باقى الصور
تجولت "فيتو"، داخل محافظة أسيوط لرصد أهم مساجدها أثرية وأقدمها وأكثرها ارتباطًا بالتاريخ، لتلقى الضوء على تلك المساجد التي أهملها وتناسها المسئولون، ليعرف المواطنين تاريخ تلك المساجد وما وصلت اليه الآن من إهمال وتجاهل، واليوم تلك المساجد طالها الفساد فصارت تئن داخل مدنها، وأهمها وأقدمها "مسجد سيدى جلال السيوطى" بمدينة أسيوط.
مسجد السيوطى.. يوجد في مدينة أسيوط بمنطقة غرب البلد بالقرب من القيسارية الأثرية ومنطقة الوكالات العثمانية القديمة بأسيوط، وهو يعود إلى الإمام جلال الدين الأسيوطي، الذي ولد سنة 849هـ وتوفي 911هـ وحفظ القرآن كاملًا في سن الثامنة، وأتقن في علوم القرآن والتفسير.
كان سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين وألف عددا كبيرا من الكتب بلغت 600 مصنف في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب.. على بُعد خطوات من ميدان المجذوب بمدينة أسيوط وعلى مرمى البصر، ترى مئذنة خضراء كبيرة بين عدد كبير من الأبنية القديمة والمتهالكة، هنا أنت في حضرة سيدى جلال الدين السيوطى.
السيوطى، ولد في غرة شهر رجب من سنة 849 هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، بالقاهرة، رحل أبوه من أسيوط لدراسة العلم وكان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يده.
واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه.
المسجد بنى في 766 هجرية، وهو عبارة عن قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وداخلة مقام الشيخ الجليل. ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما، وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف مما جعله تتجمع فيه كل الفنون.
يحمل المسجد العديد من المعانى بالنسبة لأهل المحافظة، فهو يحكى عنه المحبون أنه مقصد للمحتاجين والفقراء، في محيط المسجد يقيم محبو الشيخ مولد سنوى للشيخ الجليل، وفى يوم المولد يأتى أتباع الطرق الصوفية من كل مكان ويتم إحياء الليلة الختامية بالابتهالات والتواشيح الدينية، ويشارك فيها عدد من المشايخ والمشاهير.
يذكر المؤرخون أن الإمام السيوطى سافر وتجول في كثيرة من الحجاز للشام لليمن للمغرب الإسلامى، حتى إنه وصل للهند لتحصيل العلم ودراسة الحديث، قبل أن يتفرغ للعبادة وتأليف الكتب في سن الأربعين.
كان أمر محافظ أسيوط السابق اللواء نبيل العزبى، بإنشاء مكتبة بالمسجد تضم جميع مؤلفات العارف بالله جلال الدين السيوطي، كما قرر تشكيل جنة من نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط، ووكيل وزارة الأوقاف، وأساتذة جامعتي الأزهر وأسيوط، لتجمع تراث وأفكار جلال الدين السيوطي وضمها للمكتبة.
أنور عرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق