سادت حالة من الغضب والاستياء بين ضباط وأفراد مديرية أمن أسيوط بسبب بيان الجماعة الإسلامية، والذي صدر على لسان متحدثها الرسمي، حمادة نصار، الذي قال إن الفيديو المنتشر على الإنترنت، ويظهر فيه أفراد الجماعة يقومون ببروفة عملية لتأمين محافظة أسيوط ونشر اللجان الشعبية حدثت بالفعل وهذا نوع من التعبير عن الرأي أو رسالة من الجماعة الإسلامية لشعب أسيوط.
ورفضت وزارة الداخلية ومديرية أمن أسيوط ذلك وقاموا على إثره بتحسين الحالة الأمنية خلال دقائق معدودة عقب وصول هذه التصريحات إليهم فقد انتشرت قوات الشرطة في كل مكان أمس تحديا لهذه التصريحات التي اعتبرتها الداخلية محاولة للمزايدة عليها في الشارع الأسيوطي وبخاصة عقب خروج الجماعة الاسلامية أمس الأول بمسيرة من مجموعة من اللجان الشعبية معلنين فيها قدرتهم على تولي الحالة الأمنية.
وقال نصار أمس، في تصريحات جديدة
إن هذه اللجان الشعبية ليست بديلا عن جهاز الشرطة ولا ندًا لهم، وأن "الجماعة الإسلامية كلجان شعبية، موجودة في كثير من العمل الخدمي، ومتواجدة في كل الأزمات".
واعتبر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية أن أسيوط لها طبيعة خاصة في ظل أزمة وزارة الداخلية، قائلا: "إن مركز قسم أول أسيوط أعلن الإضراب عن العمل، وكذلك مركز الفتح"، ومن هنا جاءت فكرة اللجان الشعبية لخوف الجماعة من أن تنتشر "عدوى الإضرابات"، وتنسحب الشرطة من أمام المنشآت والأماكن المكلفة بحراستها.
وقامت مديرية أمن أسيوط فورا بتكثيف الحالة الأمنية بالمدينة والمراكز بالتعاون مع ائتلاف أمناء وأفراد شرطة أسيوط، حيث وضعت في كل منطقة حيوية كمينا لردع فكرة ان هناك من يستطيع تولي العملية الأمنية أو أن هناك غياب للأمن بأسيوط.
وأكد اللواء أبو القاسم أبو ضيف، مدير أمن أسيوط، أنه تم تعزيز الخدمات الأمنية بدائرة محافظة أسيوط، من خلال زيادة أعداد الضباط والأفراد المتواجدين واستدعاء الضباط من ''راحة الخدمة'' لتحقيق التواجد الأمني بصورة مكثفة، مؤكدا عدم احتياج الشرطة لأي معاونة من أحد، كما تم زيادة عدد الأكمنة الثابتة والمتحركة.
وقال المقدم محمد عصامي، رئيس وحدة مباحث قسم أول أسيوط، إنهم لم يتصلوا بأي من أفراد الجماعة الإسلامية لطلب مساعدتهم في حفظ الحالة الأمنية حسب ادعاءات البعض، مشيرا إلى أنه على الرغم من إضراب بعض الأفراد والأمناء إلا أن القسم كان يؤدي عمله بمنتهى الكفاءة التي يعمل بها دائما وأن الحالة الأمنية لم تختل دقيقة واحدة، وسكان منطقة غرب أسيوط التي تقع بدائرة القسم تعلم جيدا ماذا يسببه حالة الخلل الأمني بهذه الدائرة لمدة ساعة.
وأضاف عصامي أنهم كانوا مضربين عن البقاء في مركز القسم، ولكنهم كانوا بالخارج يؤدون عملهم، وألقوا القبض على العديد من الخارجين عن القانون، مؤكدا عمل الشرطة رسالة ولن نتراجع عنها أبدا مهما حدث.
وأشار الأمين محمد مصطفى، المتحدث باسم اللجنة العليا لأمناء وأفراد الشرطة بأسيوط، إلى أنه قام ومعه المئات من زملائه بقطع فترة إجازاتهم من الراحات والعمل مع زملائهم المتواجدين الآن في عملهم، للتأكيد على أنه لا مجال إلا للشرعية والقانون، ولا مكان لأي فصيل أيا كان يحل محل الشرطة، درع الوطن الحقيقي.
ومن جانب آخر، قال الأمين محمد عوض، منسق ائتلاف وأفراد وأمناء شرطة أسيوط، خلال الحملة التي شنتها قوات أمن أسيوط على الشارع من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة اننا رفضنا بشتي المقاييس، المزايدة علينا ببعض التصريحات الخاوية التي لا يقصد منها الا اثارت البلبلة والراي العام وقمنا برفض الراحات والتنسيق مع قيادات المديرية لإثبات أن الأمن لم يضرب وان ما يحدث تشوية له .
وفي السياق نفسه قال طارق بدير عضو الجماعة الإسلامية بأسيوط، إن انتشار الجماعة الإسلامية في الشوارع للقيام بدور الشرطة ليس استعراضا للقوة، وإنما عندما تخلى الأمن عن دوره، كان لابد أن نكون على قدر المسؤولية في حماية أولادنا ونسائنا من البلطجية وقطّاع الطرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق