تعد قرية دير شو التابعة لمركز أبنوب بأسيوط، من أفقر قرى المحافظة، يسكنها أكثر من 15 ألف نسمه بلا أي مقومات للحياة الآدمية. تعانى القرية من انعدام كافة الاحتياجات والخدمات الأساسية، علما بأنه تقوم مقام العاصمة لعدة كفور ونجوع محيطة بها، وتقع هذه القرية وسط الزراعات وتعد معزولة تماما عن مقومات الحياة الطبيعية، وتنقطع عنها المواصلات ليلاً ويستحيل وصول سيارة إسعاف أو مطافئ عند حدوث أي مكروه. تحتاج القرية إلى مدرسة منذ عام 1961 حيث تم آنذاك استخدام منزل قديم مؤجر كمدرسة للقرية تتكون من 5 حجرات، كفصول، والمطبخ هو مكتب المدير، وبها جهاز حاسب آلي واحد ولا يوجد مكان لاستعماله، وعام 2006 تبرع عمدة القرية وبعض الأهالي بقطعة أرض مساحتها 1150 مترا، وتم تخصيصها لبناء مدرسة لمرحلة التعليم الأساسي بتمويل منحة ألمانية. قال محمد مراد، مدرس، من أبناء القرية:" إن هيئة الأبنية التعليمية أخذت رسومات بناء المدرسة، ثم فوجئ الأهالي بالتعدي علي أرض المدرسة من المجاورين وزراعتها لتعطيل المشروع اعتقادا منهم أنها بها آثار وتوقف المشروع، وضاعت المنحة الألمانية، وضاع معها حلم القرية في بناء مدرسة حديثة متطورة". وأضاف المدرس:" لا نجد من يشعر بمعاناة أطفال القرية ولكي يستكمل المشروع نحتاج إلي تدخل محافظ أسيوط للبت في حاجتنا إلي مدرسة ابتدائية، وإن الوضع الآن يهدد بكارثة لأن المنزل القديم الذي نستعمله كمدرسة آيل للسقوط فوق التلاميذ والمدرسين". ويسخر عبد العظيم بدري مدرس من حال القرية:" قريتنا نموذجيه فعلا، مفهاش نوادي ولا نظافة, وعشان نكون صادقين مع نفسنا فيها مدرسة واحدة تتميز بأنها متهالكة وآيلة للسقوط، وكمان التكنولوجيا الحديثة فيها حاسب آلي واحد, كمان مفهاش وحدة صحية، تعالج حتى الإصابات الخفية، ونعم القرية النموذجية، وحسبي الله ونعم الوكيل في المسئولين". ووافقه الرأي أحمد عبد اللطيف قائلا:" قريتنا تخالف قوانين الإصحاح البيئي التي تنص على عزل المخلفات وأكوام السباخ والقمامة بعيدا عن المناطق السكنية هل تصدقيني إذا قلت أننا لا يمر علينا أي مسئول ليرى أكوام القمامة والسباخ التي تملأ الشوارع". ومن مشاكلها كما قال أحمد علي:" إن أسلاك الكهرباء بالقرية من النوع غير المعزول وكثيرا ما يؤدى تلامس الأسلاك إلى حدوث حرائق مروعه فهي كلها في تساو واحد، وإذا شب حريق تحولت القرية إلى كتله من اللهب ولا تستطيع سيارة المطافئ الوصول إليها". وأوضحت هبه طالبة:" إننا بحكم الدراسة فترتين بالمدارس نجبر على العودة ليلا فنكون معرضين لكافة أنواع الهلاك وخاصة في حالة الانفلات الأمني الذي نعيشه هذه الأيام وانتشار السرقة والبلطجة مما يعرضنا لمخاطر حقيقية، فلا إنارة ولا أمان على أنفسنا سواء من الذئاب البشرية التي كانت سببا في عدم استكمال معظم بنات القرية تعليمهم بعد المرحلة الابتدائية، أو الحيوانية أو الثعابين والعقارب التي تجوب الشوارع والطرقات بالقرية". جدير بالذكر أن اسم القرية "دير شو" يرجع إلي أن تلك المنطقة كان يسكنها راهب يسمي( بكتر شو) جاء إليها هرباً من البطش الروماني الذي استطاع أتباعه قتله بتلك المنطقة وأقيم بها كنيسة كبيرة تحمل اسمه. وأغلب عدد سكان القرية من الأقباط، ونسبة الفقر بها عالية، والتعليم يصل إلى 40 % نظرا لعدم استكمال المراحل التعليمية، والعديد من شبابها هاجر إلي إيطاليا خلال العشر سنوات الماضية.
هناء حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق