زوزو حمدي الحكيم من اسيوط أشهر سفاحة في السينما المصرية

ليسوا نجوما جرى وراءهم المعجبون وطاردتهم المعجبات. لم يحصدوا الجوائز والنياشين وشهادات التكريم في المهرجانات. لم يجنوا الأرباح من وراء إعلانات المياه الغازية والأجهزة الكهربائية. لكنهم بالرغم من ذلك أعمدة الفن السابع وروحه الخلاقة، بهم كتبت السينما تاريخها الحقيقي في وجدان المشاهد العربي، على أكتافهم صعد نجوم سوبر ستار. أما هم فاكتفوا باحتضان الجمال والإبداع والمتعة. إنهم حرافيش السينما المصرية.

تكاد تكون الفنانة زوزو حمدي الحكيم، وببساطة شديدة، هي أهم عنوان في تطور الفن السينمائي في مصر منذ منتصف الأربعينات وحتى آخر الخمسينات، لم تكن استاذة فن الأداء القوي فحسب، لكنها استطاعت أن تغزو بأفلامها قلوب الملايين في مختلف انحاء العالم العربي.

ولدت زوزو حمدي الحكيم عام 1914 في محافظة اسيوط، والتحقت بمعهد التمثيل عام 1931، وعملت في الفرقة القومية عام 1934، ومثلت في العديد من المسرحيات الى جانب الكثير من المسلسلات الإذاعية، من اشهرها «العسل المر».

 

فريسة الخطيئة

بلغت زوزو حمدي الحكيم قمة النضج الفني حينما قامت بدور الراقصة «فيفي» في فيلم «النائب العام» امام زكي رستم وسراج منير عام 1946، وعبرت بصدق عن شخصية الفتاة التي تحيا خلف أسوار المجتمع المغلق، فكانت فريسة سهلة للوقوع في الخطيئة، ثم اسند اليها مرة ثانية رائعة اعمال المخرج صلاح أبو سيف «ريا وسكينة» عام 1953، حيث قامت بدور السفاحة الشهيرة «سكينة»، مما جعل الناس يتصورون انها بالفعل سفاحة، ثم قامت بدور زعيمة عصابة للسرقة والنشل في فيلم «ملائكة في جهنم» امام سراج منير وفاتن حمامة وامينة رزق، حتى اصبحت زوزو حمدي الحكيم نجمة الأدوار الصعبة، فاختارها المخرج أحمد بدرخان للقيام بدور مديرة ملجأ للأيتام في فيلم «ليلة غرام» عام 1951، وتبع هذا الفيلم العديد من الأدوار المتميزة التي لا تنسى مثل «ليلى بنت الفقراء، نساء بلا رجال، بنات الليل، موعد مع السعادة، المتمردون، بيت الطالبات، قاهر الظلام، واسكندرية ليه».

وكان آخر أفلامها «وصية رجل مجنون» عام 1985، ولعل سر شهرتها انها كانت صاحبة أسلوب خاص جدا في الاداء، من خلال أدوارها المتناقضة، لكنها اشتهرت بأدوار الشريرة الداهية وزعيمة العصابة التي لا تفوتها صغيرة او كبيرة مع كل من حولها.

ولمن لا يعرف،

فقد حاولت العديد من القنوات الفضائية ان تشتري مذكرات زوزو حمدي الحكيم، ولكنها رفضت مؤكدة ان حياتها الخاصة ملك لها ولأسرتها ولا يجوز لأحد الاطلاع عليها.

 

ملهمة الشعراء

أيضا لقد كانت زوزو حمدي الحكيم ملهمة كبير الشعراء ابراهيم ناجي، ومن اشهر ما كتبه لها قصيدة «الاطلال» التي تغنت بها سيدة الغناء العربي ام كلثوم.

ولمن لا يعرف ايضا فإن الفنانة زوزو حمدي الحكيم كانت من أوائل الذين تخرجوا في معهد التمثيل الذي انشأه الفنان جورج ابيض، حتى أصبحت أبرز نجمات الميلودراما، تزوجت مرتين، الأولى من الصحافي الراحل محمد التابعي، والثانية من حسين عسكر، ولها منه ابنة وحيدة هي سامية.

وفي التاسع من شهر نوفمبر من عام 2003 رحلت الفنانة زوزو حمدي الحكيم المتفوقة في المسرحيات الشعرية التي تعتمد على الحركة التقليدية المرسومة والالقاء المنظم والصوت الرنان بطريقة كلاسيكية.