تعرض نهر النيل بعد ثورة 25 يناير لهجمة شرسة من كثير من الأطراف اشتركت فيها الدولة والمواطن معا والقطاع الخاص فمع ضعف الرقابة المؤسسية بعد الثورة أصبح نهر النيل فى مرمى نيران سائقى سيارات الكسح التى تلقى مياه الصرف الصحى فى قلب نهر النيل والترع الفرعية المتفرعة منه وليس هذا فحسب بل قامت المنازل المبنية على جانبى النهر والترع بتحويل مياه الصرف الصحى إلى النهر.
ففى مركز أبنوب وتحديدا فى مدخل المركز أقامت الدولة عدد من العمارات السكنية منذ عشرات السنوات على جانب ترعة "السنط" من الناحية الغربية ونظرا لتهالك الوصلات الخاصة بالصرف الصحى تم تحويل مجرى مياه الصرف إلى الترعة التى تقوم برى آلاف الأفدنة مما يعرض حياة عشرات الآلاف من المزارعين للخطر ويجعلهم عرضة للأمراض التى تنتقل إليهم عن طريق استخدام مياه الترع فى رى زراعاتها عن طريق ماكينات المياه الموجودة على رأس كل حقل.
يقول أحمد عامر "مزارع" إن المياه القادمة من الترعة والتى تستخدم فى رى عشرات الآلاف من الأفدنة تأتى مختلطة بمياه الصرف الصحى من العمارات السكنية الموجودة بمدخل المركز والتى تصب مخلفاتها فيها فضلا عن ثقافة بعض الفلاحين الذين يقومون بإلقاء حيواناتهم النافقة فى نهر النيل وفى الترع وتتعرض للتحلل وتجمع الحيوانات آكلة اللحوم عليها كما لوحظ مؤخرا قيام السيارات التابعة لمجلس المدينة بإلقاء مياه الصرف الصحى المنزلى فى الترع والمصارف دون رقابة حقيقية من أجهزة الدولة فأصبحت الترع والمصارف مليئة بمياه الصرف الصحى أكثر من المياه القادمة من نهر النيل لرى الزراعات والتى سينتقل أثرها مرة أخرى للإنسان سواء عن طريق أكل هذه المحاصيل بعد حصادها أو عن طريق المياه أثناء الرى.
أما على مستوى المدينة فقد انتشر مؤخرا على شواطئ نهر النيل فى أسيوط البواخر النيلية والفنادق العائمة كنوع من تنشيط السياحة، ولكن تقوم هذه الفنادق وهذه البواخر بصرف مخلفاتها فى النيل مما يتسبب فى ضرر كبير للثروة السمكية الموجودة بنهر النيل والأحياء الموجودة فيه من خلال هذه المواد العضوية التى تتخمر وتسحب كمية كبيرة من الأكسجين الموجود فى المياه.
أما الصرف الصناعى أو الخاص بصرف المصانع ففى أسيوط قليل جدا نظرا لقلة المصانع الموجودة والمبنية على نهر النيل أو الترع وذلك مثل مصنع زيوت بنى قرة حيث إن ما يخرج منه صرف صناعى معالج مطابق للمعايير ومياه التبريد فى مصنع السماد بمنقباد ومياه التبريد من محطة كهرباء الحمراء ومحطة كهرباء الوليدية.
ومن جهته قال نادر شحاتة مدير عام جهاز شئون البيئة لإقليم وسط الصعيد، إن جهاز البيئة يتلقى شهريا كما كبيرا من الشكاوى من قبل المواطنين ويتم التعامل معها مشيرا إلى أنه لا يوجد فى أسيوط صرف صناعى بشكل كبير ولكن ما يوجد هو عدد من الحالات الآمنة مثل مصنع زيوت بنى قرة حيث ان ما يخرج منه صرف صناعى معالج مطابق للمعايير ومياه التبريد فى مصنع السماد بمنقباد ومياه التبريد من محطة كهرباء الحمراء ومحطة كهرباء الوليدية وهى مياه تبريد فقط غير ضارة للأحياء المائية ولا يمكن اعتبارها صرفا صناعيا.
وأشار شحاتة إلى قيام سيارات الكسح بإلقاء مخلفات الصرف الصحى فى مياه النيل موضحا أثر ذلك على الأحياء المائية والأسماك وأثر هذه المخلفات العضوية القابلة للتخمر والتى تؤدى إلى سحب الأكسجين من المياه، وطالب شحاتة الأجهزة التنفيذية بالتصدى لهذه الظاهرة التى زادت بعد الثورة بشكل كبير وتطبيق أقصى العقوبة على من يتم ضبطه.
هيثم البدرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق