وخيرا فعلت وزارة الآثار عندما قامت بتحريرها من إهمال المسئولين في حي غرب أسيوط والذين كانوا يستغلون القنطرة كجراج للسيارات ومخلفات مجلس المدينة فعندما تشاهد قنطرة المجذوب تشهق أنفاسك من روعتها وجمالها ومنظر الكتابات العربية الهائم على جسد القنطرة التي تدعوك نفسك لتلمس تلك الأحجار ليناديك التاريخ إلى الوراء وتتذكر أيام محمد على والطربوش ثم تنزل إلى ساحتها لتجد الرسومات والزخرفة الساسانية والعيون التي كانت تعبر بها المياه ..هذا ما أكده الفنان الشاب أحمد عكرة أحد المؤمنين بفكرة المتحف المفتوح.
ويضيف عكرة : عندما تدخل للقيسارية تجد وكالات»لطفي، شلبي، الكاشف، حمام ثابت، مسجد الأموي، مسجد صدر الدين القاضي، مسجد جلال الدين السيوطي، مسجد الكاشف، مسجد المجاهدين ،مسجد الخضرية ،مسجد خلاصة «التي تجسد ملامح العمارة في العصر العثماني، ومن هنا أطلق مجموعة من الأدباء والفنانون مبادرة أسموها «الفن تراث قديم» تهدف إلى إحياء الأماكن الأثرية من خلال تقديم أنشطة ثقافية وفنية فيها بهدف تسليط الضوء عليها وعرضها على الرأي العام للاهتمام بها وكيفية استغلالها في جذب السياحة الداخلية كهدف أول وجذب السياحة الخارجية كهدف أسمى ، ولقد تبنى أصحاب المبادرة منطقة المجذوب وحلم الميدان المفتوح وبدأوا بوكالة شلبي الأثرية بالقيسارية لأنها من أكثر الأماكن الجاهزة للاستخدام بعد ترميمها أخيرا.
ويضيف عكرة : نجح أصحاب المبادرة في تقديم الوكالة للرأي العام بشكل يليق بها وتقديم الأنشطة الثقافية فيها مما أبهر الجميع وأبهرهم هم أنفسهم، ورغم أن لكل واحدة من هذه الأماكن سرا كبيرا فإن الأمر يتطلب وقفة جادة للواقع الأليم لهذا المكان فبالرغم من أنه من أعرق الأماكن فى أسيوط ومن أكثر الأماكن احتفاظا بالأثر والتراث العثماني فأنه يلاقى الكثير والكثير من اللامبالاة وعدم الاهتمام ابتداء من المسئولين وانتهاء إلى المواطنين فميدان المجذوب يحتاج الكثير من الاهتمام مقارنة بقيمته التاريخية واحتضانه لتلك الأثار فمسجد المجذوب يحتاج العديد من الترميمات ليعود إلى أصله القديم أما بالنسبة للوكالات فمنها ما تم ترميمه ومغلق كوكالة لطفى ومنها ما أوشك أن ينهار مثل وكالة الكاشف ،أما حمام ثابت فمغلق ويحتاج إلى ترميم ،كذلك المساجد التاريخية والتى لا حصر لها فمنها أيضا ما هو على وشك الانهيار ومنها ما هو غير معروف أو مضاف للخريطة الأثرية أصلا.
حمادة السعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق