الموهبة والإبداع لا يرتبطان فقط بأن تكون فنانًا أو كاتبًا أو رسامًا أو مطربًا أو ممثلاً، الموهبة والإبداع طاقتان فاعلتان للإنجاز والإدهاش عبر تقديم جديد ومفيد، ولأن عنصرهما الأهم والأبرز هو الخيال والقدرة على الابتكار، فمن الوارد أن يعبر الخيال وطاقة الابتكار عن نفسيهما بوسائل وآليات أخرى، أى فى صورة ابتكار أو اختراع أو تطوير أو نظرية علمية، واليوم نقترب من إبداع جديد وذى لمسة عملية وعلمية مفيدة ولها جدوى ومردود واقعى كبيران، إذ نستعرض تجربة فريق طلابى بكلية الهندسة جامعة أسيوط، والذى تمكن من الفوز بالمركز الثالث فى مسابقة “صنع فى مصر”، وهى مسابقة تتم على مستوى كليات الهندسة بالجامعات المصرية المختلفة، للتنافس لقب المسابقة وجوائزها عبر الابتكارات ومشروعات التخرج المتطوّرة والعملية وذات الفكرة والتنفيذ الجيدين، وفريقنا اليوم اقتنص مرتبته المتقدمة على لائحة المسابقة بابتكار مهم ومفيد، عبر جهاز يحوّل المخلفات الزراعية إلى طاقة نظيفة.
رحلة المشروع الطلابى نحو الفوز
لم تكن المنافسة ضعيفة فى هذه المسابقة، بل تميزت بالشراسة منذ بدايتها، إذ شهدت جولات المسابقة منافسة حامية بين 116 مشروع تخرج، لأكثر من 500 طالب من مختلف الجامعات المصرية، ولكن هذا المشروع الذى نقف بصدده اليوم استطاع أن يمر بكل المراحل، وصولا إلى مرحلة التصفيات – التى ضمّت 22 مشروعًا – ليحصل فى نهاية المسابقة على المركز الثالث على مستوى المسابقة ومن بين كل هذا العدد من المشروعات المشاركة.
فكرة المشروع الطلابى وأنواع الطاقة المنتجة
بدأت فكرة المشروع بشرارة بسيطة – لحل مشكلة راهنة بطريقة بسيطة تتمثل فى توفير الطاقة – إذ استخدم الطلاب المخلفات الزراعية، فبدأوا بإجراء عملية التكسير أو الفرم والكبس، ثم إدخال هذه المخلفات الُمعدَّة والمجهّزة إلى جهاز تصل قدرته إلى 5 كيلو وات، يعمل على الحرق غير الكامل لهذه المخلفات، وهى العملية التى ينتج عنها خليط من غازى أول أكسيد الكربون والهيدروجين.
بهذه الآلية من العمل يتم إنتاج نوعين من الطاقة، والحماية من تأثير إحراق هذه المخلفات فى الهواء الطلق، ما يسبّب زيادة نسبة تلوّث البيئة وانتشار مشكلة السحابة السوداء، أما عن نوعى الطاقة الناتجين عن هذه العملية: فى البداية تنتج الطاقة الحرارية، والتى يتم إدخالها إلى وحدة توليد الطاقة بالهاز للحصول على الطاقة الكهربائية.
أعضاء الفريق الطلابى
يضم الفريق الطلابى لكلية الهندسة جامعة أسيوط8 طلاب، هم: إسماعيل عبد الخالق، وحسن همام، وأسامة سيد، وأحمد قبيصى، وحسام بهادير، وحسن إبراهيم وعمرو أحمد.
جدير بالذكر، أن مسابقة “صنع فى مصر” تهدف بالأساس إلى رفع الكفاءة المحلية وتنمية المهارات الطلابية ورفع كفاءة دارسى العلوم من خلال دعم وتقوية روح المنافسة والابتكار بينهم.
أميرة شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق