الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

«عاصم» الناجى من رحلة الموت: لو عيّطت على صحابى يبقى كده باكرههم و«روان» ترفض العودة للمعهد بعد أن فقدت أخاها الحارس.. و«أميرة»: قلت لبابا أركب الأتوبيس قال لى زحمة وبيتأخر


كأنك تشاهد فيلما سينمائيا، يجسد مأساة حدثت فى مثل هذا التوقيت، لكن منذ 40 يوما.. فى تمام الساعة السابعة إلا ربع صباحا، يقف «ميكروباص» أحمر، أمام مزلقان المندرة، فى انتظار مرور القطار، ينظر الأطفال من النوافذ ويشيرون للقطار، لكن ليس فرحة به، كما كانوا يعتادون من قبل، وإنما ليستعيدوا مشاهد كارثة فقدان أصحابهم.
وسط عشرات الأطفال يلهون ويلعبون، يجلس «عاصم زكريا»، أحد الناجين، فى الكرسى الذى يلى «السائق» مباشرة، ورغم أنه فى الصف الرابع الابتدائى، فإن لباقته فى الحديث، وذكاءه، وحفظه القرآن الكريم، تشعر وكأنه أكبر من عمره بسنوات عديدة.
يستعيد عاصم ذكريات الحادث الأليم، قائلا «كنت باسمّع قرآن على الميس آيات جابر، مدرسة الإنجليزى، بتاعتنا وكل اللى فاكره، إنى وقعت من الشباك على القضبان، وحسيت بهوا كتير من القطار وهو بيعدى من جنبى، وزمايلى واقعين كتير جنبى، إلى أن قام أحد أهالى القرية، بحملى، وتوصيلى لمنزلى».
مر على الحادثة 40 يوما، إلا أن عاصم لم يستأنف دراسته فى معهده، إلا منذ 10 أيام تقريبا. ونظرا لانتماء عاصم لأسرة ذات مستوى ثقافى عال، اهتم أبواه بخضوع ابنهما لتأهيل نفسى، بكل صلابة، يقول عاصم «لو عيطت على صحابى، يبقى كده باكرههم، كلهم فى الجنة، بابا قال لى متعيطش عليهم علشان ميتعذبوش»، يتحدث عاصم، عن صديقه هشام، ضمن ضحايا الحادث، بصوت مرتعش يقول عاصم، «كنا دايما بنلعب وبناكل مع بعض فى الفسحة».
«هشام»، صديق عاصم، لم يكن الضحية الوحيدة من أسرته، أصيبت أختاه، فى الحادث، وهما روان وأروى، استأنفت روان دراستها، لكن أروى لم تعد حتى الآن لإصابتها بكسر فى الترقوة.
مشهد المزلقان، والقطار الذى يمر لا يفارقان حتى الآن ذهن روان «أخت هشام»، يروى عاصم قائلا،
«لما بنعدى جنب المزلقان، والقطار بيعدى، بتقول روان للسواق، اقف بعيد عن القطار يا عمو، وتنظر مندهشة للقطار».
ويضيف عاصم، واصفا روان، بأنها ذات شخصية انطوائية، لم تكن تتحدث مع أحد سوى أخيها. «كل ما أشوفها تقولى أنا مش عاوزة أروح تانى المعهد، هشام هو اللى كان بيدافع عنى». ويضيف «دايما مش بتحب حد يمشى معاها، كان أخوها بس اللى بيمشى معاها». وسرعان ما تتبدل ملامح عاصم بابتسامة، «لما رجعت المعهد، مدير المدرسة حضنى، وعيط، وصحابى جريوا ورايا فى الحوش».
بجانب عاصم، تجلس أميرة فتحى، بالصف الرابع، تسمع حديثه بإنصات، عيناها تدمعان، تحتضن حقيبتها المدرسية، كأنها تحتضن طفلها، تتذكر صديقتيها وجارتيها، «إيمان يحيى، وآيات يحيى»، كانتا كظلها لا يفارقن بعضهن البعض.
أميرة، تركب أتوبيسا آخر، غير الأتوبيس الذى دهسه القطار. «آخر مرة شفتهم يوم الجمعة قبل الحادثة، وقلت لهم هشوفكم بكرة فى المعهد»، وتضيف، «يوم الحادثة قلت لبابا أنا عاوزة أركب معاهم، بابا مرضيش، قالى الأتوبيس زحمة وبيتأخر»، وتضيف، «بقول لبابا، كان نفسى أبقى معاهم، وندخل الجنة مع بعض». ليرد أبوها، «وتسيبى بابا وماما يزعلوا». 
اسماء بدوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...