ما بين التدني الحاد في المستوى التعليمي فى بعض مدارس أسيوط العامة وما بين إهمال جسيم فى المدارس الخاصة يئن موقع التواصل الإجتماعى فى ذكرى عيد ميلاد شهيد العلم بأسيوط الطالب ” محمد صلاح حسانين بعد أن وفاته المنية إثر سقوطه فى “بلوعة” الصرف الصحى بأرقى وأقدم مدارس المحافظة وأكثرها عراقة .
وما بين بكاء وعويل أهالى ” محمد” وصرخات أولياء الأمور خوفاً على مصير أبنائهم يفرغ الجميع شحنات الآلم وآهات الفراق والخوف من الإهمال الذى ربما يلحق أبنائهم فى بعض مدراس التعليم بأسيوط ، ويتواصل البعض عبر مواقع التواصل الإجتماعى مطالبين المسئولين بأسيوط فى ذكرى ميلاد الشهيد ” محمد ” بعدم طى صفحات الإهمال وفتح ملف التحقيقات فى واقعة الإهمال التى جعلت أسيوط تئن عن بكرة أبيها بعد عويلها فى حادث قطار أسيوط الذى راح ضحيته عشرات الأطفال حال ذهابهم طلب العلم .
يقول أحد أعضاء هيئة التدريس :” التعليم هو المحرك الأساسي في تقدم المجتمعات.. ويقاس تطور ونماء الشعوب من خلال التعليم.. فالعملية التعليمية تقوم علي بناء عقلية الطالب ومحو أمية المجتمع..ومن ثم يجب على جميع المؤسسات التعليمة أن توفر بيئة صحية أمنة للطلاب وهذا ما لم نجده فى مدارس التعليم فى مصر عامة وفى أسيوط خاصة ، منوهاً إلى أن ما حدث فى مدرسة السلام إنما هو خير دليل على أن نسبة الأهمال فى المدراس بأسيوط قد فاقت حد الخطورة، فمدرسة “السلام “تعبر من أولى المدارس الحديثة والمثالية وقد حصلت على جائزة الجودة والإعتماد التربوى ويحدث فيها تلك الفاجعة ، فما بالك بما يحدث فى مدارس القرى والنجوع .
الإعلامى عيد شافع يدشن عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى تلك العبارت التى جعلت العشرات من أولياء الأمور ومرتادى ” الفيس بوك ” يقومون بالإدلاء بأرائهم حول حادث ” وفاة محمد ” وما أعقبه من إهمال فى ملف التحقيقات كاتباً تلك العبارات “سؤال هام الى إعلامين أسيوط المحترمين لماذا تم تجاهل موضوع الطفل محمد صلاح والطفل يارا ، ولصالح مين عدم فتح التحقيق ومتابعة الموضوع الى اين ؟ ” ، شهيد الاهمال بمدسة السلام الحديثة الخاصة بأسيوط
توفى غرقاً فى بيارة مجارى الصرف الصحى التى كانت متروكة مفتوحة ومغطاة بالخشب داخل فناء المدرسة ”.
يتواصل العديد من أولياء الأمور رداً على تساؤلات الإعلامى عيد شافع ، فتقول سوسن بدر :”منهم لله على اللى بيتسببوا فيه من إهمال وبيكون نتيجتة أولادنا بتروح ضحايا وفين المسئولين من كل ده هى كده أرواحنا بقت رخيصة وفين على رايكم الإعلامين “
ويعلق عادل حكيم قائلاً: ” حسبنا الله و نعم الوكيل … اللهم لا راد لقضاءك … اللهم اجعلة شفيعا في اهلة و اخلف عليهم يارب بكل الخير في مصابهم يا ارحم الراحمين
فيما أشار أحد المواطنين إلى أن ما يحدث من تقاعس وإهمال فى ملف التحقيقات الخاصة بوفاة الطالب ” محمد ” والطفلة ” يارا ” التى وافتها المنية بنادى ضباط الشرطة أثناء أحدى حفلات الزفاف إنما هو مصالح خاصة – تقدر تقول مفيش ضمير قول زى منت عاوز وحدث وﻻ حرج- على حد تعبيره .
والد الطفل الشهيد ” محمد ” يطالب الإعلاميين فى أسيوط بتوالى نشر الإهمال والتقاعس فى الإهمال الذى تسبب فى وفاة نجله قائلا:” من المعلوم للجميع أن أغلب الصحفيين يلهثون ويتهافتون وراء الخبر لحظة وقوعه للسبق الصحفى كما يقولون بنشر الخبر فقط دون المساس بأى مسئول وذلك حتى لا يتم منعهم من دخول مكاتب المسئولين المكيفة وكذلك لأغراض معينة منها إكراميات وخلافه من أمور تُمنح لهم
والدليل على صحة كلامى أنى أرسلت للكثير من الصحفين .. الذين لهثوا خلفنا لحظة وقوع الحدث .. الكثير من المستندات الخاصة بالواقعة التى توضح مدى تواطؤ كل المسئولين فى محافظة أسيوط وفى الحكومة وكذلك فى وزارة التربية والتعليم .
وسط آهات ولوعات الفراق والحسرة على فلذة كبده يستمر والد الشهيد ” محمد ” فى تعليقه قائلا:” يا أسفاه الكل تجاهل تلك المستندات لأنهم يعملون ” مطبلاتية ” للمسئولين ، لكن منهم بعض الشرفاء الذين أنتظر منهم نشر تلك المستندات التى فيها حماية لمستقبل أطفالنا فى المستقبل ومحاربة للإهمال الذى لا ينقطع ودليل استمرار الاهمال هو سقوط الطفلة يارا فى بلاعة مجارى الصرف الصحى بنادى ضباط الشرطة بأسيوط بعد حادث ابنى الشهيد محمد صلاح بيومين ”
ويتسأل والد الشهيد قائلاً:” هل حان الوقت لكشف الحقائق لتغاضى بعض المسئولين فى اتخاذ قراراتهم قبل التحقيقات الادارية التى تمت فى الحادث وموجودة على مكاتبهم من أسابيع لإتخاذ اللازم والتأشير على تلك القرارات
ومعلومة للجميع ان مديرة المدرسة التى وقع بها الحادث قد عادت الى ادارة المدرسة مرة اخرى بسبب عدم التحقيق معها إداريا وبسبب أن التحقيق جاء من قبل إدارتها فقط وهى إدارة مدارس سنودس النيل الإنجيلى التى وجهت إتهامها فقط لعاملى النظافة بالمدرسة رغم إعتراف المديرة أمام المحافظ ووكيل الوزارة بمسئوليتها عن الحادث وأنها تتحمل المسئولية كاملة”
“أين ضمير المسئولين والصحفيين فى مصر .. اتقوا الله فى أطفالنا وأطفالكم .
حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من أهمل فى عمله وكل من يُهمل أو يتغاضى عن إظهار الحقيقة ، لأنها قضية أجيال بالكامل وليست قضية أطفال ماتت غرقاً فى بيارة مجارى صرف صحى فى مدرسة أو نادى وهى حوادث لم تحدث من قبل” بتلك الكلمات ختم والد الشهيد ” محمد ” تعليقاته على صفحات التواصل الإجتماعى مطالباً المؤسسات الإعلامية والإعلاميين فى مصر عامة وفى أسيوط خاصة بنشر ملفات الإهمال التى تسببت فى غرق نجله وأحرقت قلبه على زهرة عمره .
الإعلامية منال عاطف تعلق قائلة : ” هو حق مين فى بلدك رجع .فين حق شهداء قرية المندرة؟ فين حق أى حد بيموت بسبب الإهمال والفساد ….هتبص هتلاقى حقوق كتير ضايعه فمترميهاش على كل الصحفييين لأن مش هما السببب فى فساد كل حاجه حواليك ” تلك العبارت التى نوهت بها الإعلامية منال عاطف إلى ان الإهمال لم يأتى من الناحية الإعلامية فقد قام الإعلاميون بثورة صحفية أثناء الحادث وذكرى الأربيعين لكن الإهمال يأتى من تلك المؤسسات التى تتعاقس عن أداء عملها ، وتطالب زملائها من الإعلاميين بتبنى قضية الإهمال فى تلك المؤسسات وغيرها من المؤسسات التى تزخ بكثيراً من القضايا المهملة فى صعيد مصر .
ووسط دمعات الفراق والخوف على جميع أطفال وطلاب العلم فى مصر يدشن “عاطف يوسف ” أمين عام الغرفة التجارية على صفحتة الخاصة صورة الشهيد ” محمد ” فى ذكرى ميلاده كاتباً بحروف الحرقة واللوعه والآلم ” اليوم غيد ميلاد شهيد العلم الطالب الشهيد / محمد صلاح حسان فأنت فى قلوبنا حى بروحك الكريمة الطيبة ” طالباً الدعاء له بالرحمة ولأهله الصبر والسلوان مؤكدا على سرعة فتح ملف التحقيق فى الإهمال الذى راح ضحيته ” محمد ويارا”
قال “س . م . ع ” إنه يجب محاسبة كل من مدير المنطقة وذلك لإهماله في عدم المتابعة الجيدة ،ووكيل أول الوزارة وذلك لتقاعسه عن ذلك والمحافظ وإدارة المدرسة بأكملها مشيرا الي عدم إلقاء المسؤلية الكاملة علي العامل فقط مثلما حدث في “قطار البدرشين وقطار أسيوط ”
فيما أشار” م . ل . ي” ولى أمر إلى أنه لتجنب هذا الإهمال يجب أن يقوم الكل بواجبه في موقعه ،مشيرا إلي قيام إدارة المدرسة بالمتابعة الجيدة للعامل من خلال تأدية دوره في متابعة دورات المياه وتغطية بالوعات الصرف الصحي وذلك للحفاظ علي الطلبة في المدارس
حسن سند ولى أمر يقول:”إن ما حدث يعتبر فساد اداري داخل المدرسة مضيفا أنه من المفترض علي التربية والتعليم المتابعة الجيدة والتوجيه بإنهاء أي مشاكل أو معوقات تتسبب في إيذاء الطلبة ،وكذلك إنهاء أى أعمال صيانة أو ترميمات في المدارس أو محيطها وأيضامتابعة ذلك وان يكون هناك عقاب رادع لكل من يتسبب في إهمال بالقيام بعمله” .
تظل معوقات العملية التعليمية عائقاً كبيراً أمام تطوير منظومة التعليم في مصر، لتعم الفوضي جميع المؤسسات التعليمية بعد فشل الإدارات التعليمية في تقديم مستوى تعليمى يحقق ما تنشده من تخريج جيل مؤسس علمياً.. وأصبح دور المسئولين فى التعليم غير مفعل تماماً، وهذه الأسباب التي ينضم إليها المجتمع الخارجي كشريك أساسي في حدوث هذا الخلل الحادث في الفجوة التعليمية، التي يضاف إليها غياب الإدارة السياسية.. وقلة أعداد المدرسين وعدم تأهيلهم.. و«تسييس» العملية التعليمية.. ونقص الخدمات التعليمية.. وسوء المرافق.. وتهالك الأبنية التعليمية.. وتكدس الفصول.. وغياب الأمن علي أبواب المدارس.. وتسرب الطلاب من المدارس.. والدروس الخصوصية ، ومن ثم زادت حالة السوء التي تعانيها المدارس الحكومية، مما أدى إلى تدهور أحوال التعليم.
على شاكر
شيماء حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق