الأربعاء، 24 أغسطس 2011

البقاء لله :: وفاة الفنان كمال الشناوى عن عمر يناهز 90 عاما


توفى فجر امس  الاثنين الفنان المصرى كمال الشناوى بعد رحلة مع التمثيل قدم خلالها عددا من الأفلام البارزة فى تاريخ السينما المصرية ، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عقب صلاة ظهر اليوم من مسجد مصطفي محمود بالمهندسين.

وظل الشناوى فى صراع مع المرض ليضع الفصل الأخير فى ظاهرة الممثل الذى احتفظ بتألقه وحضوره الفنى على الشاشة السينمائية لمدة تصل إلى 62 عاما قدم خلالها أكثر من مائتى عمل فى السينما والتليفزيون."


ولد الشناوى يوم 26 ديسمبر عام 1921 بالمنصورة

وعمل مدرسا لمادة التربية الفنية (الرسم) بالمدارس الثانوية كما مارس الفن التشكيلى ثم تفرغ للتمثيل حيث كانت بدايته السينمائية عام 1947 فى فيلم (غنى حرب) للمخرج نيازى مصطفى (1911 - 1986) ومن آخر أفلامه فهو (الواد محروس بتاع الوزير) عام 1999 مع الفنان عادل إمام وبعده قدم فيلم ظاظا رئيس جمهورية مع الفنان هانى رمزى.

والشناوى الذى قام ببطولة عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية أخرج فيلما واحدا عام 1965 عنوانه (تنابلة السلطان).


وتنوعت أعماله مع مراحله العمرية إذ كانت أفلام البدايات تميل إلى الخفة أمام إسماعيل يس ثم اتجه لأعمال تحتاج جهدا تمثيليا منها (اللص والكلاب) و(المرأة المجهولة) و(حبى الوحيد) و(الهارب) و(العوامة 70) وفى السنوات الأخيرة كان يفضل اختيار أدوار ذات طابع كوميدى كما فى فيلمى (الإرهاب والكباب) و(طأطأ وريكا وكاظم بيه).


وقدم الشناوى أفلاما أمام عدد من المطربات مثل شادية وصباح وليلى مراد التى شاركها بطولة فيلمى (من القلب للقلب) و(الحبيب المجهول).


وفى الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون خمسة أفلام شارك فيها ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية وهى (أمير الانتقام) و(اللص والكلاب) و(المستحيل) و(الرجل الذى فقد ظله) و(الكرنك).


وقام الشناوى ببطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية من بينها (زينب والعرش) و(هند والدكتور نعمان) و(أولاد حضرة الناظر) و(لدواعى أمنية) وآخر مسلسل شارك فيه كان بعنوان (آخر المشوار).


ذات يوم من أيام الخمسينات، من القرن الماضى، كان الفنان القدير كمال الشناوى هو (فتى الشاشة الأول) الذى تطارده المعجبات والشائعات، حتى إن صحف ذلك الزمان أوقعته فى غرام الفنانة الكبيرة شادية، فما كان منه إلا أن تزوج شقيقتها (عفاف) ليخرس الألسنة ويبدد الافتراءات، فكان مصير هذه الزيجة الفشل الذريع!.

وفى خزانة ذكريات الفنان الراحل حكايات وحكايات، وفى جعبته العديد من القصص الطريفة والتى سجلها محبوه ومعجبوه على صفحة خاصة بالنجم الكبير على الفيس بوك.


والفنان القدير اسمه الثلاثى محمد كمال الشناوى، من مواليد 28 ديسمبر 1928 نشأ بداخل أسرة ميسورة الحال بمدينة (المنصورة) التى قضى فيها أجمل سنوات الطفولة والمراهقة، وساهمت هذه المدينة الجميلة فى تكوين شخصيته، وكان أباه يتميز بالشدة فى تعامله معه، ولكن كان يعوض شدته والدته وحبها الجارف له.


منذ طفولته وهو عاشق للفن، والمفاجأة أنه لم يكن يعشق التمثيل بل كان يرغب فى أن يصبح مطرباً أو فناناً تشكيلياً.


فقد كان أحد أعضاء فرقة المنصورة المسرحية واكتشف أساتذته أن لديه موهبة فى فن الإلقاء والخطابة بشكل مميز، ولم ينس الشناوى حتى آخر أيامه الأستاذ عبد العزيز سيد، مدرس اللغة العربية، الذى جعله يحب التمثيل من خلال إسناد بطولة عمل مسرحى على مسرح المدرسة، ورغم هذا كان عشقه للفن التشكيلى والتصوير يسيطر عليه بشكل كبير، هذا إلى جانب الغناء طبعاً.


بداية عشقه لفن التمثيل كان فى الجامعة التى التحق بها، حيث أتاحت له فرصة وجوده بالقاهرة والتردد على الأماكن التى يتجمع فيها الفنانون وفى مقدمة هذه الأماكن كان محل (الجمال) بشارع عدلى بوسط القاهرة الذى كان أشهر الأماكن التى يتردد عليها نجوم الفن.


ولأن القاهرة هى قلب الفن كان يحرص على دخول دور العرض بصفة منتظمة ومتابعة الأفلام الجديدة، وكان يستمتع وهو يقف أمام أبواب المسارح ويشاهد نجوم المسرح الكبار ومنهم يوسف وهبى وسليمان نجيب وعبد الوارث عسر وفاخر فاخر وحسين صدقى وآخرين، وكانت أولى التجارب الحقيقية له كممثل وهو فى الكلية حينما حضر عملاق المسرح زكى طليمات ليخرج إحدى المسرحيات وحدثت المفاجأة باختياره لكمال الشناوى من بين الطلبة ليقوم ببطولة إحدى المسرحيات ضمن أنشطة الكلية، وبعد العرض ربت الرجل على كتفه وقال له جملة لم ينسها الشناوى أبدا، وهى أنه موهوب ومميز وينتظره مستقبل جيد بشرط أن يركز فى التمثيل، وكان لهذه الجملة أثر بالغ على نفسية الشناوى، حيث غيرت اتجاهاته وجعلته يركز كل أحلامه فى هذا الفن دون غيره، خاصة أنه كان يجيد تقليد أصوات الممثلين وكان لإتقانه لتلك الموهبة طرائف ونوادر.


ومن هذه الطرائف أنه نجح ذات يوم فى الحصول على رقم تليفون المطرب الكبير عبد الغنى السيد الذى كان لامعاً جداً فى هذه الفترة، وهاتفه وقلد صوت امرأة جميلة تبث إعجابها به وتتمنى أن تراه فوقع عبدالغنى فى (المصيدة) وحدد له الشناوى مكان اللقاء فى شارع عماد الدين وذهب فى الموعد المحدد ووجده واقفاً ينتظر وراح يراقبه من بعيد ثم تقدم منه وسأله إن كان ينتظر سيدة جميلة فأصيب عبدالغنى بالدهشة، وقال له الشناوى إنها (لن تحضر) ثم أسرع للاختفاء من أمامه، وبعد مرور بضع سنوات بعد أن أصبح نجماً قابل عبدالغنى السيد فى بيت أنور وجدى وذكره بالحكاية فانفجر ضاحكاً.


وكان الشناوى يبتدع طرقاً وأساليب مثيرة لكى يتعرف بمخرجى وفنانى السينما، حيث كان يتوجه إلى مقهى (الجمال) بصحبة أحد زملائه، والذى كان معروفا وسطهم بالتأنق والاهتمام بمظهره ووسامته لأقصى درجة، وعلى إحدى الموائد كان يجلس أكبر مخرجى مصر فى هذه الفترة فطين عبدالوهاب وصلاح أبو سيف وحسين فوزى وكمال الشيخ، فكان يدخل المقهى أو المحل ويسير أمامهم كأنه يبحث عن شخص ما ويظل فى حالة ذهاب وعودة ببطء دون أن ينظر نحوهم، ثم يجلس على إحدى الموائد بحيث يصبح ظهره لهم، ثم يأتى زميله ويتقابلان بالأحضان ويجلس فى مواجهتهم وينقل له الزميل تفاصيل ما يحدث، ثم يقوم ليسير أمامهم فى حركات استعراضية وخطوات واثقة كأنه ذاهب للتحدث فى الهاتف أو أى شىء آخر، حيث كان واثقاً أنه شاب (حليوة)!


ونجحت طريقته مع المخرج حسين فوزى، الذى استوقفه وسأله (هل تحب أن تعمل بالسينما)؟


إلا أن الشناوى رغم سعيه للسينما رفض العرض لأنه كان عنده يقين فى قدراته وثقة فى أن السينما قادمة لا محالة، وبعد فترة بدأ يتردد على مقهى آخر بشارع الألفى، وفى هذا المقهى تعرف على الممثل عبدالعزيز أحمد واقترب منه بشدة وكان يستعد لتقديم مسرحية للجنود فى تجمعاتهم الميدانية، وأسند بطولتها للفنانة درية أحمد والدة الفنانة المعتزلة سهير رمزى، وعرض عليه الاشتراك مجاناً فى المسرحية من خلال فصل واحد ووافق، ثم التقى بعد هذا بالفنان زكى طليمات مرة ثانية، وقدم له عرضاً وهو العمل بالفرقة القومية مكان أنور وجدى الذى كان قد ترك العمل بالفرقة بعد أن انطلق سينمائياً، وكان هناك شرط مهم لكى يعمل بالفرقة وهو أداء الامتحان أمام العملاقين يوسف وهبى وجورج أبيض وظهرت النتيجة وكان ترتيبه الأول، ورغم نجاحه اعتذر الشناوى لزكى طليمات عن العمل بالفرقة القومية وكان هذا ثانى اعتذار له، مكتفيا بأنه أثبت لنفسه أنه فنان موهوب، وبعدها قرر التركيز فى دراسته لكى يتخرج فى المعهد وكان يحلم بأن يكون ترتيبه الأول لكى يتم اختياره لبعثة فى الخارج أو يتم تعيينه كمدرس فى القاهرة، وظهرت النتيجة وكان ترتيبه الثانى لذلك لم يكن أمامه بديل عن العمل فى الإسكندرية أو بورسعيد فاختار الإسكندرية.


وبعدها تم نقله إلى القاهرة بعد أن أحيا حفلا أمام الأميرة شويكار وكان هذا فى عام 1948، حيث بدأت انطلاقته السينمائية فى نفس العام.


فى فيلم (غنى حرب) أول أفلامه أمام بشارة واكيم وإلهام حسين وليلى فوزى ومارى منيب وأعقب هذا قيام حلمى رفلة بتوقيع عقد معه لبطولة فيلمين هما (حمامة السلام) و(عدالة السماء) وأخرج رفلة الأول وأخرج الثانى أحمد كامل مرسى، وبدأ اسمه يلمع وتعرف فى هذا الوقت على الفنانة شادية التى شاركته بطولة الفيلمين وكونا معا دويتو ناجحا استمر أعواما طويلة، حيث قدمنا سوياً نحو 32 فيلماً لعل من أبرزها (الروح والجسد) و(الهارب) و(اللص والكلاب).


كما قدم مع فاتن 7 أفلام فقط فكانت البداية بفيلم (العقاب) للمخرج هنرى بركات عام 1948 ثم فيلم (خلود) عام 1949 للمخرج عز الدين ذو الفقار وفى عام 1950 قدما فيلمين هما (ظلمونى) وفيلم (الأستاذة فاطمة) ثم فيلم (الملاك الظالم) آخر تعاون فنى بينهما.


وبدأ الشناوى يشعر بالملل من هذه الأدوار وقرر الدخول فى ميدان آخر ليؤكد قدراته على أداء كافة الأدوار بعيداً عن التكرار، ومن هنا جاءت النقلة فى فيلم (المرأة المجهولة) مع شادية وزهرة العلا وعماد حمدى فقدم شخصية الشرير البلطجى عباس أبو الدهب ورغم المفاجأة التى أحدثها الدور على المشاهدين والنقاد إلا أنه كان السبب الرئيسى فى استمرار قدرته على والتنويع فى أدواره، حيث قدم دورا شديد التميز فى أفلام مثل (المستحيل للمخرج حسين كمال والرجل الذى فقد ظله)، ثم قدمت دورا شريرا جداً فى فيلم (حبى الوحيد) مع نادية لطفى وعمر الشريف.


وفى الكثير من حواراته أكد الشناوى إسقاطه ل 20 فيلما من مشواره لأن اختياراته لهذه الأفلام لم تكن موفقة بأى حال من الأحوال، وأن موافقته عليها كانت غلطة كبيرة، ومن هذه الأفلام (ضربة جزاء) و(الصاغة) و(الجبلاوي) وغيرها.


ورغم ألقابه الكثيرة ومنها فتى مصر الأول، والدنجوان إلا أن اسمه كان أحب شىء إليه تزوج الفنان كمال الشناوى أكثر من مرة المرة الأولى من عفاف شقيقة الفنانة شادية، ولم يستمر زواجهما طويلا، ومن بعدها تزوج من الفنانة هاجر حمدى وأنجب منها ابنه المخرج محمد الشناوى، ولم تستمر الزيجة أيضا، ومن أواخر الصدمات التى تلقاها قبل وفاته هى رحيل ابنه علاء فى عام 2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...