رغم أنها إحدى محافظات الصعيد المنسية إلا أنها تحتل مكانا بارزا في عالم صناعة العاج الذي يصنع من التماثيل والأنتيكات الفرعونية، والتي تلقى قبولا كبيرا في سوق السياحة المحلية والأجنبية.
كما تتميز هذه المحافظة بمشغولات العظم والأخشاب المطعمة بجميع أنواعها وهو الأمر الذي شجع المهتمين بالشأن السياحي بالإقدام على إنشاء جمعية تعاونية إنتاجية تضم الحرفيين والمتخصصين في هذه الصناعة للحفاظ على هذه الحرف من الاندثار بسبب عدم توفر المادة الخام من العاج الذي كان يأتي من أفريقيا على يد التجار.
كما أنشئت وحدة تدريبية كبيرة لتدريب الصبية على هذه الصناعة واقتصرت تلك الصناعة الآن على تعليمها في بيوت الثقافة للأطفال والصبية خوفا من أن تختفى نهائيا.
ويقول محمد حسن رفاعى أحد العاملين في المهنة إن صناعة العاج من المهن النادرة التي استخدمت على نطاق واسع منذ أقدم العصور في أسيوط وترجع شهرتها الفنية إلى كثافة ودقة حبيباته وقابليته للنقش والحفر عليه بسهولة.
وقد برع القدماء في استعمال سن الفيل في تصنيع التحف، وكانت المنحوتات والمحفورات العاجية تُرسم عليها صور ملونة، ويعتبر كذلك من المواد التي توافرت في مصر وخاصة في أسيوط.
ويضيف: لكن مع مرور السنين، وبسبب الصيد الجائر للأفيال، تم حظر تجارتها وتصنيعها، حفاظًا على الفيلة من الانقراض، وقد أصبحت التحف المصنوعة منه نادرة جدا، وباهظة الثمن بطريقة غير معقولة، وإذا عثر على أي قطعة تصادرها السلطات التي وجدت على أراضيها، وقد يتعرض حائزها للسجن، ولكل ما سبق أصبح يوزن بالجرام، وهو بالمناسبة أغلى من جرام الذهب، وأحيانا يقاس بالسنتيمتر.
ويقبل على شراء هذه التحف الأثرياء والأمراء والملوك فقط نظرا لارتفاع أسعارها، فضلًا عن أن صناعته صعبة جدا، فالرسم والنقش عليه يستغرق شهورًا، ولو كانت القطع كبيرة إلى حد ما قد تستغرق سنوات لجعلها تحفة فنية.
ويشير إلى أن ناب الفيل الواحد قد يستغرق حفر الرسومات عليه 3 سنوات، وكان يأتينا العاج من دول أفريقيا وكنا نستورده كأى سلعة أو خامة يتم استيرادها وكانت الدولة على علم بذلك ويتم الاستيراد من خلالها.
ويضيف: لكن الصناعة اليوم توقفت وأصبح العمل بها والتجارة فيها شبه منعدمين رغم تميز أسيوط بها وانفرادها بتلك الصناعة على مستوى الجمهورية بل على مستوى العالم وأصبحت تجارتها غير مربحة ولا يروج لها وكان لغياب السياحة عن أسيوط لعدة سنوات تأثير في غياب الصناعة يوم بعد يوم.
أنور عرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق