اليوم 30 يونيو نويت أضبط الشغل اللي ورايا كله عشان أتابع الأحداث علي رواقة، عشان هكون نبطشي في مستشفي جامعة أسيوط..
كنت فاكر الصعيد هيكون زي العادة مسيرتين علي حبة هتافات و قضيت، بس وجت الساعة خمسة وعينيك ما تشوف إلا النور، قلت لما أروح أخطف رجلي أشوف الدنيا، لقيت جموع مش شباب بس شباب وبنات وعواجيز وأسر هتافات ترج الدنيا، أعداد غفيرة ونور بجد في عيون كل اللي نازل، خدت جرعة تفاؤل رجعت المستشفي وساعة في التانية لحد ما جت الساعة عشرة بالليل و بدأت أخبار تيجي عن مصابين و حالة وفاة
واقف علي مدخل الإصابات يتوالي وصول سيارات الإسعاف واحد شاب في الثلاثينات طلق ناري نافذ في الظهر خدوه من الإسعاف علي العمليات
إسعاف شاب مضروب خرطوش إصابات طفيفة
إسعاف طلق ناري نافذ بالفخذ و نزيف حاد الطلقة معورة شريان رئيسي علي العمليات عدل
إسعاف طلق ناري بالرأس و جزء من المخ بارز من مكان الطلقة ده تقريباً مات
أكلم أهلي أسأل عليهم أخويا واحد صاحبه مات اللي هو محمد ناصف .. واحد صاحبي كلمني يقولي عندنا طالب في كلية طب اسمه أندرو طلق ناري في البطن، وأنا مذهول كل دول مضروبين ما بين مقر الإخوان في شارع المحافظة و مبني ديوان عام المحافظة
علي مدخل إصابات شفت زميل إخواني حزين فشخ بيسلم عليا بالعافية، وواحد زميلي بيقوله إيه اللي عملتوه ده؟! رد قالي ناس جاية تقتحم المقر نستني لما يولعوا فينا يبقي عادي، لكن ندافع عن نفسنا يبقي حرام!!
الساعة ١٢ بالليل أكمل النبطشية وأخلص اللي ورايا، جت الساعة ٢ قلت أروح أشوف مكان ضرب النار اللي بيقولوا عليه في شارع المحافظة، لما وصلت شفت عربية أمن مركزي واقفة تحت بيت واحد من الشهداء اسمه ابانوب، ومدرعة شرطة وقالوا الشارع مقفول لف و إرجع، وحصل لفيت بالعربية مع زميلي
غبنا نص ساعة ورجعنا من الناحية التانية للشارع صوت ضرب نار علي بعد مترين، بصيت شفت أربع شباب أوسطهم ماسك آلي و علي يمينه و شماله اللي ماسك طبنجة و اللي ماسك فرد خرطوش، وصاحب الآلي بيهتف الله أكبر ويرش من الآلي ناحية شارع المحافظة، بس للأسف مش في الهوا، لأ رش علي اللي قدامه عشوائياً كده بنرجع بالعربية شفت أربعة تانيين إتنين منهم ماسكين آلي، وهيئتهم هيئة الجماعات الإسلامية جلابية بيضا ودقن طويلة، وبرضه ضرب عشوائي بيجي منه علي البيوت!
وإحنا بنرجع بالعربية عشان نمشي من العك ده الراجل أبو دقن اللي ماسك آلي رمقنا بنظرة فكرتني بفيلم الإرهابي فكرتني بكلام أبويا عن الجماعات في السبعينات، نظرة كلها خبل و تعصب و تطرف و إجرام و كان متحفز يضرب علينا لولا ستر ربنا للحظة حسيت إن ده جزء من فيلم و المخرج هيجي يقول ستوووب و كل حاجة ترجع زي ما كانت بس للأسف محصلش
الجدير بالذكر إن دول كلهم موجودين في ظهر مجموعة من الإخوان واقفين جنب مقرهم الطاهر المبارك بالشوم و الجنازير ولما وقفت سألتهم ايه اللي بيجرا قالوا لي إحنا الإخوان بنأمن المنطقة عشان مجهولين وتمرد بيضربوا علينا نار!!
أخر مشهد في اليوم رجعت المستشفي لقيت زميلي في جراحة ماشي بكيس كبير شفته من بعيد افتكرته مليان شيبسي و عصير، قلت بيريح من النبطشية لما قرب مني لقيت الكيس الكبير جواه ما يقلش عن ٤ لتر دم و بلازمات رايح بيهم علي عمليات إصابات...
بينا و بينهم دم و مات الكلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق