تشهد محافظة أسيوط احتداما للمعركة الانتخابية للفوز بمقاعد برلمان 2015، مع اقتراب انتهاء المدة المقررة من اللجنة العليا للانتخابات للدعاية، كثف المرشحون من تحركاتهم والتى تمثل معظمها في مقابلات مباشرة مع المواطنين في "دوار" العائلة، حيث تمثل العائلة حجر الارتكاز الأول للمرشحين لتجميع الأصوات، فمازال المناخ مناسبا مع المرشحين اللذين يملكون خدمات استراتيجية ومستمرة مع تلك العائلات للحصول علي مناصرة واضحة خارج وداخل صناديق الاقتراع.
ورغم ما يقوم به المرشحون من محاولات جاهدة لتقديم وعود بمستقبل أفضل، إلا أن آلاف المواطنين بالعديد من القري ضجوا من إهمال المسؤولين لهم وقرر بعضهم مقاطعة الانتخابات ، كما هو الحال في عدد من قرى مركز القوصية مثل بنى ادريس والتى لا يحصل فيها المواطنون على مياه شرب، رغم وعود متكررة من المسؤولين إلا أنهم لوحوا بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
يقول مكارم عبدالسلام علام، موظف بمدرسة بقرية بني إدريس، إن المشكلة في القرية تتلخص في انعدام مياه الشرب بالقرية علي مدار اليوم، وذلك بقيام عدد من الأهالي ببناء منازل مخالفة على جانبي الطريق، وتوصيل مياه شرب بالمخالفة من الخط المؤدي للقرية ما ترتب عليه عدم وصول المياه إلى القرية والعزب التابعة لها ويصل عدد السكان تقريبا إلى 15 ألف نسمة بالقرية والأربعة عزب التابعة لها.
ويضطر بعض الأهالي للجوء إلي الطلمبات الحبشية لاستخراج مياه الشرب، رغم علمهم أنها ملوثة بمياه الصرف حيث لم يشترك في منظومة الصرف الصحي إلا حوالي 10 بالمائة فقط من سكان القرية ويعتمد الباقون علي "القيسونات" والتى تتسب في توصيل مياه الشرب بمياه الصرف ما ينتج عنه بيئة صالحة لتكاثر البكتيريا وإصابة المواطنين بالعديد من الأمراض ومنها الفشل الكلوي، وأرسلنا برقيات لرئاسة الوزراء ، وموقع رئاسة الجمهورية، ومحافظ أسيوط.
وأضاف مكارم أن جميع أهالي القرية امتنعوا بالكامل عن دفع الفواتير التي تصدر كل شهرين، احتجاجا منهم على تجاهل المسؤولين لمطلبهم وحقهم الشرعي في الحصول على مياه شرب نظيفة، وأوضح أنهم يدرسون مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وفي مدينة أسيوط انتشرت اللافتات بكثافة في شرق المدينة أما غربها والذي يعد الأكثر والأشد فقرا فلا مكان هناك للشعارات أو اللافتات، فالوضع الانساني في غاية التردي، ما صنع من مواطني غرب المدينة الذين يعيشون حياة بائسة بلا خدمات أو مرافق سليمة، قنابل موقوتة ربما تنفجر في وجه من يحاول دغدغة مشاعر هؤلاء المواطنين، اللذين سئموا من تصريحات المسؤولين الوردية، وربما يتسبب ذلك في إحجام بعضهم عن التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حتي أصبح لا مجال إلى أن تحصل على صوت أحدهم بكيلو من اللحوم أو سبيل مشابه، فمواطني غرب مدينة أسيوط يريدون حلولا حقيقية لمعانتهم الصحية والبيئية والمادية والاجتماعية الصعبة.
محمد جودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق