يعاني الآلاف من أهالي قري أسيوط من عدم قدرة المستشفيات الحكومية ـ إن وجدت ـ علي تقديم خدمة طبية مناسبة أو توافر أدوية كافية
مما يوجد حالة من المعاناة اليومية لآلاف البسطاء من سكان القري
باضطرارهم للتوجه إلي المدن علهم يجدون ضالتهم وينقذون مرضاهم. فرغم أن محافظة أسيوط تعد قبلة الصعايدة الصحية, فالمحافظة يوميا تستقبل مئات الزائرين من المرضي وأهاليهم في المستشفيات الجامعية والخاصة أو عيادات كبار الأساتذة,
حيث أصبح الوضع الطبي في أسيوط يمثل مأزقا حقيقيا للمسئولين ومتخذي القرار فلا مكان للفقراء لينالوا رعاية صحية مناسبة داخل العيادات الخاصة التي يصل سعر الكشف العادي إلي مئات الجنيهات.
ففي مستشفيات القري يشبه المشهد فيها أفلام الأشباح والأساطير التي تسكن الأماكن المهجورة,
فمثلا مستشفي قرية المعابدة التابعة لمركز أبنوب ورغم فخامة المبني الجديد للمستشفي لايوجد به إلا طبيب واحد وعدد قليل جدا من هيئة التمريض,
وتخلو صيدلية المستشفي من أدوية كافية, حيث تقع القرية في حضن الجبل الشرقي ويربو عدد سكانها علي مائة ألف نسمة ولايوجد بها الحقن الخاصة بلدغ العقارب والثعابين, ولا يوجد أيضا حقن التيتانوس.
وفي قرية موشا التابعة لمركز أسيوط تم تحويل مستشفي التكامل إلي مركز لطب الأسرة رغم احتياج الأهالي لرعاية طبية يومية.
خاصة بعد ارتفاع عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي والسرطان وانتشار الأوبئة بعد أن أثبتت التحاليل اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي مما فاقم الأزمة الصحية داخل القرية
ولجوء المرضي لمستشفيات مدينة أسيوط التي تعاني من تكدس المرضي بها وتضخم أعدادهم بما لا يتناسب مع عدد أطقم الأطباء والممرضين.
ورغم المجهودات التي تبذلها مديرية الصحة بأسيوط إلا أن الوضع يحتاج لإعادة تقييم لرفع المعاناة عن أهالي القري بتوفير أدوية كافية وتعيين عدد من الأطباء لسد العجز, وتكثيف المتابعة والمرور الدوري علي تلك المستشفيات وتغيير إداراتها ونظم العمل بها إن استلزم الأمر,
يأتي ذلك في إطار تخاذل لجان الصحة بالمجالس الشعبية المحلية بالقري والمراكز مما أثر علي جودة الخدمة والرعاية الصحية وأدي إلي تدهور حال المستشفيات وزيادة الاحتقان لدي المواطنين بالقري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق