ثم توجه بعدها إلى قرية بنى مر بلد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث ذهب إلى منزله وزار أهله، حيث استقبله أهل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بحفاوة وترحاب، ثم أعقب هذه الزيارات لقاءين منفصلين الأول بمركز أبنوب والآخر بمدينة أسيوط.
بدأ حمدين صباحى بعبارة أصبحت شعاراً يردده الحضور بعد الانتهاء من كلمته (لابد أن يحكم مصر واحد قراره من راسه، واكل قمحه من فاسه) ولا يحكم مصر رئيس يتلقى أوامره من البيت الأبيض أو الكنيست الإسرائيلى.
وقال فى البداية تحية لهذه البلد أسيوط التى قدمت لمصر أنبل وأشرف حاكم لمصر (جمال عبد الناصر) الذى عاش فقيرا ومات فقيرا، ونحن اليوم نحتفل باحتفالين عيد قيام السيد المسيح عليه السلام، وعيد قيام الشعب المصرى من الذل والهوان إلى الحرية والكرامة هذه القيامة التى قمتاها بسبب الشباب الطاهر وأرواحهم الشريفة.
وطالب صباحى بأن يكون هناك قانون لتحديد سلطات الرئيس، وأن يكون هناك قضاء مستقل، وأن يكون هناك طرق حساب للرئيس على تصرفاته منها الرأى العام والبرلمان، وأن يكون هناك محاكمة للرؤساء، مشيرا إلى أنه يهدف أن يكون النظام الرئاسى فى مصر لا هو رئاسى بحت أو برلمانى بحت، وإنما يكون رئاسى برلمانى أشبه بالنظام الفرنسى.
ووعد حمدين صباحى، المرشح لرئاسة الجمهورية، بتغيير مصر وجعلها فى مصاف الدول المتقدمة خلال 8سنوات، فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة، وذلك من خلال برنامجه الانتخابى الذى تضمن القضاء على الفقر، وعودة حقوق المواطنين، وتأسيس دولة مبنية على الديمقراطية والعدل الاجتماعى، واستقلال القرار المصري، وأن يأخذ الرئيس المصرى قراره من شعبه ليس من الكونجرس الأمريكى أو الكنيست الإسرائيلى، وأكمل صباحى أن الشعب المصرى يستطيع أن يبنى دولة متقدمة، فالشعب الذى تخلص من نظام الفساد والظلم فى 18 يوماً، هو نفسه الذى يستطيع أن يبنى مصر فى 8 سنوات.
ورداً على سؤال أحد المواطنين بأنه خذل أبناء دائرته عندما انسحب من الانتخابات البرلمانية السابقة، قال إنه قرر الانسحاب اعتراضاً على ما حدث من تزوير من قبل الشرطة والحزب الوطنى، فالانتخابات السابقة كانت مزورة بامتياز، وكان لابد من الانسحاب لكشف النظام الفاسد، واعترف أن أبناء دائرتى كانوا يريدون استمرارى ودخولى البرلمان، لكننى شرحت لهم سبب الانسحاب، وأن البرلمان ليس به معارضة، وأن الرجال الحقيقيين الذين به قد أطاحوا بهم، وأن أحمد عز كان يريد أن يستخدم التزوير فى إقصائى من الانتخابات لكى يقول إننى فشلت ولا توجد شعبية لي، لذا أردت أن أعطيه الصفعة الأولى، ودليل على صحة موقفى إعلان الإخوان والوفد انسحابهم فى اليوم التالى، وأصبح الموقف جماعياً.
وأضاف "صباحى": فُجر أحمد عز وجمال مبارك فى إدارة الانتخابات البرلمانية السابقة هى التى أخرجت المصريين يوم 25 يناير، وعن النظام الرئاسى قال: "أنا ضد نظام رئاسى يجعل من رئيس الجمهورية فرعونا، كما كان فى دستور 71، فمصر لم تعد تقبل أن يكون كذلك أو نصف إله، وأيضاً ضد أن يكون منصب رئيس الجمهورية مجرد منصب شرفى، مصر تحتاج رئيسا قويا لأنها تحتاج دولة قوية، أى أن تكون قوته فى عدله وإحساسه بالفقراء، ولا يطأطئ رأسه لى دولة أجنبية، ولا يكون رئيس مجلس أعلى للقضاء لأننى أريد استقلال القضاء، ولا رئيساً للمجلس الأعلى للشرطة، لكنه لابد أن يبقى قائداً أعلى للقوات المسلحة كى يكون شريكا أصيلا فى تطوير قواتنا المسلحة وتطوير أوضاعها وقدرتها على أداء مهامها، ولابد من برلمان قوى حتى يتثنى له محاسبة الرئيس، وأن يتم محاسبته مرتين، بالإضافة للبرلمان، مرة أمام الرأى العام والإعلام والصحافة والأحزاب والمجتمع المدني، وقضائياً بأن يكون لدينا تشريع جديد يستطيع محاسبة رئيس الجمهورية.
وطالب صباحى أن تكون الكفاءة فقط هى المعيار الرئيسى لاختيار القيادات والمناصب، والوظائف ولابد أن يلغى من قاموس مصر الوساطة والمحسوبية.
وأشار "صباحى" إلى أن مفتاح تطور مصر هو الشعب، لأنه الثروة الحقيقية لمصر، ولابد أن نهتم بالتطوير والبحث العلمى وأن يكون له أكبر موازنة فى الدولة.
وعن اتفاقية كامب ديفيد قال حمدين صباحى بالنسبة لهذه الاتفاقية أنا ضدها بالمرة، ولكن لا أفرض رأيى على الشعب، فقد انتهى نظام الرأى الفردى فتطرح هذه الاتفاقية على الشعب وعلى البرلمان، وليحددوا ما يصلوا إليه بالتعديل أو الإلغاء.
مضيفا ما أريد أن تعرفوه أنه لن يكون الرئيس المصرى كنزا إستراتيجيا لإسرائيل، فإن أراد الله سبحانه وتعالى وأصبحت رئيسا سأقوم فى البداية بقطع الغاز عن إسرائيل وفتح معبر رفح والجدار العازل ودعم المقاومة الفلسطينية.
ولابد أن يكون لدى مصر طاقة نووية، وسوف يكون هناك مشروعات لاستخدام طاقة الشمس التى تسقط أكبر نسبة أشعة على مصر، فعلينا أن نستغل هذه النعمة لتوفير طاقة نظيفة لمصر يمكننا تصديرها وتعود علينا بأموال طائلة لدعم الاقتصاد المصرى، وسوف نقوم بتحلية مياه البحر وغيرها من المشروعات.
وبالنسبة للفلاح سيكون من أهمم أولوياتى، وسوف يكون هناك صندوق وطنى لدعم الزراعة والفلاحين، وإذا كان بعض مالكى الأراضى الذين لا يجيدوا الزراعة وهناك من يستأجر هذه الأرض وأراد المالك بيعا سوف أقوم بشراء الأرض من المالك بسعر السوق وأملكها للمستأجر حتى يستمر فى زراعته.
وأوضح صباحى أن برنامجه الانتخابى سوف يكون مبنى على محاربة الفقر والفساد والبطالة، وسوف يكون هناك ارتفاع للأجور والمعاش، وسوف أحدد الحد الأدنى للأجور بـ1200 جنيه شهريا و600 جنيها، على أن يتم زيادتها بشكل تدريجى وتوفير بدل بطالة للغير عاملين.
وعن العلاقات الخارجية قال إن النظام السابق أهمل العلاقات الخارجية ودمر علاقاتنا الطبيعية والديموجرافية فأهمل البلاد الإفريقية والإسلامية، وأكمل صباحى، مشكلة الماء من أسهل الموضوعات نظرا لعمق العلاقة بين مصر ودول المنبع، فنحن نريد أن نصل ما قطعه النظام السابق وأن تعود هيبة مصر لمكانتها الطبيعية التى عرفت بها أيام عبد الناصر، ولابد أن تقوى علاقاتنا مع تركيا وإيران وبدلا من تكون علاقاتنا بالنسبة للدول الأوروبية تبعية تكون ندية ودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق