''عايز مكان أقف فيه ومحدش يضايقني''.. عبارة لخص بها ''علاء ممتاز'' جميع أحلامه، فهو لا يريد شيئا أكبر من اللازم ولا يبحث عن المستحيل، لكنه يتمنى أن يجد له محل يكون بمثابة مأوى يبيع فيه بضاعته بدلاً من الوقوف بالعربة المحملة بالفاكهة وسط الشارع وتحت رحمة البلطجية والشرطة أحياناً.
''علاء'' يعمل كبائع للفاكهة منذ حوالي خمسة أعوام رغم سنه التي لا تتعدى الواحد وعشرين عاماً بالإضافة لكونه طالب في الفرقة الخامسة بإحدى معاهد السياحة والفنادق؛ إذ يعمل أثناء الدراسة لتوفير نفقاته الشخصية ونفقات إخوته.
''والدي بعد ما دخلت المعهد علطول سافر ليبيا فاضطريت اشتغل مع دراستي عشان أعرف أصرف على البيت''.. قالها ''علاء''، موضحاً أن سبب عمله في الفاكهة كان نتيجة لعمل والده في الفاكهة أيضاً فلم يبعد كثيرا عن مهنة العائلة الأصلية وإن كان مرغماً عليها تبعاً لكلامه.
لم يسلم الأخ الأكبر لـ''علاء'' من السفر إلى ليبيا كوالدهم بسبب ظروف العمل فكما يقول ''علاء'': ''أخويا ضياء الأكبر مني سافر برضو ليبيا من فترة عشان يشتغل والحالة هناك صعبة جدا، بس هو مضطر يفضل هناك عشان الشغل بتاعه''، مما جعل عمل ''علاء'' أكثر أهمية كي يساعد إخوته الأصغر ''مظهر ومحمد وولاء'' على إكمال تعليمهم.
''أسيوط'' هي بلد ''علاء'' ووجوده في القاهرة يرجع إلى ''الشغل والدراسة هما السبب اللي مخليني قاعد في القاهرة، لكن غير كده أنا أهلي في أسيوط''.
مشاكله كمشاكل معظم الباعة الجائلين فـ''علاء'' ليس لديه ترخيص للوقوف في مكان معين؛ فيضطر للتنقل من مكان للآخر، إلا أنه معظم الوقت يقف بمنطقة ''الطوابق'' بشارع الملك فيصل لكنه لم يسلم من البلطجية الذين يرغمون الباعة على دفع بعض الأموال لهم ولو كانت قليلة كمقابل لبقائهم في أماكنهم دون اعتداءات.
''علاء'' لا يعترض على عمله المرهق ولا يعترض على الظروف التي وضعته فيه ''أنا الصبح ببقى لابس نضيف قميص وبنطلون وبعد الضهر ببقى لابس لبس الشغل عشان أمشي حالي''، لكن كل ما يقلقه هو تعامل الحي والشرطة مع أمثاله على أنهم ''حرامية''.
يعاني ''علاء'' أحياناً من مضايقات من جانب الشرطة والحي بخصوص وجوده في الشارع لكنه لا يملك حل آخر ''ملناش مكان نقعد نبيع فيه وبيتعاملوا معانا كأننا بنعمل حاجة غلط؛ طب ما يشوفولنا أماكن أحسن أو أسواق، مش كده أحسن من إني أقتل ولا أسرق ولا أبيع مخدرات؟!''.
دعاء الفولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق