الأربعاء، 24 أغسطس 2011

احمد بهاء مدير التعليم الذي كشف تسريب الامتحانات يتحدث للمرة الأولى : «أمن الدولة» بدل أوراق الإجابة لأبناء 5 لواءات في كنترول أسيوط محافظ المنيا هددني بقوله : خليك بعيد عن أولاد قيادات الشرطة مش هيسبوك .. والوزارة قالت لي : "لم الموضوع"



للمرة الأولي وفي حوار صريح كشف أحمد بهاء مدير مديرية التعليم بالمنيا سابقا، والمبلغ عن احداث تسريب امتحانات الثانوية العامة في 2008 ورئيس قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم حاليا تفاصيل مثيرة خاصة بأحداث تسريب الامتحانات.

وكشف بهاء  ومدي تورط المسئولين في أحداثها من البداية إلي النهاية وعلي رأسهم محافظ المنيا السابق أحمد ضياء الدين وعدد من قيادات أمن الدولة المنحل ومديرو الأمن بمحافظات الصعيد.. إلي نص الحوار.

لماذا لم تتكلم خلال السنوات الماضية؟


ــ صمتي كان له سببان أولهما موضوعي وآخر شخصي، الشخصي أنني كنت واقعًا تحت تهديد من عدة جهات ولو كانت موجهة لشخصي فقط ما كان منعني شيئًا ولكن أن تمتد لأولادي ومستقبلهم وهم أساتذة في الجامعة من المعروف طبعا أن لا إحد يعمل في هذه المناصب إلا بعد عدة موافقات عليه من الجهات الأمنية.

هل تقصد أن جهاز أمن الدولة هددك أنت وأولادك؟


ــ كانت هناك منظومة متكاملة تهددني وكانوا يهددوني بأن هناك اشياء لو اقتربت منها ستكون هناك أزمة، وياليتني كنت اعرفها كنت سأقولها وكانت ستغير مسار القضية ولكنني علمتها متأخراً جدا.

ما السبب الموضوعي؟


ــ هو أن القضية أحيلت للقضاء فاحتراما مني لأحكام القضاء سكت ورغم ان القضية لم يحكم فيها حتي الآن لكنها محجوزة للحكم في المحكمة التأديبية فالكلام الآن لن يقدم ولن يؤخر، ولأن لدي خصومي قناعة تامة بأني أشرف منهم لأني لم اصمت رغم انه طلب مني عن طريق محافظ الاقليم والوزارة أن اسكت ولكني لم استمع لهم واستمعت لصوت ضميري الذي لم يستطع أن يتحمل صرخات سيدة بسيطة حضرت لمكتبي الساعة السابعة ونصف صباحا باكية وقالت لي أنها باعت ذهبها و تليفزيونها علشان تعطي دروس لابنيها اللذين كانا يدرسون في الثانوية العامة وصرخت: "ولادي طافحين الدم والامتحان مع أولاد الاكابر من بالليل حرام عليكم ربنا ينتقم منكم".

هل اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا السابق كان له دورفي القضية؟


ــ هو للاسف الشديد دكتوراة في القانون «احنا عارفين أنها اتاخدت من منازلهم» لكن كل تصرفاته كانت غير قانونية لأني ذهبت استنجد به بعد موضوع التسريب وقالي في حضور سكرتير عام المحافظة بالحرف الواحد: "يا أحمد يا بهاء ابعد عن أولاد لواءات الشرطة احسن مش هيسبوك".


قلت له: أنا جاي أستنجد بسيادتك وانت بتنصحني ولا بتهددني ولا ايه بالضبط؟

 قاللي: سميها زي ما تسميها انا انتمائي الاول والاخير للمؤسسة الأمنية وحبيب العادلي أستاذي.

ماذا كان موقفك؟
ــ أنا لم أخف منه وألغيت 12 امتحانا لأولاد رتب في الداخلية الذين ضبطوا يمارسون الغش لكن في ناس من ديوان الوزارة ألغوا قراري باعتباره قرارا مبدئيا، أنا ألغيت امتحان طالب لأنه مزق ورقه اجابته لأن جنازة والده كانت وقت الامتحان (وضميري تعبني لحد النهارده) والوزارة اعتمدت قراري.. لكنها ألغت قراري الخاص بأبناء اللواءات، لو كان ابوه بقي في مجلس الشعب او عمه في الشوري هتبقي حكايه مختلفة.

ماذا كان موقف الوزارة؟
ــ يزعمون أني لم أقل، للاسف الشديد كانت هناك ثقة فأنا عندما اتحدث إلي رئيس عام الامتحانات وهو مساعد أول الوزير لن اسجل له ولكن بعد ذلك زعموا أني لم أقل لهم بمنتهي الخسة وهذه المشكلة في التعامل مع الرؤساء لانه عندما يطلب مني رئيسي شيئًا لن أقول له اكتب لي ورقة.

انا أبلغت الوزارة والمحافظ من اول يوم ومر يوم اثنان ثلاثة وبدأ الاعلام يتكلم وانتشر الموضوع بدأ من يوم الأربعاء وقتها ارسلت استغاثة إلي المحافظ والوزارة ورئيس مباحث امن الدولة في المنيا ومدير الامن ومعي كل هذه الاوراق وفوجئت بأنهم لم يردوا علي ومن رد قال لي اسكت وطنش ومصر كل يوم بتحصل فيها مصيبة تغطي علي المصيبة اللي قبلها، كما أخذت رأي رضا أبوسريع رئيس عام الامتحانات وقال لي «حاول تلم الموضوع».

كيف تم القبض علي المسربين؟
ــ نزلت يوم الاربعاء وبعد أن أبلغت كل هؤلاء ومتوقع ان اجد الأمن في كل مكان ولكنني لم أجد أحد، الأمن الذي يأخذ 500 جينه مكافأة عن تأمين أعمال الامتحانات من أقل رتبة إلي أعلي رتبة بما فيها مساعد أول وزير الداخلية من موازنة الوزارة ومديرية التعليم وينحصر دوره في تأمين اللجنة من وقت نزول الاسئلة إلي بدء الامتحان واثناء الامتحان نفسه، وكنت أزور لجنة السجن واتصلوا بي وقالوا إن الامتحان يباع في المنيا فذهبت وكانت الساعة 30:7 صباحا إلي المكتبة التي تقوم بالتصوير ورميت نفسي علي الماكينة وابلغت الأمن الذي جاء بعد 20 دقيقة رغم أن هناك ضباطًا كانوا واقفين يضحكون علي حيث لم تكن لي سلطة أو ضبطية قضائية لو كان أحد من العاملين ضربني أو قتلني مكنش يبقي ليا دية.

وكيف سارت التحقيقات في القضية؟
ــ في إحدي الليالي كنت عند عبد الرحمن مرزوق المحامي العام بالمنيا ودخل رئيس النيابة وقاله يا فندم هذه الاسماء جائت في القضية فرد عليه قائلاً: اللي يجي اسمه هاته لأنه كان راجل محترم ولكني فوجئت ان القضية أحيلت في ثاني يوم إلي القضاء رغم اني عرفت ان النيابة في طريقها لاستدعاء أسماء كبيرة وانا اعتقد أن هناك ضغطًا حدث حتي لا تستكمل النيابة تحقيقاتها.

قلت إن هناك أجزاء في القضية لم يعلن عنها مطلقا ما هي؟
ــ كان هناك خمسة أبناء لرتب في الداخلية منهم مدير الأمن لمنطقة شمال الصعيد اللواء احمد سمك الذي حصل علي موافقة من رضا أبوسريع مساعد أول وزيرالتعليم ليؤدي ابنه الامتحان في المنيا بدلا من القاهرة قبل الامتحان بعدة أيام فقط مخالفا للقانون ودون ان أدري.

هؤلاء الخمسة كان الامتحان يأتي لهم مساء ويأتي مدرس متميز من الدروس الخصوصية 30:6 صباحا مع ضابط امن دولة في احدي الشقق ويقوم بالاجابة عن الامتحان وتكتب هذه الإجابات بخط الطلاب في خمس ورقات إجابة و ما اسهل الحصول عليها ويأخذونه في ظرف ويذهب الطلاب الي لجانهم حتي لا يتم تحرير استمارة غياب لهم في حين يأخذ الضابط الاجابات ويذهب الي كنترول اسيوط حيث يتم تبديل اوراق الإجابة بالصورية التي كتبها الطلاب في اللجنة.

هل تعني أن الأجهزة الأمنية اخترقت كنترول اسيوط ؟
ــ الكنترولات مؤمنة بواسطة الداخلية خارجيا ولهم غرفة داخلية لا يوجد عامل يمكن انتدابه للعمل في كنترول إلا بعد الحصول علي موافقة أمنية وجميع تشكيلات الكنترولات ولجان الإدارة لابد أن يوافق عليها أمن الدولة، وإذا رفض أي شخص طلباتهم كان هيروح في داهية.

كيف وصل الامتحان إلي الشارع؟
ــ هذا هو السؤال الذي لم يسأله أحد حتي الآن إذا كان هناك قيادات تخاطر بمستقبلها وتتحمل المسئولية الأدبية في مقابل الحصول علي الامتحان لابنائها فكيف وصل الامتحان إلي الشارع ويباع بـ25 قرشا، الحقيقة انه جهاز امن الدولة في المنيا الذي كان يخدم محافظ الإقليم وفي هذه المرحلة كانت قد انفجرت أحداث أبو فانا في ملوي ثم احداث طائفية أخري في سمالوط فبدأت المنيا يخيم عليها جو طائفي فكان لابد من توجيه الرأي العام الي قضية أخري.

ماذا حدث بعد رحيل يسري الجمل؟

ــ جاء احمد زكي بدر قال له البعض ان كنت انت تنصف المظلوم فانظر في مشكلة احمد بهاء وقال هشوف وثاني يوم سالهم احمد بهاء ده بتاع الثانوية العامة، دي الداخلية كلها غضبانة عليه أنا لو اطول اعلقه علي باب الوزارة إلي أن جاء داحمد جمال الدين وزير التعليم الحالي انتدبني رئيسا لقطاع الكتب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...