الأربعاء، 22 يونيو 2011

د. لميس الحديدى :: تكتب عن تنفيذ م حكم الإعدام رمياً بالرصاص فى مأمور بندر أسيوط.. للبكباشى «محمد كامل محمد» يوم 10/6/1919


اليوم هو الثلاثاء الموافق 10 يونيو لعام 1919.. المكان: بندر أسيوط نفذ اليوم حكم الإعدام رمياً بالرصاص فى مأمور بندر أسيوط.. البكباشى «محمد كامل محمد».. والتهمة تحريض المتظاهرين بالهجوم على الجنود الإنجليز وتسليح الثوار ببنادق البوليس والخفر يوم 23 مارس 1919 وهو يوم الهجوم الشديد الذى وقع ضد الحامية البريطانية فى أسيوط.. ومات مأمور أسيوط شهيداً وطنياً وكان من أفضل الموظفين استقامة وخلقاً، وبالتأكيد من أكثرهم حباً فى الوطن.

وفى دير مواس وهى إحدى مراكز المنيا هاجم الصعايدة القطار الذى كان يحمل ضباطا وجنودا إنجليزيين وقتلوا منهم ثمانية من كبار الرتب.. وتمت المحاكمة وأعدم عدد من الأهالى وحكم على مأمور مركز دير مواس وملاحظ المركز بالجلد والسجن 15 عاماً بتهمة مساعدة المتظاهرين فى قتل الجنود الإنجليز.. وغير هؤلاء الكثيرون من جميع مراكز مصر من رجال الشرطة الوطنيين الثوار والذين سجنوا من 5 إلى 15 عاما أشغالا شاقة بتهمة «الوطنية»..


وفى «زفتى« المدينة الشهيرة بالحدث الشهير جداً «جمهورية زفتى» أعلن أيام ثورة 1919 «يوسف الجندى» استقلال «زفتى».. وجمع من شباب زفتى الثائر المستنير ومعهم أخوه «عوض الجندى» وهو بالمناسبة والد الطبيب الشهير الماهر د. سيد الجندى جراح المخ والأعصاب.. وألفوا لجنة للثورة وطبعوا المنشورات فى مطبعة «محمد أفندى عجينة».. وأصدروا جريدة اسمها «الجمهور» وطبعت أيضا فى مطبعة عجينة، وصنعوا علما خاصا لزوم الاستقلال.. واشتهر فى هذه الأحداث يوسف الجندى وعوض الجندى ومطبعة «عجينة» وقهوة «مستوكلى» مقر اجتماعات الثوار من أهل «زفتى»، ولكن ربما قليلون جداً يعرفون »إسماعيل بك محمد» مأمور مركز «زفتى» الذى تعاون مع الثوار بصفة غير رسمية وشاركهم فى كل شىء وتركهم يتولون السلطة وألف معهم لجانا فرعية للأمن وتحصيل العوائد والضرائب وتشغيل العمال العاطلين فى إصلاح البلدة وردم المستنقعات..


وعاش أهل زفتى أياماً من الحلم الرائع، إلى أن جاء الجنود الأستراليون وكانوا مميزين بشدة الجهل والشراسة والهمجية ويحكى أن أحدهم قال: «إنه جاء إلى مصر ليحررها من المحتلين المصريين لتعود حرة إلى سكانها الأصليين من الإنجليز»، وحاصر هؤلاء الهمج «زفتى» وبدأوا يعدون «العدة» لاقتحامها.. وحفر الأهالى الخنادق حول البلدة أو الجمهورية الصغيرة وحاولوا الاستعداد بالسلاح فى حدود الإمكانيات المتواضعة، ولكن رأى المأمور البكباشى «إسماعيل بك محمد» أن القوة التى تحاصر زفتى رهيبة ومسلحة بالمدافع والعدد الهائل، فأسرع لمقابلة قوادهم وعرض أن يتوسط بينهم وبين الأهالى بشرط أن تترك له إدارة البلدة تماماً.. فى سبيل أن يتركهم ليبحثوا بحرية كاملة عن الثوار ويقبضوا عليهم بكامل حريتهم.. ودخل الجنود وفتشوا «زفتى» شبراً شبراً وأعلنوا حظر التجول ولم يجدوا من لجنة الثورة أحداً وفى هذه اللحظات كان يوسف الجندى وعوض الجندى على رأس مظاهرة تصرخ باسم «سعد» والثورة فى شوارع القاهرة.

وفى ليلة 24 يناير لعام 1952 سارت طوابير من الدبابات والمصفحات ومدافع الميدان وحاصرت مبنى محافظة الإسماعيلية وثكنات جنود الشرطة «بلوكات النظام» وتلقى الضباط المصريون إنذاراً باسم بريجادير «إكسهام» قائد القوات البريطانية يأمرهم بتسليم أسلحة قوات الشرطة المصرية والجلاء الفورى عن الإسماعيلية، وإخلاء مبنى المحافظة وثكنات الجنود وترك الأسلحة بالداخل.. وصل الإنذار إلى اللواء «أحمد رائف» قائد الجنود، و«على حلمى» وكيل المحافظة، ورفضا فوراً واتصلا بفؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية فى السادسة صباحاً وجاء الرد: القوة بالقوة والصمود حتى آخر طلقة رصاص.. وبدأ قتال دموى.. شرس.. رهيب بين الإنجليز بالدبابات والمصفحات والمدافع وسبعة آلاف جندى وبين ثمانين جنديا بمبنى المحافظة وثمانمائة بالثكنات وسلاحهم بنادق لا غير.. وقاد معركة المحافظة «اليوزباشى» مصطفى رفعت، ومرت ساعات كالجحيم بين الهدم والتدمير والحرائق والموت والنسف، وبين البطولة والشرف والاستشهاد، وفرغت ذخيرة الأبطال وكان لا مفر من الاستسلام إنقاذاً للجرحى.


واستشهد فى هذه المعركة واحد وخمسون وجرح ثمانون أضيفوا إلى شهداء معارك القنال والسويس.. هذا أقل القليل من تاريخ الشرطة المصرية الوطنية المشرف لشعب لم يبخل على وطنه بالشهداء منذ فجر التاريخ حتى الخامس والعشرين من يناير 2011.. وعندما تعرف عدد شهداء الشرطة فى الأحداث القريبة سيكلل تاريخ الشعب بالمزيد من أكاليل الشرف للشهداء المصريين من الشعب والجيش والشرطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...