفافية فى مصر حالياً وهو ما يعكسه أن استقالة زكريا عزمى من رئاسة ديوان رئيس الجمهورية منذ يومين فقط وكذلك البطء فى إجراءات استرداد الأموال المنهوبة مما دعا بعض الدول مثل بريطانيا كما علمنا إلى رفض طلب مصر بالتحفظ على الأموال وأعطى الفرصة للذين سر قونا لتأمين ما سرقوه وأشاد الطهطاوى بثورة 25 يناير مشيراً أنها أنزلت صنماً عن عرشه
وأرجعت للمصريين كرامتهم وعزتهم كما قللت أو قتلت مخاطر كثيرة منها الفتنة الطائفية وكانت الأساليب التى أعتمد عليها النظام السابق وتعتمد عليها حالياً الثورة المضادة وأوضح أن ثورة يناير قامت من أجل إقامة نظام ديمقراطى حر وأعطت فرصة لوجود هناك انتخابات حرة وخلقت منافسة حقيقة حول منصب الرئاسة مؤكداً على أهمية أن تستمر مسيرة المطالبة بالحرية كما دعا إلى ضرورة إنهاء الحكم الغير مدنى الذى يمكن أن يشكل مخاطر إذا ما طال الوضع الانتقالى تتمثل فى السقوط فى دائرة الحكم العسكرى ،
وأضاف أن مصر فى حاجة إلى حكومة مدنية منتخبة من الشعب بلا شرط أو إقصاء لأحد وأكد أن وسيلتنا للتقدم هى إقامة حكومة ديمقراطية حقيقية بالإضافة إلى تأكيد الهوية الحضارية المصرية (الهوية الإسلامية العربية) فالحضارة الإسلامية ليست ديناً فحسب وينبغى أن تكون هذه الهوية واضحة بغير لبس وينبغى أن تكون لنا رؤية مستقلة تبنى عليها إرادة وسياسة لتنفيذها ثم تطبيقها كما دعا إلى تبنى سياسة اجتماعية متوازنة تقوم على اقتصاد انتاجى مؤكداً على ضرورة عودة الدولة للإنتاج والسيطرة على القطاعات الرائدة فى الاقتصاد المصرى
وأكد السفير عادل الصفطى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن نجاح السياسة الخارجية ودورها يعتمد فى الأساس على سياسة داخلية قوية وفعالة وأشار إلى أنه يجب أن يكون فى مصر مشروع قومى يلتف حوله المصريون جميعاً كما حدث فى دول كثيرة فقد أعلنت الصين أن هدفها أن تكون صاحبة أعلى دخل قومى فى العالم فى غضون خمسين عاماًً وخلال 35 عاماً أصبحت الصين صاحبة ثانى أكبر دخل قومى ودعا أن يكون المشروع المصرى مرتبطاً بالتعليم ويستهدف مثلاً محو أمية المصريين خلال 10 سنوات كما يرى أن يلحق بمشروع التعليم مشروعات أخرى مثل مشروع للمياه.
وقال أنه تم سحب 11 ملفاً يخص السياسة الخارجية المصرية من وزارة الخارجية وإضافتها لملفات جهات أخرى ومنها ملف مياه النيل ، ملفات العلاقات العربية مما أثر بالسلب على هذه الملفات حيث لم يتعدى دور مصر على سبيل المثال بالنسبة لفلسطين دور ساعى البريد الذى ينقل الردود بين حماس والطرف الإسرائيلى ، كما انحصرت علاقتنا بإسرائيل على تلقى أوامر من الولايات المتحدة لصالح إسرائيل مدللاً على ذلك بملف الغاز والذى أقترح ضرورة معاودة التفكير الجاد فيه مشيراً إلى أنه إذا كانت إسرائيل تريد استيراد الغاز المصرى فلابد أن لا يتعارض ذلك مع الأمن القومى المصرى، وعن العلاقة بالسودان أكد الصفطى عدم وجود دور مصرى فى انفصال الجنوب عن الشمال رغم تأثير ذلك الانفصال على الأمن القومى المصرى وشجب موقف المتفرج أمام تكوين ميلشيات فى الشمال السودانى على أساس عرقى مشيراً أنه يجب التوقف عن هذه الممارسات وأن يقدر الجميع أن الأمن القومى المصرى شديد الارتباط بالسودان فالمياه فى السودان والعمق الاستراتيجى المصرى فى السودان ولا يجب أن نترك للسودان حرية التوسع الزراعى بلا موقف لأن ذلك من شأنه إحداث أزمة مائية فى السودان حيث تقوم السعودية وقطر مثلاً بزراعة 3.5 مليون فدان ، وهو ما يستهلك حصة السودان فى مياه النيل وعن علاقة مصر بإيران أكد الصفطى أنه لا توجد مصلحة لمصر فى معاداة إيران، فحتى الآن لم تخرج إيران عن معاهدة منع الانتشار النووى ولم تخصب اليورانيوم فلماذا نعاديها ويجب أن نعلم أن إسرائيل على المدى الطويل هى العدو الذى يجب أن نتلافاه ، كما يرى فى نفس الوقت ضرورة أن تكون عودة العلاقات بين مصر وإيران من الجانب الإيرانى لأنها هى التى قطعت العلاقات الدبلوماسية مع مصر .
.بينما أكد أ. عاطف الغمرى الكاتب الصحفى بالأهرام على حاجة مصر لمجلس متخصص للأمن القومى الاقتصادى لاستيعاب المتغيرات والمفاهيم والمعايير الجديدة على الساحة العالمية وهى حاجة فرضها تعدد تهديدات الأمن القومى والمصرى منها مشكلة مياه النيل، اقتحام دول غير عربية لساحة الأمن العربى، انقسام السودان مشيراً أن وجود مثل هذا المجلس يسمح باستشراف مثل هذه المهددات منذ بدايتها ومحاولة التصدى لها ، كما أكد على ضرورة إحياء كثير من المشروعات التى تم وأدها فى ظل فلسفة النظام السابق والداعمة لفكرة التوسع فى الاستيراد على حساب الإنتاج ومن هذه المشروعات المشروع القومى لتنمية سيناء والذى أنفق على البنية الأساسية له 13 مليار جنيه قبل أن يتم إلغاؤه بعد عامين إرضاءً لإسرائيل التى ترى فى تعمير سيناء تهديداً لأمنها فضلاً عن المشروع المقدم من وكالة الطاقة الذرية والتى أعطت مصر بموجبه منحة لإنتاج مبيدات آمنة للزراعة وبعد نجاح العلماء المصريين فى المشروع صدر قرار بوقف الإنتاج . يذكر أن الندوة تأتى فى إطار تفاعل جامعة أسيوط مع الأحداث والمتغيرات التى يمر بها الوطن إيماناً منها بدور صعيد مصر فى المرحلة الانتقالية الحرجة التى تعيشها البلاد وتوضيح الرؤية المستقبلية على كل الأصعدة من خلال الحوار بين فئات المجتمع المختلفة وأساتذة الجامعة وطلابها لمحاولة بلورة ملامح هذه الرؤية وتضمنت عدة محاور منها مصر الآن فى عيون العالم ، ماذا غيرت الثورة فى الشخصية المصرية ، أخلاقيات الثورة، مستقبل المشاركة السياسية فى مصر بالإضافة إلى رؤية للمشاركة فى الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ، ملامح مصر الحديثة بعد 25 يناير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق