تعيش محافظة أسيوط – حالها حال باقى محافظات مصر – حالة من المعارك الطاحنة والمشكلات اليومية بسبب مضاعفة سائقى التاكسى والميكروباص للأجرة دونما أي رقابة من المرور، غلاء الأسعار فى " تسعيرة السرفيس " ، و" الميكروباص " جعل المواطنين الكادحين فى أسيوط يستغيثون بالمسئولين، خاصة بعد توقف حركة القطارات، فهل من مغيث؟
جريدة " الدستور " ترصد عن قُرب معاناة أهالى مدينة أسيوط ومراكزها وقراها
مع أزمة المواصلات وما يتبعها من خلق للمشاكل الاجتماعية ، خاصة فى القرى
التى تتسم بالطابع الثأرى ، ففى الساعات الأولى من صباح اليوم خرج " عبده"
من منزله متجهاً إلى محطة قطار أسيوط ليسافر إلى محافظة المنيا لقضاء بعض
المصالح الخاصة ، ولكن للأسف بعدما سافر من قريته لمدة ساعتين ليصل إلى
أبواب المحطة وجد القوات المسلحة تتمركز على أبوابها ويرد عليه أحد أفراد
العسكر " المحطة مش شغالة " .
توقف دقائق ، وبعدها قرر الرجوع إلى موقف الأزهر ليعانى ساعات الإنتظار
وسماع الكلمات المشينة من سائقى الميكروباص ، لوح بيده إلى سيارة تستقله
إلى موقف الأزهر ، وصعد إلى السيارة ، وبعدما جلس على مقعده ، إذا ب" الصبى
" خش لجوه يا أستاذ ، الكراسى أربعات " . كظم غيظه ولم يتفوه بكلمة ،
وبعدها سمع صوتاً " الأجرة يا حضرات جنيه " ، فردد بعض الركاب " ليه يا
أبنى الأجرة نصف جنيه " ، تعالى صوت " الصبى " قائلاً:" الأجرة جنيه على
الصبح ، واللى مش عاجبه يتفضل ينزل " . الجميع إتسم " بالسلبية " أو أن
بعضهم لا يريد مشاكل فى وقت يريد فيه الذهاب إلى عمله ، فقاموا جميعاً بدفع
الأجرة مضاعفة " جنيه " فى حين أنها نصف جنيه طبقاً للوائح المرور .
وصل الإستاذ " عبده " إلى موقف محطة الأزهر،
وسمع صوتاً يهتف " منيا منيا "
فذهب إليه وإستقل السيارة ، ولكنه فى هذه المرة سئل عن الأجرة ، فرد عليه
أحد الركاب " والله الأجرة هنا على حسب السواق ، وكل سواق وليه طريقة "،
تنهد "عبده " ولم يتفوه أيضا بأى كلمة ، اكتملت السيارة، وقبل أن تتحرك جاء
أحد الرجال العاملين بالموقف " عامل الكارته " ونظر من نافذة السيارة
للركاب وقال " الأجرة 12 جنيه يا رجالة " .
تحركت السيارة من موقف الأزهر بأسيوط لتتجه إلى المنيا ، أشعل قائدها " سى
دى " ، مع سماعات " الصب أوفر " ليستمتع بأغانى " الشبشب ضاع " ، و " ....
البنت مديحة ، الهوى ..... " وبصوت عالى صاح الأستاذ " عبده" يا أسطى لو
سمحت شغل قران ، علشان ربنا يستر الطريق ، لم يعبأ السائق بكلماته وبعد
دخوله على الطريق الصحراوى الشرقى أخذى يتعدى السرعة التى لا يمكن وصفها
إلا بالجنونية ، حتى أنه قطع المسافة ما بين محافظة أسيوط والمنيا فى ساعة
إلا خمس دقائق ، فى حين أن المسافة تزيد عن الساعتين .
على مشارف المنيا يقف السائق وينظر خلفه " الأجرة يا بهوات 15 جنيه " ،
نظر اليه الجميع محملقين قائلين بصوت واحد :" الأجرة 12 جنيه زى ما قال
عامل الكارته " ، لم يعبأ السائق بكلام الركاب وأصر على أن يأخذ الأجرة
بزيادة 3 جنيه ، وللأسف دفع كل الركاب الأجرة كما قال السائق خوفاً من وقوع
المشاكل أو سماع الالفاظ المشينة ، بعد أن عرضوا عليه الذهاب إلى قسم
الشرطة ، فلم يتحرك من مكانه إلا بعدما أخذ الأجرة كاملة .
أمام كلية الآداب بجامعة أسيوط تقف سيدة عجوز، وتلوح بيدهاعشرات المرات
للتاكسى قائلة " السادات يا اسطى " بعد ما لفحتها حرارة الشمس وأصوات
السيارت الصاخبة ، وبعد ساعة وقف التاكسى وقال قائده :" خمسة جنيه قبل ما
تركبى " ونظراً لأنها أصبحت غير قادرة على الوقوف ، إستقلت التاكسى ، ولما
وصلت إلى أول الشارع ، قال لها :" يلا انزلى " فردت بصوت خافت يا " إبنى
لسه الشارع طويل " قالها متفقناش على كدا ونزلت السيدة العجوز تتكى على
حوائط الشارع حتى وصلت إلى منزلها .
أحد عمال " طايفة المعمار " يسافر من أسيوط إلى القاهرة بعد مرارة
المواصلات من مركز أبو تيج ومضاعفة الأجرة وعدد الركاب ، ومعاناة المشادات
الكلامية يقول:" بعد تعطيل القطار، مابقاش فيه خيار لنا إلا الميكروباص
لأنه ينجز فى الوقت، لكن سائقى الميكروباص بيستغلوا الركاب، وبادفع فلوس
أكثر من الأجرة العادية ، كنت بدفع 35 جنيه من أسيوط إلى مصر ، ودلوقتى
بدفع 55 جنيه ، حرام دا ولا حلال " .
عبير شحاته – إحدى طالبات الإعلام بآداب أسيوط تقول " لماذا لا تكون هناك
رقابة من المرور على السائقين وخاصة فى أسيوط ، وبعدين إحنا كبنات لازم
ندفع بزيادة زى ما بيطلبوا ، علشان ما نتأخرش على أهلينا ، وما باليد حيلة ،
وإلا مش هنروح وخاصة إننا من قرى بعيدة " .
أحد طلاب محافظة قنا يدرس بجامعة أسيوط يقول :" لما بنضطر نركب الميروباس
بندفع الأجرة مرتين ،مرة لينا ومرة للشنط ، وكل ده بسبب توقف حركة القطارات
وأعطالها المتكررة ، والعامل الدراسى خلاص قرب ياترى هنكرر نفس المأساة
تانى ".
يقول محمد عيد – بكلية التجارة- :" موقف أبنوب بمحافظة أسيوط ، تحول إلى
غابة ، تتربع وسطها مئات " التوك توك" وعربات " الكبدة" والمواطنين لا
يجدون ملجأ ولا مفراً ، ويشكون إلى الله ضعف حالهم ، ويطالبون مرور أسيوط ،
والمحليات بوضع رقابة قانونية على المواقف .
وسط حالة من السخط والإستياء الشديدين يطالب أهالى أسيوط المسئولين
بالنهوض من مكاتبهم والنزول إلى الشوارع ومشاركة الشعب الكادح معاناتهم ،
لعل الله يجعل فيهم السبب لحل تلك المشاكل ، الإستغلال أصبح عادة يُمارسها
البعض دونما أى رقابة ، التعدى بالألفاظ فى السيارات أصبح " لبانه على كل
لسان " ، وما أكثر سب الدين من " الصبيان" ، أصوات الأغانى الصاخبة تتعالى
وسط المواقف وفى قلب السيارت وخاصة ، الداء المنشر على أرض الصعيد وهو ما
يُسمى بـ " التوك توك " .
من خلال جريدة " الدستور " يناشد أهالى محافظة أسيوط العاملين بإدارة
المواقف بمرور أسيوط بالمشاركة فى الشارع العام ومراقبة السائقين ، ووضع
غرامات وقواعد صارمة على المخالفين ، وخاصة قبل دخول العام الدراسى الجديد .
على شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق