نشرت النقابة العامة للأطباء على موقعها الرسمي رد عميد كلية الطب بجامعة أسيوط على خطاب النقابة إلى رئيس مجلس الوزراء بناء على خطاب من نقيب الأطباء بأسيوط بعنوان “مرضي الصعيد يستغيثون”، والذي تعترض فيه النقابة على قرار مجلس جامعة أسيوط والمتضمن زيادة ساعات العمل اليومي بالمستشفيات الجامعية في مقابل أن يقتصر عمل يوم السبت على استقبال الطوارئ والإصابات والعناية المركزة والأقسام الداخلية والمعامل والأشعة، فيما عدا العمليات والعيادات الخارجية، وذلك بدعوي الإضرار بشريحة كبيرة من المرضى ناتج عن تأجيل عمليات يوم السبت.
وأوضح عميد كلية الطب خلفيات هذا القرار والدوافع التي دعت نقيب أطباء أسيوط أن يستغل موقعه النقابي متخليًا عن موقعه كأستاذ جامعي ومتجاهلا أصول العمل المؤسسي ومتهما مجلس الجامعة بأنه "قرر أن يزيد معاناة وآلام المرضي“، وأن هذا القرار هو قرار سيادي ومفضلا اللجوء إلى الصحافة ومناشدة السلطات عن المناقشة الموضوعية.
وأوضح أنه بالنسبة لخلفيات قرار مجلس الجامعة فهذا القرار جاء بعد دراسة مستفيضة لعدة أشهر وبموافقة بالإجماع من مجلسي شئون البيئة ومجلس الجامعة هادفا للمصلحة العامة وطبقًا لما هو معمول به في جميع أجهزة الدولة بل في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه بالنسبة للعيادات الخارجية فإن إضافة ساعة لساعات العمل اليومي بعد الثانية ظهرًا هو لمصلحة المرضي القادمين للعلاج من مناطق بعيدة، ما يتيح وقتا اطول لاستكمال الفحوص وإجراءات الدخول، بدلا من العودة في اليوم التالي علما بأن الغالبية العظمي من المترددين على العيادات الخارجية هم من خارج المحافظة.
وأوضح أن العمليات الجراحية كانت تجري بالفعل في معظم الأقسام الجراحية، خمسة أيام أسبوعيا، فيما عدا ثلاثة أقسام، وأن زيادة ساعات العمل ساعة يوميا على مدي الخمسة أيام أسبوعيا هو كفيل بتعويض يوم عمل السبت ومنع تراكم قائمة الانتظار في هذه الأقسام، كما أن التوسع في تجهيز حجرات العمليات وأسرة العناية المركزة والتي تضاعفت في خلال الستة أشهر الأخيرة قد قد ساهم، من جهة أخرى، في استيعاب عدد المرضي، وتقوم المستشفيات الجامعية بأسيوط باستقبال الإصابات والحالات الحرجة وإجراء العمليات العاجلة على مدي 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
وأكد عميد كلية الطب أن يوم السبت ليس أجازة من التعليم والبحث العلمي تأكيدًا لرسالة المستشفيات الجامعية في صناعة ونشر المعرفة الطبية، وهو ليس إجازة للأطباء المقيمين والمعيدين وأعضاء هيئة التدريس بل هو فرصة للتفرغ للبحث وحضور محاضرات الدراسات العليا وعمل المؤتمرات العلمية للأقسام ومناقشة الرسائل العلمية بدون تعطيل العمل سائر أيام الأسبوع.
وبالنسبة لخلفيات اعتراض النقابة قال: إن نقيب أطباء أسيوط جمع توقيعات 75 عضوا من أعضاء هيئة التدريس، أغلبهم من الهيئة المعاونة، بينما يتجاوز عدد أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب الألف والمائة عضو، وكان الأحري بأمين عام النقابة أن لا تلتفت إلى هذه الاستغاثة المزعومة؛ لأنها تفتقر إلى الأغلبية وبالتالي المصداقية، وصدر قرار مجلس الجامعة رقم ٦٥٢ المشار إليه في ٣١ مارس ٢٠١٥ فلماذا لم يتم الاعتراض عليه في حينه بدلا من إثارة البلبلة بالاعتراض عليه قبل يوم واحد من تطبيقه.. وهو التوقيت الذي تزامن مع انتخابات النقابة الفرعية مما يوحي بوجود دوافع انتخابية وراء الأمر.
وسأل النقيب: لماذا لم يستغث العام الماضي حينما كانت المستشفيات الجامعية تستقبل الإصابات 3 أيام في الأسبوع بينما يتم تحويل الإصابات الثلاثة أيام الأخري إلى إحدي مستشفيات وزارة الصحة؟، وكان الأجدر به أن يطالب نقيب الأطباء بالحضور مبكرا وأن يطالب باستمرار عمليات وعيادات المستشفي حتى بعد الساعة الثانية وأن يوجه جهده لتحسين الخدمة بمستشفيات وزارة الصحة وتحسين أداء الأطباء وأن يطالب الجامعة بزيادة فرص الدراسات العليا لآطباء وزارة الصحة بدلا من الصدام مع إدارة الجامعة واتهام مجلسها بالعمل على زيادة معاناة وآلام المرضي.
ونوه إلى أن بعض الأطباء الذين يتزعمون الاعتراض على قرار الجامعة يحضرون للعمل بعد الساعة 10 صباحا وينصرفون قبل الساعة 1 ظهرًا إلى عياداتهم الخاصة وإن إطالة يوم العمل يتعارض مع مصالحهم الشخصية.
من جانبها، أكدت النقابة أن ما سبق نشره بناء على توقيعات أطباء من جامعة أسيوط، ما أعطى انطباعا بأن هذا هو الموقف الموحد للأطباء هناك، وهو ما ثبت عدم صحته، وستنظم النقابة لقاء بين أصحاب وجهات النظر المختلفة وذلك للوقوف على حقيقة الأمر، حيث أن النقابة هي نقابة لكل الأطباء، وفي حال ثبوت أن القرار يضر فعلا بمصلحة المرضى فإن النقابة ستزداد تمسكا بموقفها لأن مصلحه المريض فوق كل اعتبار، إما إذا ثبت أن القرار غير مؤثر على مصلحة المرضى فإن النقابة العامة للأطباء تملك ثقافة الاعتذار دون أدنى استشعار للحرج.
محمود جودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق