الاثنين، 17 مارس 2014

شنودة «بابا» الوحدة الوطنية.. قاوم تعصب أقباط المهجر وأدار أزمات الداخل بحكمة.. راهب اللحظات الحرجة


البابا شنودة
البابا شنودة هو بابا اللحظات الحرجة في تاريخ مصر، فقد تولى البابوية عام1791 عقب تنيح البابا كيرلس السادس، ووقعت أول حادثة فتنة طائفية في منطقة الخانكة، فقد حاول الأقباط تدشين كنيسة، وأحرق مسلمون متعصبون الكنيسة، فقام البابا شنودة ومعه عدد من الكهنة لتدشين الكنيسة، وظن الأقباط أن الفتنة وئدت في مهدها، لكن الظروف الصعبة توالت وأصبحت أحداث الفتنة الطائفية متكررة مرة في الصعيد وأخرى في الإسكندرية وثالثة في البحيرة ورابعة أمام ماسبيرو وكانت أسباب الفتنة تتطور هي الأخرى.  وواقعة الكشح بدأت بمعركة بين اثنين من المسيحيين بسبب لعب القمار، ولأن أي قضية فيها طرف مسيحى تجعل ضباط الشرطة يتعاملون مع الأمر بحساسية، فقد تحول الأمر إلى معركة أكبر، وانتهى الأمر بمقتل 02 مسيحيا، وتم إلقاء القبض على الجناة، وصدرت أحكام رأى أعضاء المجمع المقدس أنها هزيلة لا تتناسب مع الجريمة التي وقعت ورأى الأقباط أن حادثة «الكشح» هي عودة لعصر الشهداء وهو العصرالذى قام فيه الرومان بقتل آلاف الأقباط بسبب الاختلاف العقائدى لكن البابا شنودة، نجح في التعاملa مع الأزمة، فلم يستمع إلى أصوات الأقباط المتعصبين، ولم يتخذ مواقف عنيفة كل ما فعله أن أعلن الصوم والاعتكاف في الدير، وهذا معناه إعلان الغضب وزالت الأزمة، وطويت صفحة الكشح.  أما أزمته الأولى فقد كانت مع الرئيس السادات في أواخر أيامه، وانتهى الأمر بعزل السادات للبابا شنودة وتكليف آخرين بأمور الأقباط، ربما يكون السبب الرئيسى هو إطلاق السادات يد الجماعات الإسلامية للحد من التيار الناصرى ومنهم من أفتى بتكفير الأقباط ونهب ممتلكاتهم، وما حدث في أسيوط مثالا فقد تمكنت من إحكام قبضتها على الجامعة ثم زاد عدد أعضائها إلى الحد الذي جعل منها عصابات تقتل وتسرق محال الذهب التي يملكها الأقباط في ضوء فتاوى أصدرها بعض شيوخهم تقول إن أموال الأقباط غنيمة للمسلمين وأن عمليات السطو على محال الذهب التي يملكها الأقباط جائزة.  البابا كان مثالا لرجل الدين المسئول عن شعب وكنيسة تضم ملايين «الأقباط الأرثوذكس» فلم تكن معاركه في مواجهة التعصب الإسلامى فقط، بل كانت أيضا في مواجهة تعصب الأقباط المقيمين في المهجر «كندا - الولايات المتحدة الأمريكية - استراليا»، فهؤلاء الذين تركوا البلاد بعد ثورة يوليو 2591 وتطبيق قرارات يوليو الاشتراكية عام1691، فوجئوا بأن أطيانهم وأموالهم قد تمت مصادرتها، فقرروا الهجرة، وهناك موجات أخرى لهجرة الشباب القبطى المحبط بسبب قسوة الأوضاع الاقتصادية في الداخل، وهناك تحولوا إلى جماعات ومجموعات لها اتصالات مباشرة بجماعات الضغط في المجتمعات التي هاجروا إليها، وبدأت مطالباتهم برفع الاضطهاد الواقع عن أقباط الداخل، رغم أن القانون المصرى لا يفرق بين المصريين بسبب العرق أو الديانة، لكن البابا نجح في تحجيم أقباط المهجر والحد من ثورة أقباط الداخل.  لن يضيع منجز البابا شنودة الذي قدمه طوال السنوات الماضية هذا المنجز الدينى الذي يتمثل في إنشاء الكنائس والأديرة خارج مصر وتنظيم العمل الكنسى واجتياز المحطات الحرجة في حياة الأقباط، ولكن من الضرورى أن نعرف أن البابا ليس شخصية تقليدية أو عادية، فقد قضى عشر سنوات داخل الدير لم يخرج منه، وهذا يستلزم قوة نفسية واستعدادًا خاصا، وهذا يعنى أيضا أن البابا قوى للغاية وهذه القوة يحرسها الإلمام الذكى بالأحداث والقراءة العميقة للمجتمع المصرى، فلم يأخذه الانفعال في مواجهة أحداث الفتنة الطائفية، بل يرسخ الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين.  البابا شنودة خضع قبل تنيحه للعلاج وأكد أن الأطباء أن جميع الأمراض التي عانى منها كلها أصابته نتيجة للضغوط النفسية التي تعرض لها بداية من دخول الدير وفى تولى مسئولية كرسى الكنيسة المرقسية فقد كان يتحمل هموم وأزمات ملايين الأقباط في الداخل والخارج والفترة التي تولى خلالها المسئولية لم تكن سهلة أبدا فهو «بابا» غير عادى لم يعرف الأقباط رجلا مثله على الأقل طوال المائة عام الماضية.  ولعل حادثة انشقاق «مكسيموس» ومحاولته تنصيب نفسه بابا للأقباط، والطريقة التي عالج بها البابا شنودة الموقف، تؤكد أنه رجل سياسة إلى جانب كونه رجل دين من الطراز القوى الفريد، ولا يجوز لنا أن ننسى أن البابا شنودة على قدر ما كان يتمتع به من حزم، فقد كان يتمتع أيضا بخفة ظل ويميل إلى الدعابة، فلم يكن يتعامل مع الشعب في الكنيسة بروح الأب الحازم المتجهم، بل تعامل معه بمنطق المعلم الفاضل، ولم تخل عظاته من دعابات أثناء قيامه بالرد على أسئلة الحضور.

أشرف سيد
أمنية الموجى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...