في مشهد جنائزي مهيب احتشد المئات من المسيحيين من الطوائف الثلاث الإنجيلية والارثوذوكس والكاثوليك داخل الكنيسة الإنجيلية الأولى بحي غرب أسيوط وصوت أجراس الكنيسة واضحا ينادي على المسيحيين " حدث هام " لوحة مكتوبة على مداخل الكنيسة وأرجائها قداس جنازة الشهيد عزت حكيم عطا الله.
النساء تتوشح بالسواد الكامل .. صرخات تتعالى في كل أرجاء الكنيسة تختلط فيها دموع الشباب والشيبة والنساء والأطفال جثمان الشهيد يقع في منتصف الكنيسة وفجأة تتعالى صرخات زوجته ووالدته اللاتي انهمرن في بكاء هستيري شديد مادلين حكيم ووالدته تصرخ ولدي عمل أيه يا ناس " رجاء عبد الله زوجة الشهيد صوتها مبحوح تلطم وجهها والنساء يحاولن التهدئة وراعي الكنيسة يطالب بالهدوء .. دقائق والجميع يلتزم الصمت حيث بدأت الترانيم الإنجيلية وسط بكاء وحسرة النساء والرجال.
حيث أكد القس باقي صدقة رئيس السنودس الإنجيلي بأسيوط وهو يقف على منبر الكنيسة في بداية الصلاة " أيها العبد الأمين هيا ادخل الى المجد المعد من قبل بدء العالمين .. يا له مشهد بديع به تكحل العيون قائلا " يا أيتها السماء افرحي بعبد جاء إليك ليس سارقا ولا قاتلا ومتدخلا في شؤون غيره وإنما مظلوما معذبا ذهب للبحث عن لقمة العيش والرزق في بلاد بعيدة لكي يعيش عيشة كريمة له ولأسرته.
ووصف رئيس الطائفة الإنجيلية بأسيوط
ما حدث بأنه جريمة في حق مصر مسلمين ومسيحيين وان الجريمة التي وقعت ل عزت هي جريمة ملفقة وأكد ان هذه القضية ليست دينية تخص الادعاءات التي ذكرت ولكنها قضية مصالح وان ما حدث تتنافى فيه أمور الأخلاق.
وقال ان المسيحي لا يعرف إلا الغفران والانتقام ليس من صفاته والله شاهد على ما حدث وهو سوف يقتص لعباده المظلومين من الظالمين وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية ان عزت تعرض لكل أنواع التعذيب البدني والنفسي وأنا شاهدت بنفسي صورا مع زوجته يندى لها الجبين ولن يغفرها التاريخ وهي دليل واضح على التخلف الحضاري الذي نعيشه ورفض الإفصاح عما بها بسبب بضاعتها. - بحسب وصفه -
وقال القس رضا ثابت راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية في بداية القداس أننا نزف الى السماء عريسا لا نريد ان يبكي أحد كما يبكي الآخرين فهو الآن في صحبة المسيح في الملكوت وتابع أننا نرفع قلوبنا الآن الى الله نصرخ إليه ونصلي ان يرفع التمييز وان يعطي للإنسان الحرية ونصلي لكي يكون الله معنا في هذه المرحلة الحرجة وقال باسمي وباسم السنودس الإنجيلي بأسيوط ان يرفع الظلم والتمييز عنا جميعا.
فيما قال القس بولس نيابة عن أبرشية الأقباط الأرثوذكس في بداية كلمته ان من قتلوا شهيدنا عزت وافترسوه ظنوا أنهم بذلك قد قتلوه ولكنهم خيبا لهم فهم بذلك مجدوا شهيدا في الملكوت.
وقالت والدته مادلين حكيم وهي مكلومة ومنهارة في البكاء ابني عزت برئ وراح مظلوم قالوا له تعالى وأنت شاهد واخدوه من شغله وأخذوا سيارته معه و ما ان أخدوه بدأوا في تعذيبه علشان يعترف ويوقع على حاجات لم يفعلها الى ان توفى ده يرضي مين ابني سافر وعاش غريب بعيد عن بلده وأهله علشان لقمة عيش حلال ليه ولأولاده أندرو وشيري وأضافت ان عزت أب لولد يدعى اندرو بالصف الأول الثانوي والطفلة شيري 9 سنوات وزوجته رجاء عبد الله و وقالت شكوت امرئ وأمر ابني وأبناءه الى الله هو القادر.
فيما ظلت زوجته رجاء تصرخ وهي منهمرة في البكاء ولم يساعدها صوتها المبحوح على الحديث إلا أنها استمرت تقول بصوت خافت وهي في أحضان أقربائها أنت مظلوم وبرئ يا عزت.
وأضاف رأفت شقيق عزت أننا نسامح من فعل كل هذا التعذيب مع عزت وأنا عارف ان هو كمان مسامح المهم أنهم يحفظوا حقوق الأقباط الآخرين هناك ويجيبوهم مصر أحياء.
وقالت سهير خلاف قريبتهم ان عزت شخص قلبه ابيض ويحب الناس كلها هو وزوجته من القليلين الذين نعشقهم وأضافت ان عزت له 6 أشقاء هم هالة ، عصمت ، عفت ، نصرت ، رأفت وهو أصغرهم .
وأكدت " خلاف " ان الذنب الوحيد ل عزت فيما وقع عليه من ظلم انه مسيحي فقط وقالت حرام إيه ذنبه وأضافت انه كيف يكون متهم بالتبشير وهو مسافر علشان لقمة العيش ولو كان وجد شغل في مصر ما كان سافر الى الغربة.
سارة نعيم نحلة خالته وصديقة زوجته التي بدأت ببكاء شديد وقالت منهم لله دول عذبوه خالص وأنا شاهدت صور التعذيب وهو عبارة عن جلد في كل أنحاء جسده وجسمه ممزق.
وأضافت انه اخبر زوجته وقال لها عذبوني في كل أنحاء جسمي وأنا باموت ووصف في حديثه لزوجته من عذبوه بأنهم ظلمه وقال لها أي لزوجته " متحاولوش تقربوا ناحيته " وأضافت " نعيم " ان اثر التعذيب واضحة في اليدين والوجه والصدر والرقبة والبطن والقدمين وفي اليدين تظهر جروح شديدة كان مربوطا بحبال ومعصوم العينين لفترة كما قال لزوجته.
طارق عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق