الاثنين، 22 يوليو 2013

الكنافة تختفي من أسيوط .. مابين غلاء الدقيق ومطاردات الشرطة


http://moheet.com/images/images/large/7201322153641.jpg
اختفت في الآونة الأخيرة بقرى ومراكز محافظة أسيوط وبشكل كبير، مهنة "صانع الكنافة" أو ما يطلق عليه "الكنفاني"، وهو الذي كان دائم التواجد على نواصي الشوارع الرئيسية بالقرى، وفى الميادين الكبيرة، يقوم برش عجينة الكنافة من خلال إناء معدن به فتحات رفيعة تخرج العجين على صينية موضوعة على موقد داخل بناية دائرية الشكل مرسوم عليها رسومات ملونة بشكل جمالي، ودائما ما كنا نشاهد الأهالي ملتفين حوله من بعد إفطار المغرب وحتى السحور، للحصول على الكنافة الطازجة التي يقوموا بتجهيزها في السحور، لأنها تمنع العطش طوال اليوم .
وقد أصبحت الكنافة من أشهر أصناف الحلوى عند الشعب المصري، بعد أن كانت وصفة طبية للخلفاء والأمراء لتقيهم العطش والجوع نهارا.
التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" عددا من المواطنين، وأصحاب أصحاب المهنة الذين تحثوا عن ارتباطها بالشهر الكريم وتاريخها وكيف تحولت إلى حلوى شعبية في رمضان بعد أن كانت وصفة طبية .
المظاهرات والأحداث
ويقول عقيل إسماعيل عقيل -ناشط سياسي من مركز البداري بأسيوط-

أن مهنة صانعي الكنافة أو الكنفاني، أوشكت على الاختفاء في أغلب قرى ومراكز المحافظة، والسبب في ذلك الظروف الأمنية السيئة التي تمر بها البلاد والاضطرابات السياسية، وكثرت المسيرات والأحداث الجارية، التي طغت على مظاهر الاحتفال بشهر رمضان هذا العام .
المكسب المادي
وأشارت فاطمة سلطان -رئيس مجلس إدارة جمعية فجر الخير للأعمال الخيرية- إلى أن أغلب المهن والحرف أوشكت على الاندثار، بسبب قلة الاهتمام بها، ونقص التشجيع الكافي لها، فتركها أصحابها واتجهوا إلى غيرها من الصناعات الحديثة، التي تُدر ربحاً كبيراً لهم بالمقارنة بمهنة "الكنفاني" -صانع الكنافة- والذي يعمل خلال المواسم فقط .
الحملات والغرامات
ويقول عم عطية -أحد صانعي الكنافة بمدينة أسيوط ،والذي يمارسها منذ أكثر من 10 سنوات- أن حملات المرافق التي تستمر طوال العام، تفرض عليه المحاضر والغرامات المالية لأنه يعمل على نواصي الشوارع والميادين، وليس له محل أو مكان ثابت، مؤكداً أن الإقبال على شراء الكنافة البلدي يتزايد في المواسم وخلال شهر رمضان فقط، معتبرا هذه المهنة ثانوية بالإضافة إلى محل البقالة الخاص به والذي لا يتسع غلا لبضاعته والمواد الغذائية، أما صينية الكنافة فيتم وضعها على بناية بالطوب اللبن أمام المحل ،خلال المواسم .
أسعار الدقيق
ويضيف، مهنة صناعة الكنافة أوشكت على الاندثار في الوقت الحالي، نظرا لارتفاع أسعار الدقيق الحر، الذي يتم شرائه من المحال التجارية الكبرى، مما أدى إلى ارتفاع سعر كيلو الكنافة الذي تخطى "خمسة" جنيهات بدون أي مكسرات أو إضافات أخرى . مناطق شهيرةوأشار إلى أن أشهر أماكن بيع وصناعة الكنافة بأسيوط  توجد بمناطق القيسارية، وميدان المجذوب، وبمنطقة الوكالات القديمة مثل وكالة الكاشف، وشلبي،وقد كان التجار يأتون إلى هذه المناطق من جميع أنحاء مصر، لشراء الكنافة والحلويات منها، واعتادوا على أكلها في السحور لأنها تمنع العطش أثناء السفر .
إقبال ضعيف
ومن جانبه أكد على أبو الحسن - صاحب محل حلويات- أن الإقبال على الحلويات خلال شهر رمضان هذا العام قلّ بالمقارنة بالأعوام الماضية، بسبب الأحداث الجارية، وانشغال الأهالي بالسياسة والاعتصامات، على الرغم من قلة أسعار الحلويات هذا العام بالمقارنة بالأعوام الأخرى، وخاصة "الكنافة "فقد قل الإقبال عليها عن كل الأعوام السابقة، خاصة بعد اختفاء الكنافة البلدي من القرى والمراكز، لتحل محلها الكنافة الجاهزة والصواني .
خلفاء الدولة الأموية
أكدت كتب التاريخ أن الكنافة ظهرت في مصر، كوصفة طبية وصفها أحد الأطباء للخليفة الأموي الصحابي معاوية بن أبى سفيان، لتمنع عنه الجوع في رمضان، لذلك كان يتسحر  بها، كذلك اشتهرت وسط الخلفاء والأمراء في القصور الفخمة .
وقد بدأت صناعة الكنافة في مصر في أواخر عصر الدولة الفاطمية، ثم انتشرت في عهد محمد على باشا عام 1805، ثم انتشرت مرة أخرى بمحافظة دمياط ، لتبدأ في الانتشار بمحافظات الجمهورية مع جميع أنواع الحلويات الأخرى .


محمود عيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...